إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المتصوف ((الكسندر بلوك )) الأديب الروسي ومسيرته الحياتية من عام (1880-1921)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المتصوف ((الكسندر بلوك )) الأديب الروسي ومسيرته الحياتية من عام (1880-1921)

    الكسندر بلوك، سيرة الحياة (1880-1921)

    الكسندر بلوك
    ألكسندر بلوك
    عن المجد والجرأة
    مجهولة
    "الاثنا عشر"
    تأليف وترجمة أيمن أبو شعر
    ولد ألكسندر بلوك في مدينة بطرسبورغ في 16 تشرين الثاني عام 1880، كان والده محاميا ومدرسا في جامعة فارشافا. وقد انفصل عن زوجته الكساندرا والدة بلوك التي اهتمت بطفلها، وكانت من أسرة راقية والدها عالم كبير ومدير لجامعة بطرسبورغ، وكانت جدة بلوك – اليزافيتا – مثقفة وأديبة، وقد أثرت أجواء المنزل الثقافية وخاصة طبيعة جده بشخصية بلوك منذ الطفولة حتى أنه يقول لقد ورثت حب الأدب عن أجدادي، كما لعبت أمه الدورالأكبرفي تكوينه الروحي، حتى أنه وصفها فيما بعد قائلا لقد كانت ضميري.
    مر الكسندر بتجربة عاطفية متميزة حيث وقع في غرام امرأة في السابعة والثلاثين من عمرها ، وهي أم لثلاثة أطفال ، وهو بعد يافع في السابعة عشر من عمره، ومع ذلك فقد أذكت لهيب الوجد والشعر في أعطافه.
    التقى بلوك بلوبوف منديلييفا ابنة العالم الشهير، وكان قد تملك ناصية الشعر وتوضح أسلوبه الإبداعي . تزوج ألكسندر من لوبوف، وكانت حياتهما مليئة بالتناقضات، وعلى الرغم من حبه الشديد لها إلا أنه لم يستطع التأقلم مع الحياة العائلية ناهيك عن الخلافات بين أمه وزوجته، وتعثرت علاقتهما أكثر فأكثر حيث تقع لوبوف في غرام صديق الكسندر أندريه بيلي ويترك لهما الخيار :
    مقاديرك لغيري أنت أعطيت
    وأذكر في سكون الليل
    كيف أنا رميت الخاتم القدسي
    وكان علي أن أنسى وأسلو وجهك الرائع
    وتعود لوبوف إلى بلوك بعد مرحلة غياب مع صديقه الحميم أندريه بيلي، وتلد طفلا فيمنحه بلوك اسمه ويحبه، لكنه سرعان ما يموت فيرثيه، ثم تأخذ الحياة مجراها من جديد ،وينغمس بلوك في أجواء فلسفية هي مزيج من الأفلاطونية والأرسطوطالية مع حس عميق بالتصوف، وخاصة من خلال تأثره الكبير بآراء وأفكار سولوفيوف حول ثنائية العالم وروح الكون وأنثوية الروح الخالدة، وتعتبر مجموعته عن المرأة الرائعة نموذجا لهذه التوجهات ،وتكثر في أشعاره في تلك المرحلة صور الضباب الأزرق والغيهب والصوت الخفي والأرواح والخطا الخفية ..على أن النهج الصوفي عند بلوك لم يكن دينيا بل فنيا ورؤيويا .
    كما لعبت ثورة 1905 والأحد الدامي دورا هاما في خروج بلوك التدريجي من الانغلاق نحو التعبير عن هموم الناس مع ملامح أولى للتفاؤل بالمستقبل:
    يا ربيعا بلا حدود أو نهاية
    ياحلما بلا حدود أو نهاية
    أستجليك مقبلا على الحياة
    وبرنين الترس أحييك
    نرى هذا التطور منذ مجموعته السعادة المفاجئة ثم الأفكار الحرة، ولا شك أن طبيعة الحياة في إيقاعها الصاخب قد ساهمت في تطوير نهجه الفني، الأمر الذي يبدو بوضوح في القصيدتين "الإثنا عشر" و"السكيفيون" ، حيث يحمل شعره إيقاع العصر، ومن أهم ما يقوله الكسندر بلوك في هذا المجال تنظريا ( أن العصر يمكن أن يغفر للفنان كل آثامه عدا إثم واحد وهو أن يخون الفنان روح عصره) ومن هنا بدا بلوك الرمزي الرومانتيكي متفهما بعمق لكينونة التغيير وإرهاصاته:
    إني أحب هذا العالم الشنيع
    فمن خلفه يتراءى لي عالم آخر
    عالم وادع رائع
    عالم إنساني عفوي
    واللافت للنظر في هذا المجال أن بلوك نفسه يعلن عن تحرره من الرمزية ، وأي انتماء مؤطر في مذهب فني محدد

    ( آن الأوان أن نحرر أيدينا .. إنني منذ الآن لست تابعا لأية مدرسة ... لا رمزيين بعد الآن ..إنني مسؤول عن نفسي!!)
    ساءت أحوال بلوك الصحية ،وتردى وضعه المالي في ظروف الحرب الأهلية القاسية ، مما اضطره إلى بيع بعض الأغراض وحتى قسم من المكتبة وتوفي في السابع من أغسطس آب 1921 .

