إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ما يشبه الذكريات..... سلمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ما يشبه الذكريات..... سلمان

    في ما يشبه المذكرات..
    كلّما توغلنا في الماضي ازداد تأويل الذكريات...!!؟
    هل الزمن وهمْ..!!؟
    هل أنا نفسي الآن مَنْ كنتُ صغيراً في السادسة أجرش الكشك الحامض والمملّح تحت أضراسي الصغيرة على الدكّة الحجرية أمام باب المنزل...!!؟
    هل أنا نفسه الذي كانت أفكاره تطحن عقله الصغير , وأحاسيسه وحلماته الذوقيّة تتدرّب لجعل قطعة الكشك المسروقة من الكيس المخبأ معادلاً موضوعيّاً للحلوى المحروم منها , والتي يسيل دبقها الساخن على الخيوط الرقيقة لأيادي الأطفال المارقين على الأرصفة المبتلّة بصخبْ..!!؟
    هل أنا ما كنْتُ...!!؟
    هل أنا هو ذاته الذي كان يمرّر يده على رقعة البنطال الذي تبرّع به أحدٌ ما من أقربائه ولبسه أربعةُ من اخوته حتى وصل اليه ليلبسه من بعده ثلاثة آخرين من اخوته البائسين..؟
    هل أنا هو ذاته الذي كان يصارع أيادي أخوته السبعة الملتفّة على بعضها البعض طمعاً في اقتناص اللقمة الأخيرة في الصحن...!؟
    هل أنا هو ذاته الذي بقي كسيحاً في سنواته الثلاث الأولى ولم يكن ليستطيع أن يرى الأرض واقفاً...!!؟
    هل أنا هو ذاته الذي ضربته الكوليرا لتصهر دماغه الصغير وتفتح بلعومه الطريّ على اتساعه ليتقيّئ سكرتها..!!؟
    هل أنا هو ذاته الذي كان يبكي سرّاً لأن أمه لم تحضنه بحنان كباقي الأطفال في القرية وفي كلّ مواضيع التعبير ودروس القراءة في المدرسة...!!؟
    هل أنا ذاته الذي كان يحبّ والده التعيس ويشفق عليه ويسخط على العالم من أجله منذ أن طلب منه في أحد الأيام ليرةً واحدةً ولم يكن بالامكان الحصول عليها لثقبٍ كبيرٍ في الجيب...!!؟ فأدرك بكيانه الهزيل فحوى القِلّة , ولم تسعفه الكلمات في التوّ ليفصح عمّا يحرقه , فارتعش حاجبه الأيسر وارتجفت شفته السفلى بطريقةٍ تنبئٌ بتفجّعٍ مٌرٍّ كٌبتَ في لحظتها...!!!
    هل أنا هو الذي انتفخ قلبه بمشاعرٍ هي صلب الحنق والحقد والغضب..ولا يدري تماماً كيف وفي أيّ لحظةٍ نبتتْ نتيجةً لمقارباته الطفوليّة البريئة...!!؟
    هل .. وهل .. وهل...!!؟
    - هل أنا بالفعل ما كُنتُ...!!؟
    - ......
    - نعم...!!
    - أو ربّما ..أو..أو ربما متأكدٌ من ذلك..!!
    والّا .. لماذا أحسّ حتى هذه اللحظة بكلّ هذا الحرمان الفاجع في دواخلي...!!؟؟

    ( سلمان حسين)

    أكتوبر 2012

  • #2
    رد: في ما يشبه الذكريات..... سلمان

    كيف قذفت بـ ضلعك الأغلى
    وسط حمم مجبولة بالطين والنار ,,؟
    لعلك لا تُدرك الأحاديث حين
    يكسوها الرماد.!؟

    المتألق حد السمو حنا حسون
    مررت من هنا لكنني لم اخرج من مدار ابداعك
    شكرا بحجم روعتك وقدرتك على منحنا بطاقة اللجوء
    الى حرفك الفاخر
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق


    • #3
      رد: في ما يشبه الذكريات..... سلمان

      لعلّي أدركتُ حنين ماتحت الرماد..!!؟ وتأكدي أن مرورك هنا هو دائرة ابداعي...!!

      تعليق


      • #4
        رد: في ما يشبه الذكريات..... سلمان

        انت تحدثت باسم الأكثرية الصادقة التائهة
        في سراب الزمان البعيد القريب الذي مازال
        يلوح من بعيد ل أطفال توهموا بأن السراب
        حقيقة حيث وجدوا أبائهم غارقين بها
        اتحفتنا أيها الصديق المحترم بهذه الذكريات

        تعليق


        • #5
          رد: في ما يشبه الذكريات..... سلمان

          أشكر لك مرورك العذب صديقتي سيسيليا...
          ربما تكون الذكريات بناتُ حلمٍ تائه...!؟

          تعليق

          يعمل...
          X