تويت
الباحث عبد محمد بركو : تعاملت مع تراث الجزيرة ككائنات جميلة تتنفس وتتفتح كالورود
محمد بركو
الأربعاء16/3/2011
في غمرة الانبهار نحو ما هو جديد نرى أناس يبحثون عن تراث الأجداد للحفاظ عليه , والتعريف به بين الأجيال الحالية والقادمة , الكاتب والباحث عبد محمد البركو أصبح علامة فارقة في جمع التراث في الحسكة نال عدة جوائز على مستوى القطر وعلى المستوى العربي ولعدة مرات .. عن البحث التراثي وجمع التراث وصعوباته كان لنا هذه الوقفة معه :
الأربعاء16/3/2011
في غمرة الانبهار نحو ما هو جديد نرى أناس يبحثون عن تراث الأجداد للحفاظ عليه , والتعريف به بين الأجيال الحالية والقادمة , الكاتب والباحث عبد محمد البركو أصبح علامة فارقة في جمع التراث في الحسكة نال عدة جوائز على مستوى القطر وعلى المستوى العربي ولعدة مرات .. عن البحث التراثي وجمع التراث وصعوباته كان لنا هذه الوقفة معه :
- حدثنا عن قصتك مع البحث التراثي؟
ـ بدأت قصتي مع التراث الشَّعبي مذ كنت طفلاً صغيراً ، حيث كثيراً ما سمعت والدي ( رحمه الله ) يردد الكثير من الكلام الذي لم أكن أفهمه حينذاك، وكذلك كانت تفعل والدتي، وكنت ألاحظ عليهما التفكير والحزن الشديدين أثناء قول أو سماع هذا الكلام المؤثِّر، ولاحقاً عندما كبرت قليلاً صرتُ أفهم بعض معاني هذه الكلمات ورحت أسال والدي ووالدتي عن هذا الكلام ، فعرَّفاني على شعر العتابا و النايل والسويحلي.
وازددت حبَّاً لهذا التراث عند سمعتُ عبرَ المسجلة أغاني العتابا والنايل والسويحلي لكبار المغنيين الشَّعبيين أمثال: ملاَّ ضيف الجبوري وأحمد الانضباط وقاسم محمد وحسين بطة .
لقد أدركت أنَّ هذا التراث العظيم من أهم كنوزنا الشَّعبية، ويجب أن يُجمع ويدرس ويحفظ ومن هنا بدأت قصتي ورحلتي مع التراث الشَّعبي الجزراوي.
- ما أهمية التراث الشَّعبي للثقافة الحالية وهوية الأمة ؟
- يعتبر التراث الشَّعبي مَعْلَمَاً أساسياً من مَعالم شخصيتنا القومية ، وهو بذلك ركيزة أساسية من ركائز هويتنا القومية إنَّ إحياء التراث الشَّعبي هو صمَّام الأمان في النفوس والقلوب ضد رياح العولمة السَّلبية العاتية وعواصف التغريب والغزو الفكري والثقافي الذي يجرف في طريقه كل ما هو سطحي وآني ولا يرتكز على جذور راسخة في أعماق الحضارة والتاريخ.
- ماهي عقبات جمع التراث اللامادي:
- من وحي تجربتي السَّابقة الطويلة نسبياً في جمع التراث الشَّعبي الجزراوي اللامادي يمكنني القول أن جلَّ هذه العقبات هي عقبات مادية، فجامع التراث بحاجة إلى دعم مادي لكي يتفرغ كلياً أو نسبياً لجمع التراث وهو بحاجة إلى واسطة نقل وكاميرا فيديو حديثة وكاميرا تصوير وآلة تسجيل ووسائل توثيقية أخرى ، وهو بحاجة ليتفرغ كليَّاً لجمع المأثورات الشَّعبية اللامادية.
- معاناتك في جمع التراث!!
- قمتُ خلال عشرة أعوام بجمع التراث الغنائي الجزراوي ( العتابا - النايل السويحلي ) وبعض الأغاني الشَّعبية الأخرى في محافظة الحسكة .
وقد صدر كتابي التراثي الأول( أغاني العتابا والنايل والسويحلي ) عام 2002م بتمويل من مؤسسة البابطين في الكويت .
وبعد ذلك تبنَّت لي مديرية التراث الشَّعبي في وزارة الثقافة طباعة كتاب ( أغاني النايل ) ومن المتوقع أن يصدر خلال هذا العام.
وهناك نظرة سلبية خاطئة لدى البعض لأهمية ودور التراث الشَّعبي، علماً بأنَّه مكون ثقافي للأمة ومَعْلَم بارز من معالم شخصيتها القومية .
