تويت
المتحف الوطني البرازيلي
رحيل أوسكار نيماير… عبقرية الفن المعماري
العرب أونلاين - شادي زريبي
توفي الفنان المعماري البرازيلي "أوسكار نيماير" عن سن تناهز الـ106 أعوام بعد رحلة طويلة من الفن والهندسة تاركا وراءه أعمالا شاهدة على قدراته ونبوغه في هذا الميدان الذي أحبّه وأعطى له دون حساب.
"أوسكار نيماير" هو واحد من أكثر المهندسين أهمية في القرن العشرين ولد عام 1907 بـ" ريو دي جانيرو، تأثر كثيرا بالمهندس المعماري "لوكوربيزيه" والذي اشتغل معه لمدة قصيرة كما عمل بمكتب "لوتشيو كوستا"غير أنه لم يكن مكتفيا بما يمليه عمله هذا حيث كان أكثر طموحا وتعطشا لعلوم الهندسة.
سرعان ما أمسى "نيماير" معمارا مميزا في مكتب "كوستا"؛ وعندما أوكلت الى المكتب مهمة إعداد تصاميم مشروع مبنى وزارة المعارف والصحة عام 1936، اشترك" نيماير" بصفته احد المصممين الأساسيين في الفريق المعماري المكلف بتصميم المبنى، الذي سيصبح لاحقا، وبفضل مداخلات"لوكوربوزيه" الاستشارية فيه أحد أشهر المباني المعروفة عالمياً، جراء توظيف عناصر "كاسرات الشمس " في الحل التكويني بصورة لافتة، والتي بسببها اكتسب المبنى قيمته الجمالية الأساسية.
هذا ويتجلى صنيع " أوسكار نيماير" المعماري الفريد في تصاميمه التي أعدها للعاصمة البرازيلية الجديدة برازيـليا، في وسط البلاد . إذ دعي عام 1956 من قبل صديقه القديم والشخصية الوطنية المعروفة، رئيس الجمهورية آنذاك "خوسيلينو كوبيتجيك" ليكون مشرفا عاما على بناء العاصمة الجديدة التى خططها زميله "لوسيا كوستا" ، وليكون أيضا مسؤولا عن إعداد تصاميم أكثرية المباني العامة في المدينة الجديدة.
كان "أوسكار" يعتمد في تخطيطه للمشاريع على الحرية وكان يحب تغير الأنماط القديمة والخروج من المألوف. كما يعود إلى تكرار الثيمة التصميمية ذاتها ، في عمارة مبانيه المخصصة إلى برازيليا التي سبق وأن اشتغل عليها كثيراً وانضجها عبر مبان عديدة نفذها في الأربعينيات وبداية الخمسينيات، مثل" جناح البرازيل" في معرض نيويورك الدولي "1939" وبيته الخاص في"كانوا"، بالقرب من "ريو"" 1952" وأيضا كنيسة" سان فرانسيسكو دي آسيس"في "بامبولـها""1940" ، وغير ذلك من المباني.
ففي مبنى "الكونغرس الوطني ""1958"، يضع "نيماير" الكتلة الأفقية الممتدة الرئيسية للمبنى بجنب المبنيين العاليين موشوري الشكل الخاصين بالسكرتارية، على أنه، ومن أجل حضور ثيمـة "الديالوغ" تأكيدها في الحل التصميمي، يلجأ المعمار إلى نوع من التسقيفات الفجائية، فيعتمد شكل الاناء لتسقيف قاعة مجلس الشيوخ ، في حين يعكس هيئة الاناء ذاتها رأسا على عقب لتسقيفات قاعة مجلس النواب.
من أهم مشاريعه المعروفة نذكر متحف أوسكار نيميار ومبنى البرلمان في البرازيل ومقر الحزب الشيوعي بباريس ومتحف نيتيروا والمتحف الوطني البرازيلي وكاتيدرائية برازيلية وجامعة قسنطينة بالجزائر.