إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب فواز عزام لا يفضل كتابة الرواية الواقعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأديب فواز عزام لا يفضل كتابة الرواية الواقعية

    فواز عزام: لا أفضل كتابة الرواية الواقعية

    دمشق - سانا
    فواز عزام أديب امتازت كتاباته بالتحليق الفكري في عالم الخيال ليصنع من الماضي ومن التاريخ والأساطير أشياء تدخل عالم الإنسان ليتمكن من البحث عن ذاته إضافة لبعض دراساته النقدية التي تناول فيها الشاعر محمود درويش.
    ويقول عزام عن علاقته بالكتابة.. عندما بدأت بالكتابة كنت على هوس كبير بيومياتي فأنتظر تلك الساعة في نهاية كل نهار لأجلس وأكتب ما حدث معي فلم تشبعني تفاصيل يومي بالعكس كنت أحس بنقص في معنى الحياة صخبها داخلنا وبرودها في الخارج هنا بدأت بالكذب في دفاتري ووقعت في فخ التأليف صرت أنتقي أحداثا لم تحدث ولكنني كنت على ثقة بأنها تحدث في مكان ما وبالتحديد سنة 2005 كان التحول حين قررت أن أقرأ دفاتر يومياتي لخمس سنوات ماضية لم أصدق فكأنني كتبت عن شخص اخر وليس أنا.
    وأضاف عزام.. في حديث لسانا أنا مع الفكرة التي تقول بأن الكاتب يكتب الكثير من ذاته وهذا لا يمكن احتواءه إلا عبر الرواية ولذلك هي من انتقتني ولم أقرر كتابتها فهي لا تعرف أبدا ولا تعترف بتعريف بل تملك الصفة الوحيدة التي أعرفها بأنها الصنف الأدبي الناقص الذي يكمله المعنى غير المكتوب ويشبهها الشعر.
    وأوضح الروائي السوري.. انه يرى القصة القصيرة صنفا أدبيا مكتملا ينبغي أن يصيب الهدف تماما ولا مجال للخطأ فيه فالقصة بحسب عزام لا تشبه الحياة أبدا بل هي قطعة منتهية ومحسومة منها وهذا ما يفقده أهم دوافعه لكتابتها ويرى بأن الروائي يلعب دور العراف في الحياة الذي لا يعرف شيئا بالحقيقة لكنه إن أتقن أدواته وهي الكلمات وشكل تركيبها أمام المتلقي فلن ينسى بل يلعب دور المسير للاخر وصانع الحياة بالنسبة له مبينا أن القاص لا يستطيع أبدا أن يكون عرافا ولهذا نرى الكثيرين من الأدباء بدوءوا بالقصة وانتهوا إلى الرواية وليس العكس.
    ويقول صاحب رواية "جبل النهاية".. من خلال التمعن في أثر الأسطورة أرى بأن الشعوب تعيش بشكل من الأشكال تحت نبض أساطيرها معتبرا ان المشكلة لدى الشعوب المتخلفة تكمن في أن الأسطورة تأخذ بعدا مختلفا فتستطيع مثلا التدخل أو رسم شكل التركيب الاجتماعي في المجتمع وهذا سببه الإسقاط غير الصحيح لمكونات الأسطورة فتصبح الأسطورة هي الحقيقة.
    وأضاف عزام.. أرى أن الواقع ذاته الذي نعيشه هو واقع أسطوري فنحن أقرب إلى الأسطورة في حياتنا.. أحلامنا.. تصرفاتنا.. قراراتنا.. هذا لأن سبل الحياة لدى الشعوب الجاهلة شحيحة جدا ولم يتغير الكثير فيها لذلك لا أعاني أنا ككاتب من صعوبة الإسقاط التاريخي مثلا.
    ويضيف صاحب دراسة /صدى الحياة في جدارية محمود درويش/ إن الكثير من الألفاظ لا يمثل زمانا أو مكانا مختلفا فنحن لم نتطور إلا بالشكل الخارجي ولم أحس للحظة وأنا أكتب قصة حب بأنني مطالب برمزية الإسقاط أبدا فالخيال يلعب الدور الكبير في صناعة الإنسان والشخصية الخيالية خفيفة الوقع والتي لا تحمل الكثير من اللحم والدم في تركيبها هي الأقرب إلينا نحن الذين نعيش واقعا كاملا من الأخيلة.
    من هنا أوضح عزام أن الواقع لا يغريه أبدا حتى انه صار لا يتقبل عملا روائيا عربيا محكوما بالشكل الغربي لبناء الشخصيات وهذا يعتبره هوسا شكليا مبينا أن الواقعية أساس كل فن ونقيضها ليس المثالية إنما التضليل لذلك فإنه يبحث عن واقع حقيقي حتى ولو كان سيأخذ بعده التاريخي.
    واعتبر عزام اننا كعرب أقرب الشعوب إلى ماضينا وهذا ما سيغيب الحاضر إلى الأبد وسيمنحنا مستقبلا مشوشا للغاية موضحا أنه لا يرتكز في كتاباته على الواقع لأنه لن يجد المبررات لبقاء واستمرار شخصياته أما حين يقحم البعد التاريخي فالأمر سيختلف لذا يلجأ إلى صياغة التاريخ الشخصي لشخصيات رواياته بما يقربه من الواقع أكثر وأكثر.
    ولفت الأديب السوري الى أننا لا نملك بعد المدارس الأدبية لكتابة رواية وليس لدينا نظريتنا في الإنتاج الروائي فنحن في طور التجريب ويقول.. أكتب بالشكل التجريبي وكل تجريب انتهاك للأسلوب الواهم الذي يسلكه الروائيون بانتمائهم إلى مدرسة معينة دون وجودها كما أنني أنتهك الأسلوب المتبع بالتوجه إلى المتلقي الذي أعتبره في بلادنا محيرا للغاية وهو غني بشكل كبير بالجانب الأسطوري ولديه أرضية جاهزة لأن يتقبل أسلوبي المبني على الأسطورة بمتعة لا توصف وكأنه يعرف ما يكتب سلفا مبينا ان التلميح أهم بألف مرة من الإسهاب في مثل هذه الحالة.
    وأشار عزام الى انه مع النص الذي يترك السوءال لا النص الذي يعطي الإجابة لذلك يرى أنه من المهم أن ترسل إشارة تدل على الحقيقة أكثر من افتراض حقيقة غير صحيحة.
    وعن نيته كتابة الرواية الواقعية قال الروائي السوري.. بصراحة لن أكتب الرواية الواقعية طالما الجميع ينظر إليها على أنها الحقيقة في حين أنها أبعد ما تكون عن الحقيقة وهنا تكمن جماليتها.
يعمل...
X