إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

احتراقات أولية... سلمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احتراقات أولية... سلمان

    احتراقات أوّليّة...
    كانت كلمة غريبة في قاموسي المراوغ , ومنذ زمنٍ لم أحسب لها حساباً, بل لم أكن لأتوقع في يومٍ من الأيام بأنها ستخبط كياني وستفلت عقالي الذي كان يستوثقني بشدّة غريبة , ولم أكن لأستطيع أن أرسم صورة لي وأنا أنفلت كبركانٍ هائجٍ طال موعد تفجره وطال أمدُ سباته الدهريّ...!!؟؟
    هي لعبة الأحلام والأمنيات... هي لعبة الأنات والشهوة...هي لعبة الليل وصياح الدّيكة ..هي لعبة الأماكن,هي سفر الصوت في أسلاك هاتفية تتقطّع في برد المسافات و مراوغة اختناق الصوت في ٍهاتف ينفلت من دوائر التغطية المائعة...
    هي لعبة الصمت فاضح الشهقة...!!؟
    في تلك الليلة الخريفيّة لم أكن لأستوعب ما يحصل..
    لم أكن لأستوعب هذه العاصفة النارية التي ألمّت بي فأحرقت أوصالي ونثرتني غباراُ ذهبيّاُ يتهادى في فراغاتٍ كريستاليّة الضوء..
    خدرٌ لذيذٌ يدبّ في أطرافي الباردة ورعشةٌ في المفاصل كادت أن تفضحني في هدأة الليل..
    عقارب الساعة تلتهم الزمن الثقيل..تك..تك...تك والليل يغذّ خطاه نحو صباحٍ طازج.. صوت الجنادب وصراصير الليل تهيئ الذاكرة نحو سفرٍ للهفة.. صوتُ كلبٍ في عمق السكون يدفدف من مكان ما بعيد وصياح الديكة يتناثر هنا وهناك في سمفونية بدائيّة ومحبّبةٍ للقلب...!؟
    كان صوتها يلحّن أغنية أخرى لليل.. كما لو أنه تفاحة مخملية أو كأسطورة خرافيةٍ ترتلها مغنيّة في معبدٍ مهجور يتهادى فيه الصدى المترّب ويختلط مع حجارة نقشت عليها أصابع الحنين قصصاً عن الشّرق القديم...!!
    كيف لها أن تفعل بي مافعلت..!!؟ كيف ساقتني إلى عمق البحيرة كجنية فضية..!!؟ كيف لأنوثتها أن تستفرد بجسدي الصّدئ وتشعل فيه جمراً يشعُّ..!!؟
    مَنْ ساقك اليّ أيتها الأنثى المتوحشة...!!؟
    تلعثمت الكلمات على شفاهي التي كانت تحترق بحسّ اللهفة الى شيءٍ ما مغامر... كنتُ أحاول ألا أنتحب وهي تقول لي ..أحبّك..!!؟
    صوت الحنين الشهيّ اختنق في سمّاعة الفراغ... أسئلةٌ كثيرة كانت تتخبط في داخلي وتفتح تلافيفي المخيّة لبرودة الليل... (الجنس من دون حبّ جسدٌ فارغ, والحبّ من دون جنس وهمٌ مريض).. كم كنت أودّ لو أكون بجانبها في تلك اللحظة الخانقة..!!؟ كم أودّ الآن لو ألتصق بجسدها الطريّ التصاق المسمّى على الاسم... فقط لو أنّني فوقها الآن..كانت سترتجف أرنبة أنفي وأنا أستشعر بشفاهي شفتين كرزيّتين يتقطّر منهما رحيقٌ فاتر, وأعضّ بتحبّبٍ على ذقنها المضمومة وأنفاسي الحارقة تنزلق إلى ما وراء شحمة الأذن الحمراء وهي ترتّب فوضوية المسامات المتفتحة على شبقٍ قادم ...عندها كانت ستشعلني بأنفاسها الحارة وبتململاتٍ وانحناءاتٍ وبكلماتٍ هيروغليفية لا يستطيع أحدٌ في العالم أن يفكّ طلاسمها الغيبية سوى قلبٍ يخفق بشدّة ويدلق دماً طازجاً في الأوردة...
    وجهٌ مغمور بين أجاصتين ناضجتين ورأس ينحدر وهو يشتم بلهفةٍ رائحة عذريّة لجسدٍ نبيذيٍّ اعتقلته النصوص المقدّسة... الساقان تلتفّان كجديلة أبديّة حول ساقين ترتعشان لفرط اللهفة وسرّتان تتبادلان الأغاني في تكويرة بطنين يرتجفان بحسّ البكاء.. وأناملٌ تخربش بأظافرها على عروق الظهر وأصابعٌ أخرى تزحف فوق الشراشف وهي تمسّد على صفحة الظهر الملتاع وتضغطان بعنفٍ للالتحام الأخير , وصوتٌ شهيّ لارتهازات حوضين يتراقصان رقصة فلامينكو سريعة على أنغام سمفونية مطرٍ خريفيّ خفيفٍ ينقر زجاج الشبّاك المنغلق عن شهيّة التأويل في تلافيف أدمغة الآخرين المسكونة بالضجر..!!؟
    شلالاتٌ من خيالاتٍ لاتتوقف عن التدفق وأخرى تنفلت في دوائر الهوام.... كان جسدي يرتجف وأنا أخفي عنها هذه الخيالات المحمومة وسؤالٌ كنت أرتجف من احتمالات اجابته البنفسجيّة...!!
    شيءٌ ما خفيٌّ وعنيف كان يدفعني لأن أتحسس الأنثى وهي تشهق لانطفاء الشهوة القاتلة في فانوسَها السّحريّ ليسيل من بين فخذيها ماردة من حرير ليلكيّ يطفح منها رائحةٌ عتيقة مجهولةٌ مكامنُ سحرها...!!
    لا أدري حتى هذه اللحظة كيف استيقظتُ صباحاً, وأنا نصف عارٍ...!!؟
    سلمان حسين
    تشرين 2011

  • #2
    رد: احتراقات أولية... سلمان

    أنا أدرك حجم المعاناة وأعرف طعم الكارثة
    وأعلم كيف يحيل الشوق بكائنا
    في ليلة عشق دامي ..
    \

    شلت يد الغياب
    وبورك صهيل أصابعك
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق


    • #3
      رد: احتراقات أولية... سلمان

      المعاناة حجرٌ طائش يفجّ الرأس.. في عصر السرعة الأخرق..أصبح العشاق يتلاحمون الكترونيّا وينجبون الأطفال الكترونيا... أشكر لك حضورك الشاهق كأنتِ

      تعليق

      يعمل...
      X