إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تبهر سندريللا جمهور الأطفال في اللاذقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تبهر سندريللا جمهور الأطفال في اللاذقية

    سندريللا: نسخة جديدة عن الحكاية الأصلية تبهر جمهور الأطفال في اللاذقية

    اللاذقية - سانا

    على مدى شهر كامل تقريباً استطاع العمل المسرحي "سندريللا" أن يستقطب إلى عروضه الآلاف من أطفال اللاذقية ممن توافدوا إلى صالة العرض وسط حالة من الانبهار الواسع بالمشهد السينوغرافي المتميز الذي شكل علامة فارقة في العمل نظراً لثراء مفرداته البصرية بكل ما يجتذب الطفل من أزياء ملونة وديكور وإضاءة إلى جانب الأداء عالي المستوى لممثليه الذين اتسموا بحركة مسرحية رشيقة ومعبرة.

    وكان العمل الذي اخرجه الفنان مجد يونس واختتم عروضه أمس في المسرح القومي قدم نسخة جديدة من الحكاية العالمية الأصلية التي ذاع صيتها لعقود بين جمهور الأطفال الأمر الذي ساعد على شد انتباههم وتحفيز مخيلتهم إلى درجة فرضت معها تلقياً مسرحياً من نوع مختلف تحت وطأة الاختلاف الذي فاجأ الاطفال وأثار فضولهم الى حد كبير.

    في هذا السياق ذكر المخرج يونس أن الاختلاف في النسخة التي عمل عليها يكمن في شكل التناول حيث قام باستثمار الحكاية الأصلية ليضيف إليها شخصيات جديدة ويحذف أخرى حيث تكون هناك لعبة مسرحية تشغل الطفل وهي لعبة أقرب إلى السرد عن طريق اللعب الذي تقوم به عرافة طيبة يرافقها مهرجان تمت إضافتهما إلى شخوص العمل ليساعدا سندريلا في المواقف التي تصادفها.

    وأضاف: سندريلا الجديدة هي شخصية مبادرة وإيجابية لا تستكين للظلم كما هو الحال في النسخة الأصلية والهدف من هذا التغيير هو تعليم الطفل وحثه على الشجاعة والجرأة والإقدام بدلاً من الخنوع والإحساس بالظلم والقهر إلى جانب ما قمنا بتحميله للشخصية الجديدة من قيم تربوية وأخلاقية تساعد على تطوير شخصيته وصقلها وتزويدها بالفضائل الإنسانية.

    وحول المشهد البصري العام للعمل أشار يونس إلى أن عناصر السينوغرافيا في العمل جاءت غنية ومنوعة الأمر الذي جعل منها عاملاً مهماً في إخراج العرض بالصورة التي جاء عليها موضحاً أن العمل تضمن عدداً من المقترحات البصرية التي حولت العرض إلى ما يشبه الرسوم المتحركة وأفلام كرتون كما تتفاعل في مخيلة الصغار والكبار في آن معاً حيث اشتغل الممثلون وكادر العمل كاملاً على إخراج الأطفال القابعين في دواخلهم ما أعطى هذه النتائج الجميلة.

    أما اللجوء إلى هذا الشكل الفني الجديد فقد جاء حسب المخرج عبر استخدام تقنيات الغرونسك أو المبالغة في الشكل السينوغرافي لتجسيد الأشكال الأقرب إلى ذهن الطفل ومخيلته إلى شخوص من لحم ودم تتحرك أمامه على الخشبة ما استدعى من الطاقم التمثيلي والفني جهداً كبيراً يحدد جمهور الأطفال مدى نجاحه أو إخفاقه.

    وتابع في زمن الفضائيات المنتشرة على نطاق واسع وتعج برسوم وأفلام ديزني لاند كان لابد لنا من البحث عن معادل بصري قادر على المنافسة والحضور على المسرح فكان هذا هو اقتراحنا الذي لاقى الكثير من الإعجاب والتقدير من النقاد وجمهور الأطفال ومرافقيهم ممن غصت بهم صالة العرض وكانت فرصة لنا لإبعاد الطفل السوري عن شاشات التلفزيون التي تعج بمشاهد القتل والدم والدمار خاصة وقد بات يحتاج إلى متنفس حقيقي يفرغ عبره المشاعر السلبية المتراكمة في الروح جراء الأحداث الراهنة.

    من ناحيته ذكر الممثل نضال عديره أن أعمالاً بهذا المستوى من الجودة والجدية هي سبيل لمواجهة المد المتنامي للأعمال والعروض التجارية التي يسعى أصحابها لتحصيل الربح المادي لا أكثر على حساب عقل الطفل وفكره وذائقته دون أي رقابة حقيقية إذ شهدت السنوات الأخيرة ازدياداً واضحاً للعروض الاستهلاكية التي تستهل مسرح الطفل وتستخف به.

    وقال: لدينا مسؤولية حقيقية تجاه الطفل ولذلك يجب على المسرحيين الشباب أن يرهنوا عملهم الفني للمعايير العالمية التي تحكم مسرح الطفل والتي تتجسد فيها الكوميديا كحالة بعيدة عن التهريج ونراهن على أن اشتغالنا على مسرح جاد من شأنه أن يعيد جمهور المسرح إلى المقاعد من خلال عملية تراكمية يتم فيها فرز الأعمال الجيدة من الرديئة وبذلك يصار إلى مقاطعة الأعمال التجارية بصورة تلقائية مع مرور الوقت.

    وأكد عديره على الدور المحوري للإعلام في وضع حد للأعمال الهزلية التي تسترق انتباه الأطفال دون إدراك منهم لماهيتها إلى جانب ضرورة تغيير آليات التفكير في وزارة الثقافة والتي تفرز لجان تحكيم وتقييم تسمح لأعمال من هذا النوع بالمرور إلى عوالم الطفل.

    من ناحيتها أوضحت مناة الخير مديرة المسرح القومي أن هذا العمل يأتي في إطار خطة المسرح للمرحلة الحالية مشيرة إلى أن الإقبال الكثيف على العرض يؤشر إلى مدى ملامسته لجمهور الأطفال واقترابه من عوالمهم الشفافة التي تستطيع أن تميز الغث من السمين وهو ما يشجع إدارة المسرح على تبني واستضافة عروض أخرى بنفس المستوى والجدية بين حين وآخر.

    يذكر أن العمل يضم كادراً من الممثلين الشباب بينهم نجاة محمد وياسمين زيدان ووسام مهنا وديالا جمعة ورافي عزيز وأنجزت السينوغرافيا المسرحية أسرار حداد.
    أنا بنت الهاشمي أخت الرجال
    الكاتبة والشاعرة
    الدكتورة نور ضياء الهاشمي السامرائي
يعمل...
X