إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مولود رمّاس الشاعر الجزائري - لقاء الصحفي فتحي زعاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مولود رمّاس الشاعر الجزائري - لقاء الصحفي فتحي زعاف

    الشاعر مولود رمّاس
    امنحوني ميكرفونا ودقيقة صمت
    الثقافة آخر ما يفكر فيه المسؤول
    حاوره : الصحفي فتحي زعاف


    التقيت به هكذا مصادفة دون ترتيب, في نفس اللقاء اطلعت على حوارات له سابقة في جرائد وطنية. أخبرني أنه نشر ما يربو عن التسعين قصيدة وبعض القصص القصيرة. يكتب الشعر بامتياز ويحفظ الكثير منه، والأحسن من ذلك يحسن إلقائه في المناسبات والأمسيات الأدبية. اختصارا إذا أردت من جمهور أدبي أن يستمع ويستمتع, فامنح لهذا الشاعر ميكروفونا، ودقيقة صمت، فقد قرر كما قال أن يعيد فتح هذا العالم بالكلمات...الخبر كان لها معه هذا الحوار الأدبي بدار الثقافة مصطفى خلف بسعيدة_الجزائر-, فتابعوه...
    من هو مولود رمّاس؟
    الحديث عن النفس، والذات صعب، ورغم ذلك أقول: شاب من مواليد"برج الشعر" مسكون بهاجس الكلمة، والإبداع الأدبي، أشتعل أستاذا لمادة العلوم الفيزيائية بإحدى ثانويات هذا الوطن، وحين سألت عن كيفية التوفيق بين تخصصين متباعدين، أجبت في قصيدة منشورة تحت عنوان "كيمياء الشعر، وفيزياء القوافي" فارتاح الجميع. ثم...انني أتنفس برئتين، الشعر والفيزياء, فاتركوني أتنفس...
    مولود, متى بدأت الكتابة؟
    الذي أذكره، أن وجع الكتابة زارني لأول مرة، وأنا تلميذ بالمرحلة المتوسطة، إذا خربشت مع زميل لي أول محاولة شعرية، لازلت أذكر أن الموضوع الذي عالجته هو أزمة النقل والمواصلات للوصول للمتوسطة، وقد لقيت هذه المحاولة التقدير، والتشجيع من أساتذة اللغة العربية, وكثير من زملاء القسم...
    واصلت في المرحلة الثانوية كتابة المحاولات، وأنا في القسم الرياضي، وفي الجامعة لمّا زاد تعلقي بالكتابة أسست لمشروع "شاعر" وبدأت التنفيذ...مع بداية تخرجي مطلع التسعينات بدأت النشر لأول مرة وكان أول ما نشرت قصيدة من الشعر الحرّ"شئ من الخجل" عن واقع الأمة المتخلّف, وقصة قصيرة "أنطونيلا تستقيل" عن المسلسلات المدبلجة آنذاك...ثم انهمر غيث الكتابة والنشر بعد ذلك..
    عن وظيفة الشعر, هل تكتب الشعر للشعر, أم لغرض آخر؟
    سؤال قديم جديد، هل الشعر فن أم رسالة؟. الشعر عندي بعيدا عن التعريف الرّسمي الأكاديمي له"الكلام الجميل, الموزون المقفّى" بعيدا عن هذا التعريف المرسوم كشكل هندسي بدقّة المسطرة، وقلم الرصاص. الشعر عندي، كلام ضد السكوت، وإيمان بالحياة ضد الموت، وكشف للحقائق ضد أوراق التوت، وفضح للحوت الكبير، الذي يأكل الصغير من الحوت، ثم إعجاب بقوله تعالى في أخذ الظالمين: "ولو ترى اذ فزعوا، فلا فوت"...بالمختصر المفيد،الشعر عندي- بالإضافة إلى جمالياته- رسالة، وصدق "مفدي" حين أبدع فقال:
    وعابثين...أرادوا الشعر مهزلة/فأزعجوا برخيص القول، آذانا
    وإننا-الشعراء النّاس-مافتئت/أرواحنا, تغمر الإنسان إيمانا
    رسالة الشعر, في الدنيا مقدسة/لولا النبوءة, كان الشّعر قرآنا
    ما رأيك في الواقع الثقافي المحلي والوطني؟
    إذا أردت أن أكون معك صريحا، مباشرة كطلقة مسدّس، فدعني أقول لك إن الواقع الثقافي يعاني الرّكود، والهمود، والجمود، والخمود، والبرود بتعبير علاّمة الجزائر مولود قاسم رحمه اللّه. فالثقافة من شعر، وقصة، ومسرح، ومعارض للفن التشكيلي أو للكتاب، ومحاضرات، وغيرها من النشاطات هي آخر ما يفكر في تفعيله وتحريكه المسؤول عن ذلك، وهي بالمناسبة-آخر ما يفكر فيه المواطن البسيط كذلك، والغارق حتى شحمة أذنيه في تأمين خبز يومه... وحين تتعاهد القمة، والقاعدة على هذا "الإهمال، والتهميش، واللامبالاة" فعلى الثقافة التكبيرات الأربع لصلاة الجنازة...
    اختصارا, ماذا تعني لك هذه الكلمات؟
    الكتابة: أصاب د.أبو القاسم سعد الله حين قال:"الكتابة في الجزائر معجزة"
    الأم: "أحن إلى خبز أمي، وقهوة أمي، ولمسة أمي" محمود درويش رحمه الله.
    الحب: نزار مخاطبا العرب:"أحبوا بعضكم قبل أن تنقرضوا"
    التعليم: جاء في التراث"...وأشرف مهنة بعد النبؤة: التعليم"
    يوم العلم: أترّحم على ابن باديس، وأتذكر بيت شوقي: فعلّم ما استطعت لعل جيلا/سيأتي، يحدث العجب العجابا
    الاستعمار الفرنسي: أكرهه، ومما قرأت عنه، مقولة لكاتب أمريكي"إذا وجد استعمار أخبث من المستعمر الفرنسي, فأنا لا أعرفه"
    أترك لك الختام, فماذا تقول؟
    أخي فتحي، شاكر لك أنا لهذه الالتفاتة الطيبة لي، ولغيري لتشجيع المواهب والإبداع في ربوع هذا الوطن القارة، وفي هذه "الجزائر العميقة"، من أجل غد مشرق يشعّ بالحاءات الثلاث’ بالحب فيما بيننا، وبالحق لصاحبه، وبالحرية للجميع.
يعمل...
X