- تراث الجزيرة غني ومتنوّع كيف تعاملت مع هذا التراث ؟
تعاملتُ مع تراث الجزيرة (أغان وحكايات وأمثال شعبية....الخ) ككائنات جميلة تتنفس وتتفتح كالورود ، وأدركتُ الأهمية الثقافية والحضارية والإنسانية لهذا التراث الجميل.
ونظراً لغنى وتنوّع التراث الشَّعبي الجَزْراوي فقد آثرت أن أبدأ في جمع التراث الغنائي ثم أتناوله بالدرس والتحليل.
ثم اشتغلت على عدة جوانب تراثية جزراوية منها : الألغاز الشَّعبية ، وأشعار وأغاني المرأة ، والحماسة الحربية، والفكاهة الشَّعبية، والأناشيد والمدائح الدِّينية الشَّعبية، والرَّبابة، وأغاني العمل، وأغاني الحب، والمحاورات، وأشتغل الآن في ميدان الدِّراسات الشَّعبية المُقَارنة وهذه الدراسات مازالت حقولاً بكراً وهي بحاجة لإمكانيات بحثية ومعرفية عميقة ومقاربات انثروبولوجية وسيكولوجية وسوسيولوجية استثنائية ليتمكن الباحث من الولوج بنجاح في ميادينها المتنوعة .
- كيف ترى الحركة البحثية التراثية حالياً؟
ـ نتيجة لغياب الدعم المادي انكفأت حركة جمع التراث الشَّعبي إلى الوراء لدى معظم الباحثين، ومازالت قلة منهم تواصل الجمع والبحث ومنهم الأستاذ الباحث عواد الأحمد والأستاذ ياسين صويلح والأستاذ خلف موان وادي والأستاذ صباح قاسم.
ونحن في الجزيرة نرجع في الأمور المُخْتلف عليها والشائكة إلى الأستاذ الدَّكتور أحمد الدريس، فهو مرجعنا الأول في مجال الأبحاث والدِّراسات الأدبية والفلكورية .
- مَنْ برأيك الذي يقع عليه واجب جمع التراث ؟ وهل يقوم بدوره هذا ؟
ـ يقع واجب جمع التراث بالدرجة الأولى على مديرية التراث الشَّعبي في وزارة الثقافة، ومن ثم يقع على كافة الجمعيات التراثية كجمعية العاديات وسواها، ومجالس المدن والبلدان وبعض المنظمات الشَّعبية، ويمكنني القول أنَّ الدور الأهم هو لوزارة الثقافة رغم أنها تفتقد إلى خطة شاملة ومتكاملة ومازالت جهودها بحاجة إلى أن تسير بوتائر أعلى وأكثر شمولاً.
- ما هو جديد الباحث عبد بركو ؟
- جديدي في مجال التراث الشَّعبي دراسة مقارنة في الأدب الشَّعبي العربي ، وهي أول دراسة أكاديمية تتصدى للمقارنة بين الشِّعر النبطي وشعر العتابا وقد نشرتها مجلة "الثقافة الشَّعبية" البحرينية باللغتين العربية والانكليزية في عدد شتاء 2011، وستنشر لي دراسة مقارنة أخرى كتتمة لها في عدد قادم، وكذلك أنجزت بحث (( أغاني العمل في الجزيرة السورية )) لصالح وزارة الثقافة السورية . وأقوم حالياً بالإعداد لنشر كتابي: (( دراسات في القصيدة النَّبطية النّسوية الشَّعبية: مقاربات سيكولوجية وسوسيولوجية))، وهو أول بحث عربي يتناول الشِّعر النبطي النّسوي من منظور سيكولوجي وسوسيولوجي.
كما سيصدر كتابي (( أغاني النايل )) عن وزارة الثقافة السورية هذا العام أيضاً، وكذلك نشرت عدة دراسات في مجال التراث الشَّعبي في الصحف والدّوريات السّورية والعربية.
يذكر أن الباحث - عبد محمد بركو - مواليد الحسكة - 1968.
- يحمل إجازة في التربية، ويتابع الآن دراسة علم النفس في جامعة دمشق.
- عضو لجنة التراث الشَّعبي في محافظة الحسكة
- عضو اتحاد الصحفيين السوريين.
و من اصدارته - الملكوت - مجموعة شعرية - وزارة الثقافة - دمشق 1998.
- أغاني العتابا والنايل والسويحلي - كتاب تراث دار اليازجي - دمشق 2002 (طبع بعون مؤسسة البابطين في الكويت ).
