تويت
"الحب من طرف واحد"
هل يمكن حقاً الحديث عن "حب من طرف واحد "..؟
....
إذا كان الحب وسيلة تواصل مع الآخر الحقيقي ..فلا يمكن الحديث عن " حب من طرف واحد"
ما يحدث هو محاولاتٌ لمنح للحب.. دون استقبال من الطرف الثاني ..
....
إِنَّكَ كمنْ يستقبلُ بذرةً "حب" بطريقة ما ...وقد تسقط هذه البذرة في "أرض الحقيقة "أو تسقط في "أرض الوهم"..
...
"أرض الحقيقة" هي الأرض التي يمكن مشاركتها مع الآخرين.. يمكن أن يدخلوها ويرونها بأم العين
و"أرض الوهم" هي التي لا يمكن مشاركتها مع الآخرين ..ولا يمكن للآخر إلا أن يتخيلها
...
إذا سقطت البذرة في أرض الحقيقة قد تكون قابلة للمشاركة فتكون النبتة النامية قابلة للرعاية المشتركة من الإثنين..
أما إذا سقطت في أرض الوهم فلن يرعاها إلا الشخص المستقبل وحيداً ويهتم بها بماء ونور من أوهام..
....
كيف تختار البذرة الأرض التي تسقط فيها..بين الحقيقة والوهم ..؟
الشخص المتوازن هو الذي يوازن بين الحقيقة والوهم .. ويعرف أرض الحقيقة والوهم في داخله جيداً.. وهو القادر أن يميز بين بذرة وهمٍ لا تؤتِ إلا ثماراً للداخل .. وبذرة حقيقة تعطي بذاراً للداخل والخارج معاً..
...
المؤلم في الحب من طرف واحد هو من عدم القدرة على مشاركة الثمار مع شريكٍ آخر..
...
الجميل في الحب من طرف واحد وبإعتباره حباً وهماً .. هو قدرته على الإنتاج الدائم كون أرض الوهم أكثر إنتاجاً وغزارة من أرض الحقيقة..
إنه منبع مستمر لقصص الحب والإبداع ..
إنه الأرض التي تبدو رماداً لكنها تخفي تحتها جمراً لا ينطفئ
....
لا أظن بإمكانية تجنب الحب من طرف واحد لأن الوهم لا يتأثر لا بالصدمات ولا بالتغييرات في سلوك الآخر .. و لا بالتوضيحات ولا بالتلميحات... إنه يتابع نموه بدون منطق ولا فهم ولا أسباب .. إنه الوحيد القادر على الحياة من لا شيء ..إنه قدر لا مفرّ منه إلا له..
.....
الحب من طرف واحد هو حب لا يموت.. و يغذي كل حب حقيقي قادم بماء لا يفسد
....
من يرفض الحب من طرف واحد .. يرفض أكثر تجارب الحياة إمتاعاً و فائدة
الدكتور رفيف المهنا