إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إعداد: الليفتنانت آي. ماكيفور - ملاحظات حول صيد الأسماك في الخليج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إعداد: الليفتنانت آي. ماكيفور - ملاحظات حول صيد الأسماك في الخليج



    التحرير
    إعداد: الليفتنانت آي. ماكيفور
    مساعد المقيم السياسي البريطاني
    في الخليج ـ بوشهر
    ترجمة وتقديم: د. محمد جعفر آل حسن
    المصدر: التقرير الإداري السنوي المقدم من المقيم البريطاني في منطقة الخليج الفارسي وعمان لعامي 1880 ـ 1881م. انظر: I.O.R V.23.40


    تقديم :

    من بين النعم التي أنعم الله بها على هذه البلاد؛ البحار التي تحيطها التي شكلت ملاذاً لشعوب معدمة، فكانت أسماك الخليج متنوعة وفيرة لذيدة، وتشاء الأقدار أن يكون الساحل الغربي من الخليج ملاذاً للأسماك أكثر من أي بقعة أخرى، وأن تكون الأصداف تنمو وبكثرة في ذات الإتجاه الغربي، الى حدّ أن بعض الشركات الغربية فيما مضى من الزمن حأولت أن تستثمر أموالاً في صيد اللؤلؤ، فوجدت أن الساحل العربي دون غيره أكثرها وأوفرها.
    إن الحياة البحرية في الخليج العربي زاخرة، وتمثل الأسماك جزءا قليلاً منها، وإذا كان هذا الخليج قد أعطى أفضل أنواع اللآلىء في العالم، فإنه أعطى ألذّ أنواع الأسماك، وأفضل أنواع الربيان وأطيبها على مستوى العالم.
    وفي الوقت الراهن، كما فيما مضى من الزمان، يعتمد كثيرٌ من أهالي الخليج على صيد البحر في معاشهم، ولم تلغِ الحقبة النفطية الإندفاعة الكبيرة للسكان باتجاه البحر، سواء كان هواية، أو للعيش على أسماكه، ولا زال البحر ملاذاً لأهل الخليج من عاديات الزمن، يعيشون أهواله كما في الماضي، ويصارعونه بوسائل أكثر جدوى وعصرية.
    الوفرة السمكية في الخليج، جعلت أسعاره ــ مقارنة بالدول الأخرى ــ هابطة، وتبذل في الوقت الراهن الجهود لزيادة تصديره، وتبدو سلطنة عمان في مقدمة دول الخليج صيداً للأسماك، وتصديراً لها.
    والتقرير الذي بين أيدينا، أعِدّ قبل أكثر من قرن من الزمان، يوضح فيه طرق صيد الأسماك، وأنواعها، ووقت ومكان صيدها، وتسمياتها بين طرفي الخليج العربي: أي باللغة الفارسية والعربية، إضافة الى الإنجليزية. لكن فيما يبدو أن الأسماء العربية للأسماك المذكور في هذا التقرير، اعتمدت تسمية أهل عُمان دون غيرهم، ورغم التشابه في التسمية للعديد من الأسماك بين مختلف مناطق الخليج، إلاّ أن بعض الفوارق تبدو واضحة.
    سنلاحظ من خلال التقرير، اختلافاً طفيفاً في طرق صيد الأسماك، وفي نوعيَّة القوارب التي استخدمت قبل قرن مع القوارب التي تستخدم في الوقت الحاضر، مع أن النوعيات القديمة من القوارب لا يزال بعضها مستخدماً بشكل محدود جدًّا في مناطق خليجية.
    نص التقرير
    تمثل الأسماك - طازجة كانت أم مملّحة - مضافة الى التمر، والبصل، وقليل من الشعير أو الرز ؛ الغذاء الرئيسي لأغلبية الطبقة الفقيرة من السكان العرب والفرس، الذين يعيشون على ساحل الخليج الفارسي، وساحل عمان، والباطنة ومِكران. هناك كميات كبيرة من الأسماك تُملّح وتُباع في السوق المحلي، وكثير من الأسماك المُملَّحة والمجفَّفة، كزعانف القرش، وخياشيم الأسماك، وزيوت الأسماك تُصدّر من الخليج ومسقط الى كل من زنجبار، وموريشيوس، والهند، وغيرها من البلدان ؛ لذلك يُمثل صيد الأسماك - بعد صيد اللؤلؤ - أهم صناعة في الخليج.
