إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عدنان كنفاني قاص وروائي فلسطيني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عدنان كنفاني قاص وروائي فلسطيني

    الأديب عدنان كنفاني: ملامح فلسطين بين السطور ووراء الكلمات في كل كتاباتي

    دمشق- سانا
    عدنان كنفاني قاص وروائي جبلت كتاباته بالهموم الاجتماعية والوطنية واخذت فلسطين كثيرا من وقته وفرحه وحزنه.. فهي ضمن مكنوناته الثقافية منذ غادرها في طفولته. ولذا فقد أثرت في كتاباته التي نوع أساليبها دون أن يمس بمقومات القص والرواية حتى يتمكن من الوصول إلى القارىء العربي شريكه بالالم والأمل.
    وعن نشأته الأولى قال كنفاني في حديث خاص لوكالة سانا.. ولدت في فلسطين وفي مدينة يافا تحديداً ضمن أسرة ميسورة الحال ومثقفة.. تأسسنا أنا وشقيقي مروان في سنّ مبكّرة على حب العلم والقراءة والاطّلاع لكن ذلك كله تغير فجأة بما جرى من أحداث أوصلتنا إلى اللجوء بحيث كنا لا نحمل من متاعنا غير ما نرتديه من ملابس لكن والدي كان يؤمن ويثق أن دولنا العربية ستعيد الحق إلى نصابه في أقل من أسبوع ولذلك كان اختياره أن نقيم في قرية الغازية اللبنانية القريبة جدا من حدود فلسطين لكن جرت الأمور بغير الاتجاه الذي تصوّره وبدأت نشأة جديدة ليس لي فقط ولكن لنا جميعاً بعد النكبة وكنت حينها في سنّ الثامنة.
    وحول مراحل حياته التي أثّرت بأدبه اوضح كنفاني أن مرحلة النكبة ومعاناته غير المعقولة التي عاشها وغياب طفولته باكراً كان لها التأثير الأكبر على سلوكه الأدبي فيما بعد وعلى تكوينه بشكل عام إلى جانب وجود شقيقه الشهيد الأديب غسان الذي يكبره بأربع سنوات الذي تفجّرت طاقاته الأدبية والإبداعية والوطنية في سنّه المبكرة تلك وصدى تأثّرنا به.
    وأشار القاص إلى انه كتب مع غسان في وقت واحد وكان يتلقّى توجيهاته وتعليماته وحرصه الكبير على ألا تكون كتابته عبثية بلا هدف ولا معنى ويردد دائماً أننا أصحاب قضية كبرى يجب الا نخرج من دائرتها في أي حال ولو خرجنا فمنها وإليها مبينا انه لا يكفّ عن الشعور بحاجته ورغبته في الكتابة في كل وقت وفي كل موقف وأمام كل حركة ولمحة.
    وعن القضايا التي تناولها القاص في أدبه بين كنفاني انه يتناول كل موضوع يخطر على باله وبال غيره سواء اكان في الشأن الوطني أم الاجتماعي أم السياسي وحتى الوجداني لكنه وعلى الرغم منه يجد قلمه يقوده في كل ما يكتب إلى فلسطين سواء بشكل مباشر أو من خلال رموز لم تعد خافية على القارئ حتى ولو كتب في الشأن الوجداني ستجد ملامح فلسطين بين السطور ووراء كلماته.
    وضرب كنفاني مثالا على ذلك بقوله.. يطربه أن يصف حبيبته مثلاً بعينيها الزيتونيتين وشعرها المعطر بالحنّء وثوبها الذي يشبه بألوانه ألوان علم بلاده.. وهكذا في كل مسارٍ له أدبه وفي كل جنس أدبي يحاول أن يخوض فيه.
    وكان تأثر كنفاني الاول بوالده حيث يشعر الآن أن الكثير من تصرفاته وسلوكه وطرائق تربيته لأولاده يشبه إلى حد كبير سلوك وتصرفات والده وهذا كان التأثر الأول بالنسبة له ليس في الشأن الأدبي فقط بل وفي كل مناحي الحياة ولا شك أيضاً في أن لشقيقه الشهيد غسان الدور الكبير جدا في تأثّره أدبياً فقد كان يمثّل له بحسب قوله بحر المعرفة ومثَله الأعلى والرمز الذي يقف أمامه بكل تقدير واحترام بل وبخشوع أيضاً.
