إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكاية الصياد والجني - أحمد زياد محبك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية الصياد والجني - أحمد زياد محبك




    أحمد زياد محبك
    أستاذ الأدب الحديث في جامعة حلب

    سابعاً ـ خصائص الحكاية:


    حكاية الصياد والجني:
    ومن الحكايات التي ترى الخلاص عن طريق قوى خفية أسطورية حكاية عن صياد فقير، توجه ذات يوم كعادته إلى البحر، وفي الطريق مر ببائع فاكهة، فعرض عليه سلة من الفاكهة، فاعتذر لأنه لا يملك ثمنها، ولكن البائع ألح عليه فأخذها ومضى إلى البحر، وألقى شباكه، ثم سحبها وإذا فيها عفريت، توسل إليه أن يطلقه وأن يحضر له كل يوم سلة مثلها، مقابل ليرات ذهبية، وأخذ الصياد يأتي كل يوم بسلة الفاكهة ويقف عند ساحل البحر وينادي العفريت ليعطيه السلة مقابلها ليرات ذهبية، وهكذا تحسنت حال الصياد، وعاش في بحبوحة، وشعرت زوجته بالتغير، فألحت عليه لمعرفة السر، فباح به، وحدثت المرأة جاراتها، وذات يوم ذهب إلى ساحل البحر، ونادى العفريت، ولكن ما من مجيب.
    ويبدو الخلاص في القصة أسطورياً جاء عن طريق العفريت، لا عن طريق الحرفة، وهو نوع من الحلم، يعيشه الصياد الفقير، ويحاول التخلص به من فقره، ولكن لاخلاص، وتظل حرفة الصيد مرتبطة بالفقر والحلم، وتبدو الحكاية في الظاهر وهي تتهم المرأة وتدينها، ولكنها في الحقيقة تقدم المرأة بوصفها الاستيقاظ على الواقع من الحلم الخادع. وبصورة عامة لم تعن الحكايات بوصف أي حرفة، ولا تصوير أدواتها، أو طريقة العمل فيها، ولم تشر إلى متاعبها ومشكلاتها، وهذه هي طبيعة الحكايات الشعبية بصورة عامة، فهي لا تعنى بالتفاصيل، ولا تهتم بالجزئيات وإنما تكتفي بالخطوط العريضة، ولا تقدم إلا ما يخدم هدفها بصورة مباشرة.
    ومن الصعب في الحقيقة تحديد زمن الحكايات أو بيئتها، فقد تحكي عن عالم البحار، ولكن راويها من عالم البر، لأن الحكاية لا مكان لها ولا تاريخ، وهي سريعة التداول والانتقال، وهي كثيرة التحوير والتغيير، فليس لها صيغة ثابتة، ولا رواية واحدة، فالروايات متعددة ومتداخلة، ولكن تبقى هناك عناصر مكونة ثابتة تتكرر وهي النمط الأساس أو ما يسمى الموتيفات.
يعمل...
X