إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أيهما يتفوق على الآخر .. بثنائية الدراما والرواية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيهما يتفوق على الآخر .. بثنائية الدراما والرواية



    الغيطاني: الدراما تخدم توزيع الرواية الأصلية
    ثنائية الدراما والرواية: أيهما يتفوق على الآخر

    العرب أونلاين - أحلام محمود
    في عصر يتسم بإيقاع شديد السرعة، عصر يزاحم فيه الانترنت والفضائيات الكتاب بمختلف أشكاله ومحتوياته سواء كانت رواية أوفكرا أوشعرا أوغيرها من أشكال الكتابة، في ظل هذا العصر الذي نعيشه الآن سيطرت الثقافة المرئية على الثقافة المقروءة، فسيطرت الأعمال الدرامية التي يتم بثها عبر الفضائيات على عقل المتلقي.
    هذا الأمر هو الذي دفعنا لكي نتوقف أمام هذه الظاهرة، لنطرح العديد من التساؤلات حول العلاقة بين النص الروائي المكتوب والنص الدرامي، ومدى تأثير كل منهما على الآخر، كما أننا نتساءل، هل ما زالت القراءة تحتفظ بسحرها القديم لدى القارئ؟ هذا التساؤل يجيب عنه نقاد وروائيون وكتاب سيناريو.
    جمال الغيطاني: لكل فن لغته
    في رأي الروائي جمال الغيطاني إن لكل فن لغته التي تميزه عن لغة الفن الآخر، ومن الطبيعي أنه في حالة تحول النص الروائي إلى نص درامي، أن يختلف التكوين ولكن المهم الحفاظ على الأفكار الأساسية في النص الأصلي ويري الغيطاني أن الدراما تخدم توزيع الرواية الأصلية، وهذا ما حدث لي في تجربة ذاتية، فالعمل الدرامي "الزيني بركات" كان سبباً في توزيع الكتاب الأصلي.
    إبراهيم عبد المجيد: الكاتب هو الرابح الوحيد
    أما الروائي إبراهيم عبد المجيد فيرى أنه بتحويل العمل الأدبي إلى نص درامي يحقق نفعاً للكاتب حيث ينتشر اسمه ويحقق له شهرة أوسع، نتيجة لتأثير الإعلام الواسع الانتشار، وتراجع القراءة لارتفاع ثمن الكتاب ومنافسة الانترنيت ورغم ما يحقق الكاتب من شهرة وانتشار، إلا أن ذلك لا ينعكس على أعماله المنشورة أو مبيعاته وهذا عكس ما يحدث في العالم المتقدم حيث تزداد مبيعات الروائي في حالة تحويل أعماله المكتوبة إلى دراما، أما في العالم العربي، فإن الأمر يختلف حيث يكتفي المشاهد بما شاهده وبالتالى يقل توزيع الرواية ولا يحقق الروائي ما حققه في التليفزيون.
    أمجد ريان: النجاح ليس رهين المقدرة
    وفي هذا الموضوع، يقول الناقد والشاعر أمجد ريان: إن العلاقة بين النص القصصي المنشور والنص الدرامي تمر بثلاث مراحل، بدءاً بالمرحلة التقليدية التي تمثلت في منتصف القرن الماضي حيث كان التوجه في الإخراج والفن توجهاً تقليدياً، عرفنا من خلاله أسماء مثل حسام الدين مصطفي وحسن الإمام، وكان هؤلاء المخرجون يحاولون تقليد النص الأدبي تقليداً تاماً، ومع دخول الحداثة وتطور الدراما حدث تغير فاختلف النص الدرامي عن النص القصصي، حيث تعامل كل مخرج مع النص برؤية مختلفة، وقد يقدم المخرج النص الواحد بأكثر من رؤية وهذا يتوقف علي الظروف النفسية والثقافية الخاصة بالمخرج، والتي تؤثر في الشكل النهائي للنص القصصي، وحينما أتعامل مع روايات نجيب محفوظ وأفلامه فإنني أحقق نوعين مختلفين من المتعة.
