إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدكتور سنان أنطون روائي عراقي - المتخيل أكثر حقيقة وقرباً وأهمية من العالم الحقيقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدكتور سنان أنطون روائي عراقي - المتخيل أكثر حقيقة وقرباً وأهمية من العالم الحقيقي

    أنطون من أبرز المرشحين في القائمة القصيرة لجائزة البوكر
    [COLOR=#000099"]سنان أنطون: المتخيل أكثر حقيقة وقرباً وأهمية من العالم الحقيقي
    [/COLOR]


    العرب أونلاين- سلام سرحان


    يُعدّ سنان انطون، المولود ببغداد عام 1967، من أهم الكتاب العراقيين الذين اندمجوا في مشهد الثقافة العالمية منذ حصوله على الدكتوراه من جامعة هافرد. وهو متنوّع الاهتمامات الإبداعية والفنية، حيث أخرج للسينما فيلماً تسجيلياً بعنوان "حول العراق" ونشر مجموعتين شعريتيْن وثلاث روايات منها رواية "يا مريم" التي تمّ اختيارها ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية في دورة 2013.


    يطرح سنان انطون في رواية "يا مريم" أبرز أسئلة الهوية الحرجة التي يقذفها الجحيم العراقي المستعر منذ عقود من خلال شخصيتي مها ويوسف المسيحيتين، اللتين يمزقهما التوق للخلاص من المأزق العراقي والحنين الى ماض عراقي جميل. ويتلمس سنان من خلالهما أعماقا لم يسبق تلمسها بهذا العمق الوجودي الحرج، ليتسلل من خلالهما الى أسئلة الهوية العراقية بشكل عام. "العرب" التقته وأجرت معه حوارا حول بعض مناخات روايته.

    * كيف تلقيت خبر اختيار روايتك في القائمة الطويلة، وكيف تلقيت خبر اختيارها في القائمة القصيرة؟

    - فرحت بالطبع لأن هذا يعني الوصول إلى جمهور إضافي من القراء والقارئات.

    * أعلم أن موضوع "يا مريم" حساس جدا بالنسبة للعراق وبالنسبة لك شخصيا. كيف تتداخل هذه الرواية في حياتك الشخصية؟

    - أنا هاجرت من العراق بعد حرب الخليج عام 1991 وأعيش في الولايات المتحدة من يومها. أما شخصيات الرواية فتولد وتموت في العراق وعاشت، بعد 2003، ما لم أعشه أنا شخصياً. هناك دائماً توظيف لبعض التفاصيل من حياة الكاتب في روايته لكن ليس من المفيد أن نفرط في التركيز على هذه النقطة. روايتي الثانية "وحدها شجرة الرمّان" كانت عن عائلة شيعية تمتهن غسل الموتى وهو عالم وسياق لا علاقة شخصية لي به كما هو واضح. أرى أننا نتناسى العنصر الأهم في الكتابة والإبداع وهو الخيال.

    موضوع الطائفية وانعكاساتها هو الموضوع الأهم في العراق وحتى في المنطقة اليوم. هناك فقدان ذاكرة جمعي مخيف واضطراب في العراق بسبب تدمير وتفكك الدولة وتلف النسيج الاجتماعي الذي أنتجته الدكتاتورية والغزو والاحتلال والحرب الأهلية.

    هناك حكايات تضيع وتنسى وتواريخ تمحى وتزيّف. وأنا مهوس بموضوع الذاكرة ومحو التاريخ وإعادة كتابته وضياع أصوات المهمّشين.

    الكثير من العلمانيين واللادينيين أكثر تطرفاً وطائفية وإقصائية من المتطرفين.

    * للرواية أبعاد وجودية عميقة جدا ومن يعرفك جيدا يمكن أن يتخيل أن سنان بعد كتابتها هو غير سنان بعد كتابتها… ما الذي غيره مخاض الرواية في سنان؟

    - تجربة كتابة الرواية، أي رواية، تفترض وتتطلب التعمق في حيوات شخصية أو شخصيات وتقمصها والعيش في عوالمها. وهي تجربة رائعة وغريبة إذ يصبح المتخيل واللامرئي أكثر حقيقة وقرباً وحتى أهمية من العالم الحقيقي الذي أعيش فيه. التحدي الذي خضته، في "يا مريم" هو الاقتراب من شخصية "مها" ورؤية العراق ومآسيه من وجهة نظرها التي لا أتفق معها أنا شخصياً ، سواء في التديّن والإيمان، أو في قراءتها لأحداث العقد الأخير.