    أماكن الصيد:
    تقع أماكن صيد الأسماك في معظم أنحاء الخليج الفارسي، وبحر عُمان ، وعلى سواحل عُمان. أما أهم أماكن صيد الأسماك مرتبةً حسب الأهميَّة قدر المستطاع فهي كما يلي:
    1) خارج مسقط ، وساحل الباطنة من رأس الدبّة الى رأس الحد.
    2) رؤوس الجبال، ممتدًّا من رأس الخيمة الى رأس الدِبة، وتشمل الأماكن الرئيسية مثل مكاكا، فيلام، دهات، ثيش، ثباش، كُمزار، قُبة علي، والخُبّه.
    3) البحر حول جزيرة قشم، ممتدًّا من هرمز الى طمب وقيس، والأماكن الرئيسية للصيد هنا هي: لارسور في مضيق كلارنس، هِنجام وشناس.
    4) البحر في رأس الخليج من جزيرة فيلكة الى جزر ديرة و بنش.
    5) على مشارف البحرين والسواحل العربية من أبوظبي الى رأس الخيمة.
    أوقات صيد الأسماك على مدار العام:
    يُصطاد السمك طوال العام، ولا تُوجد فصول معينة للصيد. فخلال فصول الغوص لـصيد اللؤلؤ، وأثناء صرام التمور، تقل القوارب المتجهة لصيد الأسماك، وذلك بسبب ذهاب بعض القوارب لصيد اللؤلؤ، وفي فصل صرام التمور يعمل عدد من صيادي الأسماك في جمع محاصيلهم.
    في فصل الشتاء، وأحياناً لعدة أيام، لا تستطيع قوارب الصيد الإبحار بسبب العواصف. إن أفضل فصول الصيد تختلف باختلاف المناطق الواقعة على الخليج، وبالتحديد من فبراير الى نهاية مايو، ومن نهاية أغسطس الى نوفمبر. هذه الفصول تعتبر أفضل فصول الصيد كل عام في مناطق الخليج.
    تختلف أنواع الأسماك المصطادة من فصل الى آخر. ففي المناطق المحيطة ببوشهر، على سبيل المثال، فإن معظم الأسماك المصطادة في فصل الصيف هي: كوفار، شعري، خبور، خامار، جِش، داغي، كردوس، حلوا سفيد، بياح وغيرها. أمّا في فصل الشتاء فالأسماك المصطادة هي: شعم، سانغي سور، أم الدحريس، شير ماهي، هامور، بالول، راشقو، حلوا سياه، خباد، متوت... الخ.
    قوارب صيد الأسماك:
    القوارب المستخدمة في صيد الأسماك هي الآتي:
    بقارة: بطاقم يتكون من 4 الى 8 رجال، وحد أقصى 20 رجل.
    راتيل: بطاقم يتكون من 8 الى 15 رجل.
    ماشوَّة: بطاقم يتكوَّن من 2 الى 8 رجال.
    بوم: قارب يوجد في الكويت وجزر العماير، بطاقم يتكون من 6 الى 8 رجال.
    شُوعي: يوجد في البحرين، والقطيف، والكويت، بطاقم يتكون من 6 الى 8 رجال.
    بدان: يوجد في مسقط، بطاقم يتكون من 3 الى 5 رجال.
    جالبوت: يوجد في جزيرة خرج، بطاقم يتكون من 4 الى 8 رجال.
    هُورا أو بالفارسي وارجي أو شاش: وهو قارب صغير، كالطوّافة، مصنوع من عصي وسعف النخيل (تابول)، بطاقم يتكون من واحد الى اثنين. وعادة ما يكون الـ (هورا) غاطساً بشكل كبير في الماء، ويقال إنه قارب آمن الإستخدام جدًّا (ويعتبر في الحقيقة كقارب نجاة) ويستطيع تحمل البحر دون الغرق في حالة العواصف الشديدة عندما لا تستطيع القوارب الأخرى مجرد أن تطفو.
    طُرُق الصيد:
    تُصطاد الأسماك في الخليج عن طريق الشباك (تُسمى بالعربية لِيخ، وبالفارسي دام)، كما يُستخدم في صيد السمك: الحِضرة أو الحَضرة (أوتاد لحجز الأسماك)، وكذلك القرقور (سلّة لصيد الأسماك)، الخطاف (بالعربي ميدار،(1) وبالفارسي كُلاب) وحراب ذات نهايات حادة أو Harpoon ( تسمى بالعربي والفارسي كأوار).