    ألكسندر بلوك
    عن المجد والجرأة
    على أرض ِ الكآبات ِ
    نسيتُ المجدَ والجرأة
    نسيتُ نسيتُ مأثرتي
    هنا إذ وجهُك التمعا
    بوسْط ِإطارِهِ قـُربي
    ولألأ فوقَ منضدتي
    ولكن حلـَّتِ الأوقاتُ حلت ساعة ُ النحسِ
    تركتِ البيتَ غادرتِ
    وأذكرُ في سكونِ الليلِ كيف أنا
    رميتُ الخاتمَ القدسي
    مقاديرُك..
    لغيري أنتِ أعطيتِ
    وكان عليَّ أن أنسى وأسلو وجهَك الرائع
    وطارت أزَّتِ الأيامُ مثلَ النحلِ أسرابا من اللعنة
    تُمزقُ عمريَ الأشواقُ والخمرة
    وأجلوكِ
    من الذكرى ونحنُ بليلةِ الإكليلِ قربَ منصةِ الراهب
    أناديكِ ..نداءَ شبابيَ الذاهب
    لقد ناديتُ لم تلقي ولا نظرة
    سكبتُ الدمعَ لم تتكرمي مرّة
    ولفَّ المعطفُ الأزرق
    بحزنٍ قدَكِ المُرهق
    وفي ليلٍ رماديٍ
    تركتِ البيتَ غادرتِ
    أياحبي وفاتنتي
    أنا من بعدُ لا أدري
    ملاذا كيفَ أوجدتِ
    يطيقُ جموحَ عجرفتِك
    وها إني بحلمٍ وادعٍ أغرق
    ففي الحلمِ
    يلوحُ المعطفُ الأزرق
    بهِ ملتفةٌ سرتِ
    وفي ليلٍ رماديٍ تركتِ البيتَ غادرتِ
    أنا لا أحلمُ الآنا بوهجِ المجدِ والدعةِ
    فقد ولى شبابٌ وادعٌ يافع
    وهاإني بكفي أُبعِدُ الآنا
    بعيدا وجهَك الرائع
    بوسْطِ إطارِه الوادع
    هنا من فوقِ منضدتي.
    ****************

    مجهولة

    فويقَ المطاعمِ كلَّ مساء
    هواءٌ ثقيلٌ أصمٌّ وساخن
    وعبرَ الصراخِ صراخِ السكارى
    تسيطرُ روحٌ تهاوت
    لها كنهُ وحلِ الربيع (1)
    وفوقَ غبارِ الأزقة
    هناكَ بعيداً وفوقَ ملالةِ تلكَ البيوت
    بيوتِ الضواحي
    تواصَلَ صوتُ بكاءٍ طفولي
    ورسمُ رغيفٍ قليلا تذهَّب
    وكلَّ مساءٍ وراءَ الحواجز
    وعندَ حوافي المياهِ يطوف
    رجالٌ ذوو تجربة
    بصحبةِ بعضِ النساء
    وفوقَ البحيرة
    صريفُ المجاديفِ يعلو
    ويعلو زعيقُ امرأة
    وقد صعَّرَ الخدَّ قرصُ السماء
    بدونِ اكتراث
    على كلِّ شيءٍ هنا قد تعود
    وكلُّ مساءٍ صديقٌ وحيد
    بكأسي يلوح
    وعبرَ الغموض
    أراهُ مثيلا لوجهي .. رضوخا ذهولا
    وبالقربِ من مائداتِ الجوارِ يجوبُ الخدم
    بوجهٍ من السُهدِ مضنى
    وثلةٌ من سكارى لهم في الجفون
    عيونُ الأرانب
    يصيحون : هنا الحقُّ وسْطَ الخمور(2)
    وكلَّ مساءٍ بوقتٍ محدد
    وعلََّ الرؤى محضَ حلم تكون
    أرى قدَّ أنثى حريراً تضفَّر
    تمازجَ عبرَ الزجاج
    ببطءٍ تمرّ
    وتعبرُ بين السكارى وحيدة
    وما مِن رفيق
    تمرُّ وتجلسُ في النافذة
    تعبُّ الضبابَ
    تعبُّ العبير
    حرائرُها كالهلام تفوح
    بوهجِ الحكايا القديمة
    وقبعةٌ وسْطَ ريشِ الحِداد
    ووسْطَ الخواتمِ كفٌ نحيلة
    أحدق فيها بتوقٍ غريب
    وعبرَ الخِمارِ الضبابي
    أرى شاطئاً آسرا كالمحال
    وبُعداً جليلَ الجَمال
    خفايا قصيَّة
    تراودُ نفسي
    أحسُّ بشمسِ امرئٍ أوكلت بي أمانة
    وعبرَ انعطافاتِ روحي اختراقا
    سرت خمرةٌ لاذعة
    ومحنيُّ ريشِ الحِداد
    هنا في دماغي يؤرجَح
    وأحداقُها الزرقُ دونَ قرار
    على شاطئٍ في الأقاصي تشعُّ
    بروحي كنزٌ يمور
    ومفتاحُه ليس إلا بكفي يدور
    وأنتِ المحقةُ يا بدعةَ الجانِ إذ أنت سكرى (3)
    لقد بتُّ أدري
    هنا الحقُّ وسْطَ الخمور
    (1) – في الأصل روح ربيعية لكن هذا التعبير يوحي بالعربية بالتفاؤل والمقصود هو العكس ففي الربيع في روسيا تذوب الثلوج وتكثر الأوحال
    (2) – في القصيدة العبارة مكتوبة بالفرنسية
    (3) – يقصد خيال تلك المرأة
يعمل...
X