إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصف قرن من الإبداع التشكيلي في سورية - صحيفة تشرين - أحمد عساف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصف قرن من الإبداع التشكيلي في سورية - صحيفة تشرين - أحمد عساف

    نصف قرن من الإبداع التشكيلي في سورية
    صحيفة تشرين - أحمد عساف

    ( إنّ تأخّر ظهور الحركة التشكيلية السورية حتى الاستقلال 1945 ، لم يجعلها تمرّ بكل المراحل والتيارات التي مرّ بهاالفن في العالم ، وإنما انطلقت من حيث وصل العالم.
    والاهتمام الجديّ بها بدأ مع موجات البعثات الدراسية التي توالى إيفادها إلى شتىّ البلاد الأجنبية والعربية ، وهذا يوضح أنّ مصدر اقتباس الخبرة والمعرفة الفنيّة وأساليب العمل كان متباينا في المعارف ومختلفا في الأسس مّا كان له الأثر المباشر على الشكل الذى بدت فيه الحركة التشكيلية في انطلاقتها خلال النصف الثاني من القرن العشرين ، ولعلّ هذامن حسن المصادفة إذ جعل الحركة الفنية السورية تتزوّد بخبرات متنوّعة وأساليب متعدّدة ). ‏
    ـ هذه بعض سطور بدأ بها الفنان التشكيلي (ممدوح قشلان ) مقدمة كتابه ( نصف قرن من الإبداع التشكيلي في سورية ) ، وعلى إغراء العنوان والذي يوحي بالشمولية وبأننا سنطالع بحثاً تفصيلياً لما جرى في الحركة التشكيلية السورية خلال نصف قرن ابتدأه من بدايات تشكّل هذه الحركة ، لكننا نقرأ عن تواريخ أحداث وضع المؤلّف لها عنواناً هو: ( محطاّت هامّة لابدّ من ذكرها ) واكتفى ببعض عبارات موجزة تشير للحدث مثل : عام 1929أقيم أول معرض في مدرّج جامعة دمشق شارك فيه الفنانون : توفيق طارق وميشيل كرشة والزنبركجي ، وعام 1950 أقيم أول معرض للفنون الجميلة في المتحف الوطني بدمشق بإشراف الدولة وبرعاية وحضور السيد رئيس الجمهورية ، وعام 1969 تأسسّت نقابة الفنون الجميلة ، وفي عام 1971 عقد أول مؤتمر بدمشق للفنانين التشكيليين في الوطن العربي .
    ـ هكذا يسلسل قشلان التواريخ ليقف عند عام 1980 ويتحدّث عن صالة (إيبلا للفنون ) وتأسيسها كصالة خاصّة لتفعيل الحركة الفنية التشكيلية في القطر إلى اليوم ، وكان قد سبقها بسنوات صالة الصوّان وأورنينا لكنهما لم تستمرّا طويلا . ‏
    ـ كما أشار وبشكل موجز إلى أهمّ الاتجاهات الفنية التي اتّسمت بها الحركة التشكيلية السورية عند نشوئها ( الواقعية ، السريالية ، الانطباعية...) مع ذكر روّاد هذه الاتجاهات ، ولقد تقصّدالمؤلف أن يوثّق هذه المعلومات إذ نشعر أنه يريد أن يقول من خلال ذلك أن هناك حقائق ووقائع في الحركة التشكيلية يجب توثيقها لحمايتها من النسيان ، مع العلم أنّ هذه المقدّمة كانت تحتاج لإغناء أكثر . ‏
    ـ ونقرأ في الكتاب وبشكل موجز أيضآراء المؤلف في بعض القضايا الفنية مثل: ( الموضوع القومي في الفن التشكيلي العربي ، الفن والجمهور ، من هو فنان اليوم.....) لكن أهم ماأكّد عليه مؤلف الكتاب ، وقد رصد صفحاته ال(150) له هو الحديث عن روّاد الحركة التشكيلية السورية الذين واكبوا بزوغها وأسهموا في تأسيسها ، حيث يقول: ( هي مواقف تلقي الضوء على تاريخ الحركة التشكيلية السورية في تلقي خطواتها الأولى من أفواه صانعيها عبر أحاديث عفوية ، لقاءات مهنية ، اعترافات دقيقة ، مواقف مثيرة ) وعددهم عشرون فنانامن الرواد الراحلين : توفيق طارق ، محمود حماّد ، محمود جلال ، ميلاد الشايب وآخرون ، وهي أسماء لاتمّثل كامل جيل الروّاد، لكن المؤلف وهو الفنان التشكيلي وصاحب صالة فنية يشير إلى أنّ من أتى الكتاب على ذكره قد عرض أعماله في هذه الصالة ، وكان على احتكاك مباشر بالفنان المؤلف لذا استطاع الحديث عنه من موقع قريب لامس فيه أشياء من ذاته. ‏
    ـ كما رصد وقائع فيها من الطرافة ومن صراحة الزمالة وحميمية الطرح الشيء الكثير ، وهي تعطي صورة عن الفنانين والمرحلة الزمنية التي عملوا خلالها بكل جوانبها ، أماّ النص النقدي حول تجربة كل فنان فقد أتى ذا طابع سردي وقائعي أكثر منه نقدي تقييمي ، كما أنّ الصور المرفقة بالكتاب لاتفي تجربة الفنان حقهّا فهي قليلة ، وكذلك سيئّة الطباعة ، فحتى لوكانت صورا قديمة كان من الممكن إجراء تحسينات عليها من خلال التقنيات الحديثة للطباعة
    ـ وبالمجمل فإنّ المعلومات التي تضمّنهاالكتاب حول الفنانين قيّمة ، وبادرة جيّدة من المؤلف أنه وثّقها مثلما نتمنى أن يوثّق كل ماله علاقة بحياتنا الأدبية والفكرية والثقافية عموما ، فمن خلال المعلومات المذكورة نكتشف السبل التي سارت عليها مختلف الاتجاهات الفنيّة في مرحلة زمنية من عمر الحركة التشكيلية السورية ، والتي يمكن من خلالها استنباط الخلفيات الفكرية التي تأسّست وسارت عليها فيما بعد أجيال الفنانين الآخرين . ‏