- المسجد الأقصى والهيكل المزعوم، دار قتيبة، دمشق 2010
- ومن الجوائز التي فاز بها : 1- جائزة مركز المرأة العربية في تونس للصحفيين العرب عام 2002 .
2-جائزة القافلة الذهبية (( السعودية )) عام 2004.
3- جائزة الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود (( السامر )) للبحث والدراسة التي أعلنتها مجلة اليمامة عام 2006 (( الجائزة الأولى )).
4- الجائزة الأولى لجمعية العاديات في دير الزور للبحث التراثي والتاريخي 2006.
حوار ع - س
منقول ( جريدة الفرات )
ـ بدأت قصتي مع التراث الشَّعبي مذ كنت طفلاً صغيراً ، حيث كثيراً ما سمعت والدي ( رحمه الله ) يردد الكثير من الكلام الذي لم أكن أفهمه حينذاك، وكذلك كانت تفعل والدتي، وكنت ألاحظ عليهما التفكير والحزن الشديدين أثناء قول أو سماع هذا الكلام المؤثِّر، ولاحقاً عندما كبرت قليلاً صرتُ أفهم بعض معاني هذه الكلمات ورحت أسال والدي ووالدتي عن هذا الكلام ، فعرَّفاني على شعر العتابا و النايل والسويحلي.
وازددت حبَّاً لهذا التراث عند سمعتُ عبرَ المسجلة أغاني العتابا والنايل والسويحلي لكبار المغنيين الشَّعبيين أمثال: ملاَّ ضيف الجبوري وأحمد الانضباط وقاسم محمد وحسين بطة .
لقد أدركت أنَّ هذا التراث العظيم من أهم كنوزنا الشَّعبية، ويجب أن يُجمع ويدرس ويحفظ ومن هنا بدأت قصتي ورحلتي مع التراث الشَّعبي الجزراوي.
- ما أهمية التراث الشَّعبي للثقافة الحالية وهوية الأمة ؟
- يعتبر التراث الشَّعبي مَعْلَمَاً أساسياً من مَعالم شخصيتنا القومية ، وهو بذلك ركيزة أساسية من ركائز هويتنا القومية إنَّ إحياء التراث الشَّعبي هو صمَّام الأمان في النفوس والقلوب ضد رياح العولمة السَّلبية العاتية وعواصف التغريب والغزو الفكري والثقافي الذي يجرف في طريقه كل ما هو سطحي وآني ولا يرتكز على جذور راسخة في أعماق الحضارة والتاريخ.
- ماهي عقبات جمع التراث اللامادي:
- من وحي تجربتي السَّابقة الطويلة نسبياً في جمع التراث الشَّعبي الجزراوي اللامادي يمكنني القول أن جلَّ هذه العقبات هي عقبات مادية، فجامع التراث بحاجة إلى دعم مادي لكي يتفرغ كلياً أو نسبياً لجمع التراث وهو بحاجة إلى واسطة نقل وكاميرا فيديو حديثة وكاميرا تصوير وآلة تسجيل ووسائل توثيقية أخرى ، وهو بحاجة ليتفرغ كليَّاً لجمع المأثورات الشَّعبية اللامادية.
- معاناتك في جمع التراث!!
- قمتُ خلال عشرة أعوام بجمع التراث الغنائي الجزراوي ( العتابا - النايل السويحلي ) وبعض الأغاني الشَّعبية الأخرى في محافظة الحسكة .
وقد صدر كتابي التراثي الأول( أغاني العتابا والنايل والسويحلي ) عام 2002م بتمويل من مؤسسة البابطين في الكويت .
وبعد ذلك تبنَّت لي مديرية التراث الشَّعبي في وزارة الثقافة طباعة كتاب ( أغاني النايل ) ومن المتوقع أن يصدر خلال هذا العام.
وهناك نظرة سلبية خاطئة لدى البعض لأهمية ودور التراث الشَّعبي، علماً بأنَّه مكون ثقافي للأمة ومَعْلَم بارز من معالم شخصيتها القومية .
- تراث الجزيرة غني ومتنوّع كيف تعاملت مع هذا التراث ؟
تعاملتُ مع تراث الجزيرة (أغان وحكايات وأمثال شعبية....الخ) ككائنات جميلة تتنفس وتتفتح كالورود ، وأدركتُ الأهمية الثقافية والحضارية والإنسانية لهذا التراث الجميل.
ونظراً لغنى وتنوّع التراث الشَّعبي الجَزْراوي فقد آثرت أن أبدأ في جمع التراث الغنائي ثم أتناوله بالدرس والتحليل.