    الشباك المستخدة هي الآتي:
    سالية: أو دقيق، وهي شبكة للرّمي، دائرية، ويوجد بها أثقال من الرصاص حول محيط الشبكة. السالية تُرمى من على كتف الرجل في المياه غير العميقة ثم تُسحب من مركز الشبكة (الوسط) حيث يوجد حبل في المنتصف. الأسماك المصطادة عادةً ما تكون: ميد، بياح، شعم، جواف، ينم، بطَّان، قِرقِفان، مطابيل، بدح، جسجوس (ربما منجوس). وفي المجمل تُستخدم السالية لصيد الأسماك طوال العام.
    كاروف: ويسمى (شباك). والجاروف شبكة بطول 20 ياردة تقريباً بعيون سعتها من 1/4 الى 1/2 بوصة. تُربط اثنين أو أكثر ببعضها البعض لتُشكل كيساً وعندما تُسحب الشبكة بواسطة الرجال في المياه الضحلة ويُضرب الماء، يندفع السمك بداخلها. السمك المصطاد هو نفس النوع المصطاد بواسطة السالية. عادةً ما يُستخدم الكاروف للصيد في فصل الصيف ليلاٌ ونهاراً.
    جاروف: أو ياروف، ويسمى شباك كذلك، وهو شبكة شبيهة بالكاروف، ولكنه أطول بقليل، وبعيون سعتها من 1/2 الى 2 بوصة. يستخدم الياروف في مياه بعمق نصف قامة، حيث يربط 20 ـ 30 ياروفاً في خط طويل، وتُنزَل من قارب ثم تُرفع بعد خمس ساعات. السمك المصطاد هو عادةً ما يكون: ملاساني، سبيطي، راشقو، شعم، جواف، بياح، الخ. هذه الشبكة تُستخدم طوال العام وفي الليل.
    اشعري: أو (غوبات)، وهي شبكة كبيرة جدًّا بعرض ثلاث قامات، وبطول خمسين الى ثمانين قامة، وبعيون سعتها 5 بوصات. يُربط 10 الى 12 اشعرياً ببعضها البعض وتُنزل من قارب في مياه عميقة مع حلول المساء، ثم تُرفع في الصباح. لا يُستخدم هذا النوع من الشباك في الليالي المقمرة حتى لا يتمكن القرش من رؤية الأسماك في الشبكة ويهاجمها فيُقطّع الشبكة في محأولة صيد الأسماك العالقة فيها. أنواع الأسماك المصطادة عادةً هي: الكنعد أو الشيرماهي، والخَبَت، السبيطي، حلوا سياه، خارو، غوباب، الخ. هذا النوع من الشباك يُستخدم في فصل الشتاء.
    فواليج: يُشبه اشعري، ولكنه أقوى وأصغر قليلاً، فهو بعرض قامة واحدة، وبعيون سعتها من 8 الى 10 بوصات. تستخدم الفواليج بنفس الطريقة التي يستخدم بها الأشعري، عدا أنها تُستخدم حتى في الليالي المقمرة لأن خيوطها قوية، وتستطيع صيد سمك القرش. الأسماك المصطادة هي: حلوا سفيد، غوباب، خارو، سَانقي سار، ساده، جراجير أو بُومباك من مختلف الأنواع... الخ. يُصطاد بهذه الشباك في شهور مارس وأبريل ومايو.
    يِلْ: شبكة ضخمة على شكل كيس وبعيون صغيرة جدًّا، وبفتحة (فم) بسعة 40 قدم في 12 قدم، وبطول كبير. هذه الشبكة تُسحب وتَصطاد كل أنواع الأسماك من المتوت (طولها بوصة واحدة) الى سمك القرش. وتُستخدم اليلْ في فصل الصيف.
    المنصب: شبكة بطول 20 قامة، وبعرض قامة الى قامة ونصف، وبعيون سعتها 4 بوصات. تُستخدم بالقرب من الساحل ، وتُوضع على شكل طوق بفتحة مُواجهة للشاطئ، وبطرف يمتد من الفتحة بخط مستقيم، ولمسافة باتجاه الشاطئ. السمك المصطاد عادة ما يكون: خارو، بياح، شعم، سبيطي، قبقوب (سرطان البحر)، قِريشة الخ. تُجعل الشبكة ثابتة، ويُجمع السمك المصطاد في النهار أو الليل عند الجزْر. تُستخدم هذه الشبكة طوال العام ما عدا أوقات البرد القارس.
