إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر الفلسطيني الراحل أحمد زرزور - عبقرية رعايته لأدب الطفل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر الفلسطيني الراحل أحمد زرزور - عبقرية رعايته لأدب الطفل



    الشاعر الفلسطيني الراحل أحمد زرزور
    أحمد زرزور وصدمة ما بعد الرحيل

    العرب أونلاين - فاتن شوقي علي


    أناجيك يا سيد الكلمات، وأتساءل : هل حقاً فارقتنا ابتسامتك؟ابتسامة " أحمد زرزور" تلك الابتسامة الشفافة النقية الطاهرة؟ أما زلت تشعر بقدر ظلمك؟.

    إنسان حقيقي تنزف روحك خلقاً طاهراً يستعفف السؤال وأنت الكبير مكانة تستعفف أن تمد حبال النفاق لنشر قصيدة هنا أو هناك ، ولن أتحدث عن مناصبك التي زادت شرفاً بتوليك رئاستها ومنها مديرعام لإدارة النشر مثلاً ولن أتحدث عن جوائزك الرائعة كجائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام "1991" أو حتى عن دواوينك الخمسة الممتعة، أو دورك في تطوير قصيدة النثر كأحد روادها، أو حتى نصوصك الشعرية الخالدة التي يدرسها طالب المرحلة الابتدائية والتي يعشقها الطفل وهي ترفرف داخل كتاب اللغة العربية، أي علو هذا وأنت المختار من قبل وزارة التربية والتعليم، لتقوم أشعارك بهذه المهمة، مهمة التحليق في عقل ووجدان الطفل المصري بأشعارك البسيطة العميقة المعنى.

    لن أخوض كثيراً في هذا، لكني أخص الحديث هنا عن عبقرية رعايتك لأدب الطفل وتنمية قدراته الفنية والأدبية وإرشاده لذاته المصرية أولاً والعربية ثانياً ، وتراني أستغرب غاية الاستغراب وأندهش وأتعجب عندما أجد قصائدك المعجونة بشقاوة الطفل وجنونه وعشقه للمعنى والانتماء نادرة الوجود على صفحات المجلات مثل العربي الصغير أو قطر الندى أو ماجد، أتعجب لأنك صرت مثلنا تعاني النشر وأنت الذي كان يوماً ما مديراً عاماً لإدارة النشر وكان يوماً رئيسا لتحرير مجلة "قطر الندى".

    تلك المجلة التي أخرجتها برئاستك لتحريرها يوماً ما عن صمتها وثباتها ورسمت لها منهجاً وشخصية حول الهدف من العالم وأسكنتها في حضن الوطن بغرس معان حاولت جاهداً تأصيلها في عقول ونفوس النشء، فالانتماء والوطنية والقومية العربية والمقاومة أهداف كانت تؤرقك طويلاً، فمن منا لا يذكر عددك المميز في مجلة قطر الندى عن شهداء فلسطين صارخاً بحقوقهم شارحاً للأجيال قيمة المقاومة ومعنى، وجزاء الشهادة، وعددك الآخر الإنساني عن الأمهات الفلسطينيات الثكالى اللواتي يعانين من هول الاحتلال الإسرائيلي، وآخر عن الأسرى والمعتقلين.

    و كنت فاتحاً لجناح التاريخ ليحلق بقوته على وجدان الأطفال، محاولاً بذلك زحزحة وجدان الطفل عن كل ركود أدمنه ومشاركة عقله في كل ما يدور حوله وكانت هذه بمثابة القنبلة التي فجرتها، حيث اعتادت المجلة على القصص الطفولية السطحية المعنى، نقولها بكل صراحة ويشهد على ذلك بل يصرخ مقالك الافتتاحي الذي كان بركان وطنية يثور بحب الوطن دائماً وتزداد حممه في كل عدد بكلمة صباح المقاومة، صباح الحب، صباح فلسطين صباح لبنان.

    فصباحاتك كانت تناجي كل معنى حقيقي قاصداً إشراقة رجولة و بطولة وأمومة ترويها ببذور كلماتك لترعرع أملاً وشجاعة وتطلعاً لمستقبل أفضل لأولادنا، من منا لم يذكر فكرتك الرائعة " لوحة وقصيدة" والتي كنتَ تصاحب فيها رسم الطفل المعبر عن حسه بكلماتك الشعرية البسيطة المعبرة عن هذا الرسم، متخذاً ذلك المنهج التربوي الوعي، الذي يُشعر الطفل بنضوجه ويجعل له دوراً في مسؤولية الرسم بمهارة، لأن هناك من يأتيه وحي الشعر من خلاله، ذلك شاعرنا الكبير الخلوق الذي يسكنه طفل أكبر "أحمد زرزور".
يعمل...
X