ثم اشتغلت على عدة جوانب تراثية جزراوية منها : الألغاز الشَّعبية ، وأشعار وأغاني المرأة ، والحماسة الحربية، والفكاهة الشَّعبية، والأناشيد والمدائح الدِّينية الشَّعبية، والرَّبابة، وأغاني العمل، وأغاني الحب، والمحاورات، وأشتغل الآن في ميدان الدِّراسات الشَّعبية المُقَارنة وهذه الدراسات مازالت حقولاً بكراً وهي بحاجة لإمكانيات بحثية ومعرفية عميقة ومقاربات انثروبولوجية وسيكولوجية وسوسيولوجية استثنائية ليتمكن الباحث من الولوج بنجاح في ميادينها المتنوعة .
- كيف ترى الحركة البحثية التراثية حالياً؟
ـ نتيجة لغياب الدعم المادي انكفأت حركة جمع التراث الشَّعبي إلى الوراء لدى معظم الباحثين، ومازالت قلة منهم تواصل الجمع والبحث ومنهم الأستاذ الباحث عواد الأحمد والأستاذ ياسين صويلح والأستاذ خلف موان وادي والأستاذ صباح قاسم.
ونحن في الجزيرة نرجع في الأمور المُخْتلف عليها والشائكة إلى الأستاذ الدَّكتور أحمد الدريس، فهو مرجعنا الأول في مجال الأبحاث والدِّراسات الأدبية والفلكورية .
- مَنْ برأيك الذي يقع عليه واجب جمع التراث ؟ وهل يقوم بدوره هذا ؟
ـ يقع واجب جمع التراث بالدرجة الأولى على مديرية التراث الشَّعبي في وزارة الثقافة، ومن ثم يقع على كافة الجمعيات التراثية كجمعية العاديات وسواها، ومجالس المدن والبلدان وبعض المنظمات الشَّعبية، ويمكنني القول أنَّ الدور الأهم هو لوزارة الثقافة رغم أنها تفتقد إلى خطة شاملة ومتكاملة ومازالت جهودها بحاجة إلى أن تسير بوتائر أعلى وأكثر شمولاً.
- ما هو جديد الباحث عبد بركو ؟
- جديدي في مجال التراث الشَّعبي دراسة مقارنة في الأدب الشَّعبي العربي ، وهي أول دراسة أكاديمية تتصدى للمقارنة بين الشِّعر النبطي وشعر العتابا وقد نشرتها مجلة "الثقافة الشَّعبية" البحرينية باللغتين العربية والانكليزية في عدد شتاء 2011، وستنشر لي دراسة مقارنة أخرى كتتمة لها في عدد قادم، وكذلك أنجزت بحث (( أغاني العمل في الجزيرة السورية )) لصالح وزارة الثقافة السورية . وأقوم حالياً بالإعداد لنشر كتابي: (( دراسات في القصيدة النَّبطية النّسوية الشَّعبية: مقاربات سيكولوجية وسوسيولوجية))، وهو أول بحث عربي يتناول الشِّعر النبطي النّسوي من منظور سيكولوجي وسوسيولوجي.
كما سيصدر كتابي (( أغاني النايل )) عن وزارة الثقافة السورية هذا العام أيضاً، وكذلك نشرت عدة دراسات في مجال التراث الشَّعبي في الصحف والدّوريات السّورية والعربية.
يذكر أن الباحث - عبد محمد بركو - مواليد الحسكة - 1968.
- يحمل إجازة في التربية، ويتابع الآن دراسة علم النفس في جامعة دمشق.
- عضو لجنة التراث الشَّعبي في محافظة الحسكة
- عضو اتحاد الصحفيين السوريين.
و من اصدارته - الملكوت - مجموعة شعرية - وزارة الثقافة - دمشق 1998.
- أغاني العتابا والنايل والسويحلي - كتاب تراث دار اليازجي - دمشق 2002 (طبع بعون مؤسسة البابطين في الكويت ).
- المسجد الأقصى والهيكل المزعوم، دار قتيبة، دمشق 2010
- ومن الجوائز التي فاز بها : 1- جائزة مركز المرأة العربية في تونس للصحفيين العرب عام 2002 .
2-جائزة القافلة الذهبية (( السعودية )) عام 2004.
3- جائزة الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود (( السامر )) للبحث والدراسة التي أعلنتها مجلة اليمامة عام 2006 (( الجائزة الأولى )).
4- الجائزة الأولى لجمعية العاديات في دير الزور للبحث التراثي والتاريخي 2006.
حوار ع - س
منقول ( جريدة الفرات )
تعليق