    ويشير ريان إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك التزام بمعطيات النص القصصي كما أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك ارتباط بين النص الدرامي وتوزيع النص الروائي، فمثلاً على الرغم من النجاح الذي حققه الكاتب المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة من خلال كتاباته للتليفزيون إلا أنه عند عرض رواياته في السوق حققت توزيعاً ضعيفاً، فهو لم يحقق في مجال النشر ما حققه في مجال الدراما التليفزيونية، ومن الممكن أن يتحقق العكس بالنسبة لكاتب آخر، في مرحلة ما بعد الحداثة حدث نوع من التفتيت فالمخرج قد يتعامل مع جزء من الرواية ولا يقدمها بالكامل كما فعل السيناريست بشير الديك مع رواية "الناس في كفر عسكر" للأديب أحمد الشيخ فيحمل النص دلالات ورؤى كبيرة وعميقة.
    إبراهيم عوض: النص المكتوب يحتاج إلى التركيز
    يرى إبراهيم عوض أستاذ النقد الأدبي في جامعة عين شمس أن العرب لا يقرؤون ومع ذلك فلو أن هناك قارئا فإنه يستسهل مشاهدة التلفزيون أوالسينما، لأن النص المكتوب يحتاج إلى التركيز والخيال، وهو لايريد أن يفكر ولكن لكلٍ متعته، ومن يرد القراءة سيقرأ، ويبقى أن نقول أن البعض قد يلتزم بالنص الأدبي، والبعض قد لا يلتزم به مما يؤثر علي معني النص القصصي.
    محمد صفاء عامر: العمل التلفزيوني يعيد للرواية نكهتها
    يختلف السيناريست محمد صفاء عامر في الرأي الذي يقر بايجابية تأثير الدراما على قراءة الرواية فمن وجهة نظره أن انصراف الناس عن القراءة بوجه عام، وقراءة الرواية بوجه خاص، أمر بعيد عن التلفزيون، بل إن تناول الدراما التليفزيونية للرواية الأدبية يثير الفضول، ويحفز المتلقي على الرجوع للرواية الأصلية ليكتشف بنفسه ما إذا كان النص مطابقاً أم لا، فهناك الكثير من الشباب قرؤوا "ثلاثية" نجيب محفوظ بعد مشاهدتها وهناك آخرون يقرؤون الآن رواية "بنت من شبرا" لفتحي غانم بعد عرضها مسلسلاً، فالأثر هنا إيجابي وليس سلبياً.
    شعبان مرسي: الصورة المرئية أشد تأثيرا
    ويتفق مع إبراهيم عوض شعبان مرسي أستاذ الدراسات الأدبية بجامعة القاهرة في أن تحويل الرواية إلى نص درامي يؤثر علي القراءة كثيراً، لأن الصورة المرئية أشد تأثيراً فقراءة الرواية كاملة أفضل كثيراً من تحويلها لدراما تلفزيونية، لأن المسلسل يتطلب في بعض الأحيان إضافة أو حذف بعض المشاهد أو جزء من الحوار ليدخل بذلك بعض التعديلات علي النص الأصلي المكتوب في الرواية، رغم أنه من الواجب أن يلتزم كاتب السيناريو بأحداث القصة الأصلية، لأن هذا التعديل يؤثر في فكر المشاهد ولغته فالنص يكون مكتوبا بلغة فصحي وينقل بالعامية، ولو التزم كاتب السيناريو بالفصحى بعيداً عن تحويل الروايات إلى أعمال درامية لأن ما يحدث يعد خلطاً ولو نظرنا للغرب، نجد الفنون متعايشة فالقصة لها طريقة والمسرحية لها طريقة والمسلسل التلفزيوني أيضاً له طريقة أخرى أما الخطأ عندنا فهو تداخل الفنون.
يعمل...
X