إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر محمود درويش - ههنا، الآن، وهنا والآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر محمود درويش - ههنا، الآن، وهنا والآن

    نحن أبناء الهواء الساخن / والبارد . .

    .


    محمود درويش - ههنا، الآن، وهنا والآن
    https://www.facebook.com/allsdarwishpoems By Amor Ben Rhouma محمود درويش \ ههنا، الآن، وهنا والآن \ لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي 2009 ههنا ههنا ، بين شظايا الشيء واللاشيء، نحيا في ضواحي الأبديةْ نلعب الشطرنج أحياناً,ولا نأبهُ بالأقدارِ خلف الباب ما زلنا هنا نبني من الأنقاض أبراجَ حمام قمريّة نعرف الماضي, ولا نمضي ولا نقضي ليالي الصيف بحثاً عن فروسيّات أمس الذهبية نحنُ مَنْ نحن, ولا نسألُ مَنْ نحن, فما زلنا هنا نرتُقُ ثوب الأزلية نحن أبناء الهواء الساخن- البارد والماءِ, وأبناءُ الثرى والنار والضوء وأرضِ النزوات البشرية ولنا نصفُ حياةٍ ولنا نصف مماتٍ ومشاريعُ خلودٍ ... وهوية وطنيون, كما الزيتون لكنّا مللنا صورة النرجس في ماء الأغاني الوطنيّة عاطفيون, بلا قصدٍ غنائيون, عن قصدٍ ولكنّا نسينا كلمات الأغنيات العاطفيّة ههنا, في صُحبة المعنى تمردنا على الشكلِ وغيّرنا خِتام المسرحية نحن, في الفصل الإضافيّ طبيعيون, عاديّون لا نحتكر الله ولا دمع الضحيّة نحن ما زلنا هنا, ولنا أحلامنا الكبرى, كأنْ نستدرج الذئب إلى العزف على الجيتار في حفلة رقص سنويّة ولنا أحلامنا الصغرى, كأنْ نصحو من النوم معافين من الخيبة لم نحلم بأشياء عصيّة نحن أحياء وباقون ... وللحلم بقيّةْ ههنا, في ما تبقّّى من كلام الله فوق الصخرِ نتلو كلمات الشكر في الليل وفي الفجرِ فقد يسمعنا الغيب, ويوحي لفتىً منّا بسَطرٍ من نشيد الأبديةْ الآن الآن، بين الأمس والغد، تغتسل امرأةٌ زجاج بيت. لا تنسى ولاتتذكّرُ الآن، السماءُ نظيفةٌ الآن، يسألني صديقٌ: ماهي الآن السعادة؟ ثم يمضي قبل الجوابْ الآن، بين الأمس والغد برزخٌ متموجٌ و مؤقتٌ. يقف الزمان, كأنه يقف الهنيهة بين منزلتين الآن, البلاد جميلة و خفيفة. الآن, ترتفع التلال لترضعَ الغيم الشفيفَ وتسمعَ الإلهام. والغدُ يا نصيب الحائرين الآن, يصقل أمسُنا أيقونةً حجريةً قمريةً الآن, نحيا ماضياً وغداً معاً. و نسير في جهتين قد تتبادلان تحيّة شعريةً الآن, للمعنى خدوش الحاضر المكسور كالجغرافيا. الآن, في قيلولة الزمن الصغير تغيّر الأبديّةُ البيضاءُ أسماء المقدس. لا نبيَّ على الطريق الساحليّ الآن, يولد شاعر فينا. و قد يختار أمّاً ما ليعرف نفسَه الآن, ينبت حاضر من زهرة الرُّمّان الآن, المدى مُلْكُ السنونو وحدها الآن, أنت اثنان, أنت ثلاثة, عشرون, ألفٌ, كيف تعرف في زحامك من تكون؟ الآن, كنت الآن, سوف تكونْ فاعرف من تكون... لكي تكونْ ههنا... و الآن ههُنا والآن... لا يكترثُ التاريخُ بالأشجار والموتى. على الأشجار أن تعلو, وأن لا تشبه الواحدةُ الأخرى سمواً و امتدادا. وعلى الموتى, هنا والآن, أن يستنسخوا أسماءهم, أن يعرفوا كيف يموتون فرادى. و على الأحياء أن يحيوا جماعات, وأن لا يعرفوا كيف سيحيون بلا أسطورة مكتوبة... تنقذهم من عثرات الواقع الرخو و فقه الواقعيةْ و عليهم أن يقولوا: نحن ما زلنا هنا نرصد نجماً ثاقباً في كل حرف من حروف الأبجديةْ و عليهم أن يغنّوا: نحن ما زلنا هنا نحمل عبء الأبديةْ
يعمل...
X