    صحيفة تشرين - أحلام الترك
    في ذكرى غياب الشاعرة دعد حداد.. ماتت قبل أن تصحح خطأ الموت!
    «وحيدة هي... هذه اللحظة أكثر من أي وقت
    والموسيقا لاتأتي في غرفة ستائرها قرمزية ‏
    وهواؤها بلون الرصاص ‏
    وهي تنتظر في ساحة الفجر ‏
    تصحيح خطأ الموت واغلاق المكان» دعد حداد ‏
    تعرفت الى دعد حداد الإنسانة والشاعرة .. في دمشق في العام (1989) وكان أول لقاء في (مقهى اللاتيرنا) كما كان آخر لقاء (فيه) في العام 1991 خلال تلك الأعوام كانت لقاءاتنا متقطعة وعابرة .. أطولها كان قبل رحيلها بأيام، (حيث أجريت معها لقاء صحفيا لم يكتمل وكنا اتفقنا على اتمامه) لكن الموت غيبها قبل أن ترى مجموعتها الشعرية (الشجرة التي تميل نحو الأرض) ولم تشاهد ماانجزناه من الحوار الذي تم نشره في (صحيفة تشرين) في ذكرى غيابها الحزين نذكر القارئ ببعض ماجاء في ذلك الحوار: ‏
    ہكيف كانت بداياتك؟
    ہہولدت في اللاذقية في أسرة تهتم بالأدب والفن.. كنت اطالع بغزارة في صباي.. ثم انتقلت من اللاذقية الى دمشق تابعت تعليمي الجامعي .. وكنت كتبت الشعر باكراً وبدأت بالشعر الكلاسيكي (المقفى ) ثم تحررت من بحور الشعر والأوزان واتجهت صوب الشعر الحر.. أحياناً أكتب الشعر المقفى لكن لاأعرف كيف يتحول الى قصيدة نثر وفي الجامعة بدأت بالكتابة للصحافة كنت غزيرة الانتاج كتبت القصة القصيرة ... وحين مررت بظروف نفسية مزعجة كتبت رواية نثرية لم أنشرها بعد كما كتبت عدة مسرحيات. ‏
    إلا أنني اتجهت الى الشعر حبي الأول وأصدرت لي وزارة الثقافة :ديوان تصحيح خطأ الموت عام 1981 كذلك ديوان : كسرة خبز تكفيني 1987 ولي قيد الطبع الشجرةالتي تميل نحو الأرض. ‏
    ہحبذا لو تحدثينا عن تجربتك في كتابة مسرحياتك؟ ‏
    ہہهي تجربة غير مكتملة كتبت الكثير من المسرحيات ولم أنشر منها الا القليل بائع الزهور المجففة، فقاعة صابون، اثنان في الأرض وواحد في السماء ، سأحكي لكم قصتي ، وغيرها...) ‏
    لكنه الشعر سرقني من كل شيء .. الشعر هذا الهم الجميل هو امتع الهموم انه عالمي الذي اعشق . ‏
    ہولأنه أمتع الهموم الى ماذا ينزع شعرك؟ ‏
    ہہشعري ينزع نحو الخير والجمال فيه طابع انساني أتجه فيه نحو الناس البسطاء المساكين والفقراء .. والباحثين عن فسحة حرية.. انني أبحث في شعري عن قارة من الحرية المطلقة. ‏
    ہماذا عن ولادة القصيدة عند الشاعرة دعد حداد؟ ‏
    ہہتلد القصيدة عندي اثر حالات توتر نفسي حاد مرفقة بهواجس وعذابات تشبه غصة الدمع وانحباس الضحكة اليائسة ... في هذه الطقوس النفسية الفظيعة يلد عندي النص الشعري ويعقبه تعب مسرّ ثم تخف عندي حالة الحزن المريرة وأشعر بهدوء نفسي نسبي يبدو ان الشعر يغسلنا من مرارة الأحزان. ‏