    قوفَة: شبكة صغيرة لصيد الربيان، تُشبه الشبكة الأرضية، وتصطاد الربيان (بالفارسي مايقو). - عادةً في شهور مارس وأبريل ومايو.
    تُثبّت الشباك في القاع بالحجارة، ما عدا السالية والقوفة، وتطفو الشباك على سطح الماء بواسطة " تابول " أو بالطرف السميك لسعف النخيل "التليل".
    الحِضرة: أو الحَضرة، وهي عبارة عن مصيدة على شكل طوق مصنوع من سعف النخيل يُثبّت بطريقة مُحكمة ودقيقة بواسطة حبال مصنوعة من الليف ويُثبت السعف بطريقة عمودية ومن الأسفل عند القاع بواسطة الحصى. تُقام الحضرة بالقرب من الشاطئ أو في داخل البحر في المناطق التي ينحسر عنها الماء ، وتكون الفتحة في اتجاه الساحل. بعض الحضرات تكون في مناطق ضحلة الى درجة أنها تكون جافة جدًّا عند انحسار الماء عنها، وفي ذلك الوقت بالذات يُجمع السمك منها. البعض الآخر من الحضور (جمع حضرة) يكون فيها مستوى الماء من نصف قامة الى قامة واحدة عند انحسار الماء عنها عندما يجمع السمك بواسطة الشباك. تُستخدم الحضرات بكثرة حول جزر البحرين ، وأماكن أخرى في الخليج. السمك المصطاد عادةً هو: مطابيل، جواف، ربيان، وَحَرْ، ملاساني، سبيطي، قبقب، عُوم، فاريال، قُولي، قرقفان وصافي، الخ.
    القرقور: وهو مصنوع من الأغصان الدقيقة على شكل سلّة كروية، تُشبه مصيدة فئران مصنوعة من أسلاك ضخمة، بفتحة على شكل قُمع من الخارج حيث يدخل منها السمك كما الفئران لداخل المصيدة، ولا تستطيع الخروج مرةً أخرى. تُصنع القراقير من أغصان شجر النخيل، الخيزران المفلوق أو الغصينات. تُوضع عدة أحجار كبيرة بداخل كل قرقور، وبعد ذلك تُنزَل القراقير الى القاع في المياه العميقة، عادة ما توضع 5 الى 6 قراقير بالقرب من بعضها البعض ومتصلة بحبل قوي، وآخر القراقير المُنزل متصل بحبل وعَوّامة. تُترك القراقير لمدة يومين الى ثلاثة أيام ثم تُسحب الى الأعلى ويؤخذ السمك. ليس من الضروري أن يُوضع أي طعم بداخل القراقير، السمك يتصوَّر أن هناك شيئاً ما بداخل القرقور، أو بدافع الفضول يندفع السمك بداخل القرقور، وعندما تدخل سمكة أو إثنتان، يتعبهما باقي السمك كقطيع من الأغنام. لقد أُخبرت أنه في بعض الأحيان عندما تُسحب القراقير، يكون بعضها ممتلئاً بالأسماك الى أقصى حدٍّ ممكن أن يحتمل. الأسماك المصطادة عادة هي: هامور، خبور، سانقي سار، شعم، حماره، نمّار، سكيلات، جِش، الخ. وتستخدم القراقير للصيد طوال العام، ولكن أفضل أوقات الصيد تبدأ من يونيو الى ديسمبر. تُصنع القراقير بأحجام مختلفة وبقطر من 2 قدم الى 7 أو 8 أقدام.
