إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعود كركوك إلى تآخيها بإنشاء مركز ثقافي كلداني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعود كركوك إلى تآخيها بإنشاء مركز ثقافي كلداني


    تكثيف هذه المبادرات يفضي إلى عدم الحاجة لحراسة المنشآت الدينية

    كركوك تعود إلى تآخيها بإنشاء مركز ثقافي كلداني




    العراق المتعدد الذي عاش قرونا طويلة من التعايش الهادئ والخلاق بين مكونات مختلفة ومتنوعة، عانى في العقد الأخير من "طائفية" حُقنت بأياد خارجية ورعاها "التعصب" المحلي، لكن القطر المستند إلى إرث تعايش لا يضاهى يبتكر مخارج جديدة لاسترجاع توازنه المتعدد.

    افتتح في مدينة كركوك المتنازع عليها أول مركز ثقافي مسيحي في العراق منذ 2003 يهدف إلى جمع الفرقاء لتعزيز ثقافة الحوار ونبذ العنف، حسبما افاد القائمون عليه.

    وحضر الافتتاح محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم ورئيس مجلس المحافظة حسن توران ومسؤولون محليون آخرون من كافة الطوائف والقوميات، بحسب مراسل فرانس برس.

    وأبرز أهداف المركز الذي بدأ بناؤه في مطلع العام الماضي، تعزيز لغة الحوار والمساهمة في تقوية اسس ومبادئ التفاهم بين مكونات كركوك؛ الكرد والتركمان والعرب والكلدان والآشوريون.

    وقال رئيس أساقفة كركوك والسليمانية للمسيحيين الكلدان لويس ساكو أن "المركز هو الأول من نوعه في العراق بعد العام 2003 وهو رسالة السلام وتغليب لغة الحوار بين كافة الأطراف ."

    وأضاف "حضورنا جميعا، عربا وأكرادا وتركمانا ومسيحيي كركوك دليل على أننا عائلة واحدة وتعبير متميز على التواصل".

    وأوضح ساكو أن المركز الثقافي الجديد "سينشر ثقافة احترام الخصوصيات والتواصل بين مكونات المجتمع عن طريق الحوار وليس عن طريق الموت والانفجارات".

    وثمن ساكو جهود محافظ كركوك ورئيس مجلس المحافظة والأقسام الفنية والهندسية والتخطيط بمبنى محافظة كركوك.

    وشيد المبنى على ارض تابعة للمطرانية بكلفة 365 مليون دينار "305 آلاف دولار" من ميزانية تنمية الاقاليم.

    وقال محافظ كركوك الدكتور نجم الدين عمر كريم أن "افتتاح المركز هو دليل على استمرارنا بالبناء والإعمار، فالارهاب هدم دورا لكننا نفتح اليوم مبنى جديدا".

    وأضاف "هذه رسالة أن شعب كركوك بجميع مكوناته مصمم على المضي نحو الامام وترسيخ الاخوة بين مكوناته".

    يشار إلى أن مدينة كركوك التي يسعى الأكراد إلى ضمها تشهد أعمال عنف بشكل شبه يومي، فيما تنشر قوات الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان على خطوط التماس.

    ويقول اسماعيل أحمد الحديدي"الشخصية العربية البارزة في مجال الحوار" عن إنشاء المركز إنه "نصر آخر لرسل السلام لتغليب الحوار، لأنه لا نجاح لنا إلا بالحوار وقبول الآخر".

    تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن مدينة كركوك العراقية "التي تقع شمال شرق العاصمة بغداد" هي من أقدم وأعرق مدن البلاد، وكانت تخومها تعرف قديما باسم "باجرمي". وقد تعاقبت عليها حضارات عديدة مثل الامبراطوريات البابلية والآشورية والأخمينية والبارثية والساسانية والعربية الإسلامية وأخيرا الامبراطورية العثمانية، وقد انتج هذا التفاعل الطويل فسيفساء من المكونات الدينية والعرقية في مدينة كركوك، حيث تجاور في فضائها العرب والكرد والتركمان والسريان، كما تعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود، وتواصل ذلك إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
يعمل...
X