    ہماالمناخ المناسب لتطوير العمل الابداعي برأيك؟ ‏
    ہہالحرية أهم شيء لتطوير الإبداع .. ثم تأتي الظروف الحياتية والمادية وبخاصة بكل من يعمل بحقل الإبداع ،كثيراً ما احتار بين شراء كتاب أووجبة طعام لكنني أذهب الى الكتاب ... وإذا كان البعض يرى ان المعاناة تطور الفعل الإبداعي لكنها أيضاً قد تحرم المبدع من الكتابة... ‏
    ہالى اي عالم تطمحين؟ ‏
    ہہأطمح بالوصول الى كواكب أخرى عوالم الشعر في الكواكب الأخرى .. عالمنا الحالي مبني على الظلم والقسوة وقلة الشعور بالآخرين .. اطمح الى عالم انساني جميل فيه الطيبة والوداعة ورغيف خبز للفقراء . ‏
    ہديوانك القادم (الشجرة التي تميل نحو الأرض) من أين استسقيت العنوان؟ ‏
    ہہمنذ عشرين عاماً وأنا أراقب الشجرة التي تطل نافذتي عليها .. معظم الأشجار كانت تتجه نحو السماء إلا هذه الشجرة مازالت تميل نحو الأرض. ‏
    هكذا مضت وبكثير من الصمت الشاعرة دعد حداد المولودة في اللاذقية في العام 1939 والمتوفية في دمشق العام 1991 مضت دعد حداد الطيبة والموهوبة قبل ان تكتحل عيناها برؤية مجموعتها الشعرية الثالثة التي أصدرتها وزارة الثقافة، و كنا قد بدأنا مع مقطع من أشعارها لنختم هنا مع مقاطع من ديوانها ومما قالوا فيها: كسرة خبز تكفيني ـ لاأحد يستطيع أن يسكن في قبري ‏
    أنا من تحمل الزهور الى قبرها وتبكي من شدة الشعر ‏
    أغمضوا .. أعينكم سأمر وحيدة كحد الرمح» ‏
    «الشجرة التي تقاوم دفق الريح ‏
    الشجرة التي تميل نحو الأرض ‏
    الشجرة الرؤوم ‏
    تنفك عن أسرتها ... الشجرة الأم تتبعثر» ‏
    «لو أن الليل امتد... حتى صار الف ليلة ‏
    وصافحت عيوننا الفجر الندي .. بعد الأرق ‏
    ولملمت عصاها العجوز من غبشة الفجر ‏
    ومالت الأشجار وانسكب المطر ‏
    والريح دوامة الحزن الشجي ‏
    تعصف بالقلب ... حتى الاحتراق» ‏
    قالوا عنها: ‏
    «انها وحيدة بلغتها وانها لاتخاف من اللغة تغرف منها ماتريد ولاتنحت» بندر عبد الحميد ‏
    ويقول عنها نزيه أبو عفش: «تنفرد بكتابة بريئة من آثار بصمات الآخرين» ‏



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
    نصف قرن من الإبداع التشكيلي في سورية - صحيفة تشرين - أحمد عساف

  • #2
    رد: نصف قرن من الإبداع التشكيلي في سورية - صحيفة تشرين - أحمد عساف

    نشكر الأخ المفتاح على اهتمامه المشهود له وبحثه الدؤوب في جميع المجالات ليقدم لنا دائما زبدة المقالات وهذا ليس بالغريب على من يتمتع بثقافته العميقة وبعين المصور الفنان الذي يعرف ماذا يختار و باللحظة المناسبة!!

    تعليق

    يعمل...
    X