ألوان رقيقة لحركة الطبيعة
في معرض أداء الروح
في معرض أداء الروح
دمشق - سانا
الطبيعة في أرق تكويناتها كانت الموضوع الأساسي في لوحات الفنان حسان عبد العظيم الذي افتتح في صالة المركز الثقافي العربي بأبو رمانة فقد تنقل الفنان في موضوعاته من موج البحر إلى رمل الصحراء إلى زرقة السماء ضمن حساسيات عالية للون تفتن الناظر من حيث شفافيتها وقدرتها على الإيحاء والتعبير .
ويدمج الفنان بين رؤيته الفنية للزمان والمكان وبين إمكانياته التشكيلية في التعبير عن ذاته الوجدانية ضمن كل لوح ة من لوحاتها لثلاثة والعشرين حيث أنه يوازن بين الواقع وتجلياته الانطباعية بكل ما يعنيه ذلك من تحفيز اللون وتغذيته ليكون الحامل الأساسي للعمل الفني .
وتتميز الخطوط التي يشتغل عليها الفنان باستطالاتها وتمدداتها المتوازنة وتماهيها مع انسيابية اللون بحيث تبدو الألوان الزيتية في لوحاته بدون كثافاتها المعتادة وإنما تميل إلى صياغات تجعلها قريبة من التلوين المائي في كثير من تجليات الذات المبدعة.
وعن هذا المعرض قال عبد العظيم في حديث خاص لوكالة سانا .. الطبيعة بوصفها رحما كونيا هي الأساس في لوحاتي فالطبيعة هي الأم والأنثى الحبيبة ومن هنا تبزغ المكنونات العاطفية تجاه تلك المكونات في اللوحة التي تبدأ واقعية ثم لا تلبث أن تندغم بانطباعيتها الخاصة .
وأضاف الفنان.. سعيت في هذا المعرض أن يكون لألواني كيمياؤها الخاصة لاسيما أنني لجأت إلى الرسم الممدد بكل ما يتضمنه من جماليات اللون الزيتي الرقيق دون أن أعد ذلك هروباً من الكثافة وإنما الاقتصار على حساسية لونية خاصة تتخلى عن التراكم اللوني في مقابل التمدد على سطح اللوحة.
بدوره أوضح الدكتور محمود شاهين عميد كلية الفنون الجميلة على بروشور العرض أن عبد العظيم قدم آخر إضافات بحثه التشكيلي المتفرد شكلاً وتقنية وموضوعاً ليس على صعيد التشكيل السوري فحسب بل العربي والعالمي وخاصة على صعيد التقانة اللونية الجديدة والمتميزة التي يستخدمها في تنفيذ لوحاته والتي يحرص على أن تبقى سرا من أسرار لوحته .
يذكر أن الفنان عبد العظيم من مواليد دمشق 1951 درس الفن دراسة خاصة وعمل على كيميائية الألوان حتى تمكن من الحصول على التقنية المتفردة التي تحتضنها أعماله.
أقام العديد من المعارض منذ عام 2000 وحتى العام الحالي وتمت أرشفة أعماله في المكتبة الوطنية بدمشق واقتبست بعض أعماله للطباعة على الأزياء من قبل معهد إس مود الفرنسي .
تعليق