    هذا مهم جدّا وضروري في الكتابة ولا مفر منه طبعا، أن تحاول أن ترى العالم من وجهة نظر "آخر" لا يشبهك البتة إلا سطحياً. ونفس الشيء ينطبق على شخصية "يوسف" التي ربما هي أقرب إليّ بعض الشيء، لكني أيضاً لا أتفق معه فيما يقوله وما يؤمن به. يبدو لي أن إحدى مشاكل البشرية الرئيسية هي الفشل في الاستماع إلى الآخر، أو في القبول بشرعية رؤيته للعالم. وهذا لا ينطبق على المتطرفين والإقصائيين فقط. فكثير من العلمانيين واللادينيين أكثر تطرفاً وطائفية وإقصائية من الجميع!

    في الرواية… من الضروري أن ننظر للعالم من وجهة نظر أشخاص لا يشبهوننا.

    * أين أنت من مها ويوسف، شخصيتي الرواية الأساسيتين؟ وما الذي انجزته الرواية لحياتك وفهمك للأوضاع في العراق؟

    - مها ويوسف يمثلان، بشكل عام، رؤيتين تهيمنان الآن على النـظر إلى الماضي، وبالذات من وجهة نـظر من هم أقليات دينية، مسيحيّة بالذات، في العراق. وعلى الرغم من أن الشخصيات مسيحية، إلا أنني أرى أن الإشكاليات والتعقيدات والجدلية الكارثية بأكملها هي المعادلة ذاتها في بلدان أخرى في المنطقة غير العراق.

    كل رؤية تنطلق من تجربة حياتية وفردية خاصة وتحركها قيم ومعتقدات لا تتزحزح. واحدة أسيرة الحنين الذي يصبح ضرورياً أحياناً، والأخرى أسيرة الحاضر القاسي وجراحه.

    ما أنجزته الرواية بالنسبة لي هو خطوة أخرى في مشروع الكتابة ونجاحي في كتابة رواية كان يجيء من أن يكتبها أحد. وأنا سعيد بردود فعل القراء الذين كتبوا لي، والعراقيين بالذات، لأن هذه واحدة من حكاياتهم التي حاولت اقتناصها. ليست المسألة مسألة فهم للأوضاع لأنني لا أدعي فهماً. فأنا وأنت نتعجب ونضرب كفا بكف كل يوم ونحار.

    * ماذا بعد "يا مريم"؟ ما هي مشاريعك المقبلة؟

    - عدت إلى كتابة الشعر بعد إنهاء "يا مريم" وعدت أيضاً إلى مشروع رواية كنت قد كتبت فصلين منها قبل أربع سنوات لكنني توقفت. أعمل أيضاً على إنجاز مختارات من شعر سركون بولص بالإنكليزية "مئة قصيدة" بالإضافة إلى دراسة أكاديمية عنه وأخرى عن محمود درويش.

    * كيف يمكن أن تتلقى نبأ الفوز بالجائزة؟ وهو احتمال كبير حسب آراء عدد ممن استطلعت أراءهم؟

    - سأكون سعيداً بالطبع، لكنني سأذكّر نفسي بأن هناك روايات رائعة لم تصل إلى القائمات ولم تفز بالجوائز…

    * ما الذي سيعنيه لك الفوز بالجائزة؟ وكيف سيؤثر في مساراتك وخياراتك المقبلة؟

    - لا أعتقد أنّه سيؤثر على خياراتي البتّة. فأنا سأحاول كتابة الروايات الأربع التي في بالي وكل ما أريده هو الوقت لأكملها. لا شك أن الجائزة ستوصل رواياتي إلى جمهور إضافي وهذا ما يحلم به أي كاتب.

    * كيف سيؤثر اختيار الرواية في القائمة القصيرة على انتشارها عربيا وعالميا؟ وماذا لو فازت بالجائزة؟

    - دخول الروايات في القائمة القصيرة وحتى فوزها لا يعني بالضرورة نجاحاً وانتشاراً عالمياً سريعاً. فالكثير من روايات القائمة القصيرة في السنوات الماضية لم تترجم ولم تنشر بلغات أجنبية. روايتي الثانية "وحدها شجرة الرمان" لم تصل حتى إلى القائمة الطويلة بالرغم من كل التوقعات والإشادات. وستنشر بالانكليزية في أيار في سلسلة الأدب العالمي التي تصدر عن دار نشر جامعة يال "نيويورك ولندن" وستصدر بالفرنسية عن دار آكت سود نهاية العام.
يعمل...
X