    الخِطّاف والخيط: الخطاف والخيط يُستخدمان بكثرة في كل مناطق الخليج ، وأفضل أوقات الصيد بهذه الوسيلة هي في الربيع والخريف. إن قارباً يتسع لأربعة رجال يصطاد أحياناً من 10 الى 12 قفّة هاشمية Hasham Maunds من السمك يوميًّا، والقفّة تعادل 124 رطلاً. تُجلب الخطاطيف المستخدمة من الهند، أما الطُعم المستخدم فهو خثاق أو نَغّار (أحد أنواع الحَبّار)، ميد (سردين)، لحم الجواف وهو الطُعم المُفضّل لدى أم الدحريس (أو شريده)، ويستخدم كبد القرش كطعم لصيد سمك السبيطي، أيضاً هناك طُعم بلاليدث أو عَويد (بالفارسي برشاك: سرطان البحر)، كما تستخدم الديدان لصيد الأسماك، وتستخرج دودة البحر من تحت الارض على الشاطئ.
    والأسماك المعتاد اصطيادها بواسطة الخيط هي: سانقي سار، سبيطي، أم الدحريس، راشقو، كنعد أو شيرماهي [فارسية الأصل فيما يبدو: وتعني السمكة الأسد]، هامور، بالول، قلو.
    كذلك يُستخدم الخِطّاف والخيط عند الإبحار بسرعة ثابتة حيث تُربط خُطّافات بخلف بعضها البعض ، ويُثبت بأعلى الخطافات قِطع قماش حمراء وبيضاء ، وتُرمى في البحر وتُسحب بالقارب. هذا النوع من الصيد يسمى " بَزّانة "، ويُصطاد بهذه الطريقة الكنعد والأنفَلوس.
    كأور: حربة أو بالأحرى "هربون" وهو رمح كبير لصيد السمك بطول حوالي 9 أقدام وبه حلقة في المنتصف يُربط بها حبل. يُستخدم الكأور كحربة ، وكذلك يرمى كرمح. أكثر مايستخدم الكأور بواسطة صيادي الجزر والساحل العربي لصيد الـحَمَس والـ شيرو (السلحفاة)، والدغس (أحد أنواع الدلفين)، وشير ماهي ، والخثّاق (الحبّار) ، والقرش ، وأنواع أخرى من الأسماك.
    تمليح الأسماك:
    يَعمد صيادو الأسماك في الخليج الى تمليح الأسماك، حيث يُمَلّح السمك بطريقة بدائية وغير جيدة، وهي طريقة تحتاج الى تطوير، وهذا في مصلحة الصياد حيث أن السمك المملح جيِّداً له سعر أعلى في أسواق الدول الأخرى. هناك ثلاث طرق مُتّبعة للتمليح:
    الأولى: يُجفف السمك تحت أشعة الشمس. هذا النظام أو الطريقة تُستخدم في تجفيف سمك القرش والمتوت " Metoot". يُقطع سمك القرش الى شرائح ويجفف . المتوت هو السمك الصغير، ويترك تحت الشمس ليجف.
    الثانية: يُشَق السمك طولياً ويُرمى الرأس، ثم يُنثر على السمك كمية من الملح ، ثم يُفرك بالملح، وبعد ذلك يوضع في وعاء يحتوي على ماء البحر، حيث يترك لفترة، ثم يُجمع السمك ويُحزم.
    الثالثة: يعامل السمك كما في الطريقة الثانية، ولكن بدل أن يوضع في الماء المالح (ماء البحر)، يُحزم السمك بعد أن يترك ليجف، ثم يُغسل بماء البحر مرةً أخرى ويُنشر ليجف. عندما يجف السمك، يُجمع ويُخّزن استعداداً للتصدير.
    في منطقة الخليج، عادةً يُملح السمك بالطريقة الثانية ، أو الثالثة، وأنواع الأسماك التي تُملّح هي عادةً ما تكون: خبات، حلوى سفيد، حلوا سياه، حِف " Hif" ، كنعد، خبور، أم ضريس، حمارة . وتختلف أسعار الأسماك المملحة باختلاف المناطق، وكذلك باختلاف الفصول في المنطقة الواحدة، ولكن متوسط سعر السمك المملح في بوشهر حوالي قَران " Kran" واحد للمن التبريزي (8 رطل)، حيث أن متوسط سعر السمك الطازج يترأوح مابين 5 الى 12 قران للمن الهاشمي (أو الهشامي) وهو 124 رطلاً، اعتماداً على نوعية السمك.
    أما السمك المملح في مسقط، فقد كتب الليفتنانت ـ كولونيل مايلز التالي: "يُملح السمك بكميات كبيرة في مسقط والأماكن الأخرى على خليج عمان، وذلك للإستهلاك والتصدير. هناك أربعة أنواع يُستفاد منها هي:
    الأولى: الكنعد العربي " Seer Fish" ويُرسل تقريباً كليةً الى أسواق موريشوس ليباع الى عُمّال المستعمرات.