    أما عن موضوعة التأثّر بهذا أو بذاك من أدباء أو شخصيات قال كنفاني لم يكن هذا هاجسي أبداً لكنني ودون أدنى شك أتاثّر بالنص وليس بكاتبه كما وان كتابة القصة القصيرة في منطقتنا وبلادنا جديدة نسبياً وليس لها عمق تاريخي إلا بما ندر جدا فما بين أيدينا أروع الكتب التي بقيت ولم يمسها تغيير أو تحريف واستطاعت الإمساك بخيوط النص وبنائه بإعجاز من خلال قصص قصيرة كالتي وردت في القرآن الكريم وكذلك كتب التآريخ وما خطّته أقلام مؤرخينا الكبار.
    وأضاف صاحب "قبيل طلقة الفجر".. نعاني الآن من هبوط عام في كل مناحي حيواتنا ومنها الأدب والثقافة وما نقرأه الآن في كثير من الكتب والدوريات ليس أكثر من كلام بلا معنى بل وتافه ودون أقل مستوى مطلوب وهذا لا ينفي وجود كتاب كبار لهم تواجدهم اللافت لكنني أتحدث عن النسب بين الأقل والأكثر والغريب أن كثيرين من هؤلاء أيضاً يلاقون ترويجاً مثيراً للتساوءل حقيقة ولو اطلعنا كمثال على ما ينتجه اتحاد الكتاب العرب من كتب ويطبعها ويوزعها وهو الممثل الشرعي للوجه الثقافي والأدبي المفترض نجد أنها دون المستوى إبداعياً ولغة وصوراً وهدفاً ومعنى فكيف بما يصدر من كتب خارج الاتحاد.
    وفي هذا السياق قال القاص عدنان كنفاني.. كان أخي غسان يحكي أنه في ستينيات القرن الفائت كان يبحث عن الكتب الهابطة بحثاً متعباً كي يتناولها بقلمه اللاذع أما الآن فنبحث جميعنا بحثاً متعباً أيضاً عن كتب جيدة متمنياً أن تنتهي هذه المرحلة لننهض بثقافتنا وأدبنا من جديد.
    وعن نوعية الأجناس الادبية التي يفضل كتابتها قال كنفاني دون تردد.. في القصة القصيرة فأنا لا أميز في الموضوعات عندما تولد الفكرة وعندما أبدأ في بناء هيكلية النص في رأسي.. قد تتبدل وتتغير ليس مهماً ما دامت تمضي على خط الفكرة الوليدة ويبقى الموضوع الوطني هاجسي الأول ولست أعني بالوطني بما يخصّ فلسطين فقط بل بالمعنى القومي لأنني أعتبر على الرغم مما يجري ونراه اليوم أننا نبقى أمة واحدة لنا تطلّعات واحدة وأمنيات واحدة لا تخرج أبداً عن تحقيق كينونتنا ووجودنا وانتمائنا إلى العروبة كهدف وقيمة وجودية ومعنوية وأخلاقية.
    وبين صاحب إيقاعات الذاكرة أن هناك من الكتاب من يعتقد أن الحديث عن الجنس أو الدين أو المضاد لكل شيء تربينا عليه جرأة وحداثة ومنهم من يعتبر الحديث فيه أقصر طريق للشهرة والانتشار بالاعتماد على الإثارة الفاضحة لافتا أننا نعاني من هذه المشكلة من كلا الجنسين دون أن يعني ذلك نفي مثل هذه العلاقات فهي في مسار حياتنا وفطرية وطبيعية إذا استطاع الكاتب أن يعبّر عنها بطرائق رقيقة وشفّافة لا تخدش الشعور الأخلاقي العام ويستطيع أن يقرأها أمام أسرته دون خجل ويتقبلونها أيضاً دون خجل لأنها تنهج سلوكاً أخلاقياً يعبر لكنه لا يفضح ولا يثير.
    محمد الخضر شذى حمود
يعمل...
X