إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

د.محمد عبدالله الأحمد - من أمام الكنيسة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د.محمد عبدالله الأحمد - من أمام الكنيسة

    نقلاً عن صفحة الدكتور على الفيس بوك
    من أمام الكنيسة
    عندما جاءت السيدة فيروز إلى سورية منذ عدة سنوات و رأينا الشباب و الكهول يقفون بالدور لشراء بطاقات الدخول في مشهد يتفوق على مشهد شراء بطاقات (الأولمبياد) كانت حوارات الواقفين في الطابور رائعة و عجبت من الصحفيين كيف لم يلتقطوا الصورة و محتواها ، وعندما كان هذا الحدث قائماً كان العمل جار لكي تحيي السيدة فيروز يوماً من قلب كنيسة (أم الزنار)في حمص.
    وكنيسة أم الزنار صرح سوري عظيم ففي
    ه (زنار) السيدة العذراء مريم -عليها السلام -الذي تبلغ قيمته عند المؤمنين أيما مبلغ و عند من يعرف القيمة التاريخية و الوطنية له أيضاً أيما مبلغ فسورية مهد المسيحية ووطنها الحقيقي و لازالت المسيحية جزءاً أصيلاً بالمعنى الثقافي من هوية السوريين بصرف النظر عن دياناتهم ..
    لم تغن فيروز في الكنيسة لأسباب خاصة و لكن صوتها من دمشق وصل إلى باب الكنيسة .. وصل الصوت و عبر كل أغانيها ، تلك التي ترتل الإنجيل و تلك التي تصدح : و صلى المصطفى المختار الحبيب ... إلى آخر الأغنية .
    و لكن أوجع ما في الأغاني الرائعة أنها تنتهي .. و سأحدثكم عن نهاية أغنية تعالوا نحاول منعها ...فمنذ أيام علمت أن خمسين عائلة من قرية سورية مسيحية تركوا القرية إلى استراليا و ألمانيا و بلدان غربية أخرى و علمت أن هناك خطط منظمة لتهجير المسيحيين من سورية و ربما في غفلة منا جميعا سنكون أمام مشهد أشبه بالمشهد العراقي حيث أفرغ العراق من مسيحييه بعد الغزو فحصدنا مسألتين : عار تاريخي و مصيبة تاريخية .
    فأما العار يا سادتي فهو لأننا لا ننتبه لخطورة (الفلترة) الدينية التي يصنعها الغرب في (الهلال الحبيب) أي (الهلال الخصيب) و نترك لحمنا و دمنا يهاجر و على أساس ديني بفعل تآمري لكي تتحقق الخطة الكبرى و هي (الحروب الدينية الكبرى) ... فهلال خصيب بدون مسيحييه يعني التقسيم الديني للعالم كله و هذا التقسيم تليه الحروب . و المصيبة التاريخية لا تكمن فقط في خسارة المكون الحضاري (الهوية) المسيحية بل في خلق شتات وطني سوري في المهاجر (هو موجود جزئيا الآن) مما يفسح المجال لمعاناة إنسانية رأيناها بأم العين لملايين من السوريين المهاجرين الأولى بنا أن نعيدهم إلى الوطن من أن نترك المجال لمؤامرة التهجير أن تستمر و تكتمل على نحو فاضح ... فيظهر المسلمون كبشر لا يحتملون عيش غيرهم بين ظهرانيهم و هذا الإسلام الحق منه براء .
    من أمام الكنيسة أتكلم و أمسك بأجراسها لأقرع ناقوس الخطر و أصيح بكل من يشترك في عمليات تهجير المسيحيين بحجة حمايتهم أننا في قارب واحد و في معركة بقاء وطنية واحدة للوطن .. و اعلموا يا إخوتي أن من تسافرون إليهم لا يرون فيكم إلا أجانب الشرق حتى و لو بعد عشرات السنين من العيش معهم و أن الحياة هنا برغم الأزمة و برغم الوجع أقدس من ترك الوطن .
    د.محمد عبدالله الأحمد
يعمل...
X