    الثانية: صِحوة " Sehwah" ، ويملح في الجو الحار. أسعار هذا النوع من الأسماك حوالي 20 سمكة للدولار.
    الثالثة: سِدح " Sidh" ويُستهلك كله محلياً.
    الرابعة: جِيدار " Geedar" ويستهلك جزء منه محليًّا ويصدر الجزء الآخر.
    طريقة التمليح لا تختلف تقريباً، وسعر السمك المملح خارج عُمان منخفض عمّا يجب عليه أن يكون لو أن السمك مُلِّح بطريقة جيدة وبعناية. زعانف سمك القرش تُجلب بواسطة تجار الخوجة الى مطره " Muttrah" ويدفعون حوالي دولار واحد للمن (المن في مسقط هو حوالي 9 رطل) من السمك النظيف المرتب. سعر الجملة للزعانف هو حوالي 4 دولارات لكل 5 أمنان.
    السلاحف:
    تُوجد السلاحف بكميات كبيرة في كل جزر الخليج تقريباً، وكذلك في بعض السواحل. هناك نوعان من السلاحف، حَمَس " Hamas" أو غِيلَم " تسمية أهل مسقط " أو بالفارسي كسح بشت " KasahPusht" أو سانقيبشت " SangiPusht" ، وهي سلحفاة ذات منقار الصقر، والأخرى شِيرو " Sheeroo" بالعربي والفارسي. تُصطاد السلاحف بالحراب أو« Harpoon » ، عند الشواطئ عندما تأتي لوضع البيض، حيث تُقلب السلاحف على ظهرها. كذلك عندما تكون السلاحف نائمة على سطح الماء في مكان لا يوجد فيه خوف من سمك القرش، حيث يسبح الصياد الى السلاحف ويقلبها على ظهرها فلا تستطيع الحركة، ثم تُحمل الى القارب. درع "دابل" السلحفاة من نوع حَمس أو كسحبشت يُصدر الى بومباي حيث يباع بحوالي 16 روبية لمن ذو 8 أرطال. أمّا لحم الـ حَمَس فيأكله المسلمون السنة.
    أما شيرو فليس هناك فائدة من درعها أو لحمها، ولكن يُستخرج منها حوالي 10 الى 15 مَنْ من الزيت من سلحفاة واحدة، ويُستخدم الزيت لتزييت القوارب ، وكذلك للإنارة.
    أما البيض من كلا النوعين من السلاحف فيأكله السنّة.
    الأسماك المتواجدة في الخليج الفارسي ومسقط:
    الأسماك المتواجدة في الخليج الفارسي وعمان متعددة جدًّا. الصعوبة تزداد في عمل قائمة بأنواعها، والسبب يرجع الى أن العديد من الأسماك تُسمى بأسماء مختلفة في موانئ مختلفة من الخليج. على سبيل المثال، ربما هناك سمكة تسمى بإسم في البصرة، وبإسم آخر في البحرين، وبإسم ثالث في مسقط، مع أن اللغة المتحدث بها في هذه الأماكن هي العربية. تقريباً كل الصيادين في مناطق الخليج هم عرب، أو أصولهم عربية، أو يتحدثون العربية، لذلك فإن أسماء الأسماك تقريباً كلها عربية. قليل من الأسماك لها أسماء فارسية وأخرى عربية ، والتي أُدرجها هنا قدر المستطاع، وكذلك بعض الأسماء الفارسية التي ليس لها نظير "أو شبيه" في اللغة العربية ، أو لا يوجد لها إسم عربي. أنا ممتن جدًّا لليفتنانت كلولونيل مايلز " Miles" ، القائم السياسي في مسقط وكذلك لمساعد الجراح أ. ر. حكيم " A.R. Hakeem" باسيدور لمساعدتهما في وضع معظم الأسماء العلمية.
    لقد حأولت قدر المستطاع أن أتجنب تكرار ذكر أسماء أسماك بأسماء أخرى، ولكن لا أستطيع الجزم بأنني نجحت في مسعاي.
    يجب أن لا نعتبر القائمة كاملة، لأن هناك أنواعاً أخرى من الأسماك في هذه المياه لم أستطع وضعها في القائمة.
يعمل...
X