إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يتحدث ( سري نسيبة ) عن الفلسفة ويصف مشاغل الناس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يتحدث ( سري نسيبة ) عن الفلسفة ويصف مشاغل الناس



    سري نسيبة
    سري نسيبة يتحدث عن الفلسفة ويصف مشاغل الناس

    العرب أونلاين- أبو بكر العيادي
    في كتاب له بعنوان "هل يساوي عود كبريت كل فلسفتنا ؟" ، يتساءل المفكر الفلسطيني سري نسيبة عن مدى إدراك المفكرين العرب للواقع العربي ومشاغله، ويجيب بأن شابا يائسا استطاع أن ينجز ما لم ينجزه المثقفون العرب من فلاسفة ومنظرين، لأنهم في رأيه دأبوا على فرض شبكة قراءة أحادية الجانب لمقاربة تجليات ذلك الواقع وتغيراته.
    قد نفهم عدم تنبئهم بموجة الثورات التي قلبت كراسي الطغاة رأسا على عقب، لأن الانتفاضات لا يمكن التكهن باندلاعها إلا ما ندر، وقد نتفهم عدم إسهامهم فيها لا من قريب ولا من بعيد، ولكن استهانتهم بواقع مجتمعاتهم في صياغة نظريات متعالية لم يقدهم إلى مجانبة الصواب فحسب، بل جعل آراءهم في عمومها غير ذات صلة بالموضوع.
    ولذلك فهو يدعو إلى جعل الفلسفة تتكيف مع عصر الديمقراطيات، على نحو تكون معه قادرة على بناء فكر يقوم على البحث والتقصي، للوقوف على مشاغل الناس ومتطلبات الحياة "الآن وهنا"، بدل الاكتفاء بتأسيس نظريات عامة، وتصورات فلسفية مجردة، لا يغنم منها المواطن أي نفع، ولا تفيد المجتمع في النهوض والترقي.
    وفي هذا، يذكرنا نسيبة بما كان دعا إليه الفلاسفة المحدثون في فرنسا، أمثال لوك فيري وبسكال بروكنر وخصوصا أندري كونت سبونفيل، من ضرورة دمقرطة الفلسفة وجعلها في متناول الجميع، فقد اعتبروا أن الفلسفة حادت عن مشاغلها القديمة، وانحصر همها في مباحث العلوم وأصولها المنطقية وما إلى ذلك من المواضيع البعيدة عن مشاغل الناس وهمومهم، وانتقدوا سابقيهم بالغموض والتعمية، والتقوقع داخل طبقة مغلقة caste، وتوخي مصطلحات خاصة بهم وحدهم، أشبه بمصطلحات الصيادلة والتقنيين وأصحاب الصنائع والمهن الحديثة.
    ويعترف كونت سبونفيل صراحة بأنه يفضل ديكارت على جاك دريدا، ومونتاني على لاكان، وباسكال على فوكو. ومن ثَمَّ كان اهتمام أولئك الفلاسفة المجددين بهموم الفرد والجماعة ومكابداتهم اليومية في الزمن الراهن، أكثر من اهتمامهم بالمسائل النظرية المعقدة.
    ولا يعني ذلك دعوة إلى إسفاف الفكر وابتذاله، بقدر ما هي دعوة إلى الالتحام بالواقع، خصوصا في عصر الثورة التقنية المذهلة واتساع مجتمع المعرفة.
    في حديث لمجلة لوبوان يقول المفكر الفرنسي ميشال سير : "في سن العشرين، اكتسبت ثقافة مزدوجة في الرياضيات والفلسفة، وأصبحت بذلك إبستيمولوجيًّا، أشتغل على تحليل مناهج العلوم ونتائجها.
    وكان عددنا في ذلك الوقت عشرة تقريبا في كامل أنحاء العالم. سلوا اليوم أي عابر سبيل عن الذرّة والأمهات الحوامل والأجسام ذات الجينات المعدّلة فستجدون لديه رأيا في المسألة. بعبارة أخرى : يوجد اليوم سبعة مليارات من الإبستيمولوجيين. لقائل أن يقول إن آراءهم لا تحتمل الصواب في كل الحالات، ولكن الفلسفة لا يمكن أن تغض الطرف عن هذا التطور."
يعمل...
X