إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طقس جني محصول الزيتون ريفي ومردوده اقتصادي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طقس جني محصول الزيتون ريفي ومردوده اقتصادي

    جني محصول الزيتون..
    طقس ريفي ومردود اقتصادي


    ا اللاذقية - سانا
    تحولت عملية قطاف الزيتون في أرياف اللاذقية إلى طقس اجتماعي يعيشه مزارعو المحافظة في هذه الأوقات من السنة ومناسبة فصلية لاجتماع أفراد الأسرة وتواصل بقية الأسر ضمن ترقب مستمر لحالة الطقس ومنافسة حقلية مضنية في الغالب.
    وللعمالة الموسمية نشاطها في تلك الفترة حيث يجنى محصولا الزيتون والحمضيات التي تشتهر بهما المحافظة وتشكل قلة هذه العمالة احدى الصعوبات التي يعانيها أصحاب المحاصيل في حين تعد هذه الفترة فرصة ذهبية لتمتين أواصر الترابط بين أفراد الأسرة الضيقة والكبيرة التي فرضت عليهم ظروف الحياة وجودهم في مناطق مختلفة.

    وتتهيأ السيدة نهلة عيسى مع افراد أسرتها لجني محصول الزيتون وتقتصر تحضيراتها على المفارش الكبيرة من النايلون التي توضع تحت الشجرة أثناء قطافها إضافة إلى الأكياس المصنوعة من الخيش والنايلون وامشاط الاغصان دون أن تنسى السلالم والعبوات الصغيرة الواسعة لجمع الزيتون المتساقط.
    وبما أن عملية قطاف الزيتون يدوية بامتياز ولا تتدخل فيها الالات الا في مراحلها الاخيرة تبدي عيسى امتعاضها من قلة اليد العاملة التي اضطرتها إلى الاستعانة باقاربها والتناوب على قطاف حقولهم بشكل دوري لاحتياجها الى عدد كبير من اليد العاملة وحتى لا يكون هناك فترة طويلة بين القطاف والعصر ما يؤثر على نوعية المنتج النهائي ومذاقه كذلك التوجس من تتالي هطول الامطار ما يعيق القطاف.
    أما اكثم غانم الذي استغل عطلة عيد الاضحى ليبدا بجني حقل الزيتون الذي يمتلكه فيقول .."إن جني الزيتون ليس بتلك السهولة و لايقتصر على العمل في الحقل حيث تتبعه عملية فرز الثمر المقطوف و تحديد ما سيتوجه منه إلى المعصرة في حين تقوم ربة البيت مباشرة بعملية تخليل الزيتون الباقي و تحليته وتوزيعه في أوعية زجاجية أو بلاستيكية كمؤونة قد تكون لسنتين".
    ويرى اياد عثمان أن كثرة ثمار الزيتون وقلتها سيان لأن المحصول إذا كان جيدا تتولد مشكلة التصريف واذا كان قليلا تحرم الاسرة من مؤونة العام يضاف إليها صعوبة الجني وكلفة الانتاج حيث يحتاج الحقل الى فلاحات عديدة خلال الموسم و الى تنظيف محيط الأشجار من الحشائش و الأشواك التي تنمو في ظلالها.
    ويتابع عثمان ..كل ذلك يحسب من كلفة الانتاج إضافة إلى أدوات القطاف من أكياس وعصي و أمشاط خشبية وعبوات وضع الزيت التي زادت اسعارها اكثر من خمسين بالمئة عن العام الماضي ناهيك عن أجور العمال ان وجدوا واجرة العصر التي تتعدى 8 بالمئة في حين أن سعر الزيت ثابت إن لم يكن أقل من السنوات السابقة.
    وأضاف ..إن الأسر قليلة العدد تضطر الى الاستعانة بعدد من العمال وهو ما يعد بمثابة عبء أخر على صاحب الارض لأن الجناة وفي ظل قلة اليد العاملة يستغلون حاجة المزارع ويطالبون باجر كبير يصل الى نسبة 40 بالمئة من المحصول بالاضافة الى تكلفة الاطعام والنقل وبحساب بسيط يرى المزارع ان العامل يقاسمه رزقه دون أن يكون لديه أي التزام او عبء مالي.

    ولأصحاب المعاصر وجهة نظر أخرى حيث يرى يونس صقرصاحب معصرة في قرية فديو إن موسم هذا العام ممتاز اجمالا مشيرا إلى أنه رغم كون معصرته من النوع العادي وتعمل بمبدا العصر على البارد وهي تعتبر قليلة الانتاج مقارنة بالمعاصر الحديثة إلا أن الانتاج ممتاز وقد بدا بالعصر منذ ما يقرب الشهر أي مع بدء المزارعين بجني محصولهم كما انتج حتى تاريخه نحو 20 طنا من رجوم.
    ويشير إلى أن اجرة العصر تبلغ 8 بالمئة من الانتاج والدفع يكون حسب رغبة صاحب المحصول اما نسبة من كمية الزيت أو ما يعادلها من مال فبسعر 150 ليرة سورية للكيلو الواحد.
    وفي التقديرات الأولية لإنتاج الزيتون يكشف رئيس شعبة الزيتون في مديرية زراعة اللاذقية المهندس نظام مهنا انها تصل إلى 160 ألف طن لهذا العام متوقعا أن يرتفع الانتاج النهائي ليصل الى حدود 200 ألف طن وذلك بفضل الظروف الجوية التي سادت في مرحلة تصلب البذرة وهطول كميات مناسبة من الامطار وتؤثر على حجم الثمرة وكمية الزيت.
    ويؤكد مهنا أن نوعية الزيت هذا العام ستكون فاخرة بسبب عدم وجود اصابات بذبابة ثمار الزيتون وكانت شبه معدومة بسبب الظروف الجوية المعاكسة لظروف تطورها وانتشارها.
    وبالنسبة لبدء عملية القطاف يوضح رئيس شعبة الزيتون أن نضج الثمار هو من يحدد موعد القطاف وهذا يظهر في تلون الثمار بنسبة 60 الى 70 بالمئة في كل الاصناف ماعدا صنف الخضيري يظهر نضجه من حجم الثمرة وبعض الظواهر التي يعرفها الفلاح أما مناطقيا فيبدأ عادة في منطقة جبلة في وقت مبكر وفي باقي المناطق الزراعية يبدأ القطاف بشكل فعلي بعد عيد الأضحى.

    و تقوم مديرية الزراعة حسب مهنا من خلال مكتب الزيتون بتحديد موعد للقطاف وبدء عمل معاصر الزيتون وهي عادة في العاشر من شهر تشرين الاول غير أن الأمطار أخرت القطاف هذا العام بعد عيد الأضحى ما انعكس إيجابيا على المحصول مشيرا الى ان عدد اشجار الزيتون الكلي في المحافظة وصل الى عشرة ملايين و600 ألف شجرة المثمر منها تسعة ملايين و400 الف شجرة ضمن مساحة نحو50 الف هكتار من مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع 700 متر عن سطح البحر وهي زراعة بعلية.
    وبالنسبة لصعوبة تسويق الانتاج يجدد مهنا تاكيده على انها تعد مشكلة كبرى لان المحافظة لاتستهلك سوى نصف الانتاج وهناك 25 الف طن من ثمار الزيتون الأسود والأخضر يذهب للتخليل والباقي لاستخلاص الزيت وتصل تقديرات هذا العام الى نحو 30 الف طن زيتا علما ان سعر الزيت الحالي غير مجز و التصدير هو الحل الوحيد لمنع الكساد.
يعمل...
X