إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مدينة حمص وأماكنها الأثرية المسيحية والإسلامية والعربية - بقلم : حسني حنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدينة حمص وأماكنها الأثرية المسيحية والإسلامية والعربية - بقلم : حسني حنا

    مدينة حمص وأماكنها الأثرية المسيحية والإسلامية والعربية
    بقلم : حسني حنا
    منقول

    مدينة حمص وأماكنها الأثرية:
    تعتبر مدينة حمص ثالثة أهم المدن في سوريا بعد مدينتي دمشق وحلب. وهي تقع إلى الشمال من مدينة دمشق، على بعد 160 كيلو مترا، وقد حافظت مدينة حمص على أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية إلى اليوم، وكسبت هذه الأهمية من وقوعها في سهل العاصي الخصيب، الذي يمتد بين المنحدرات الجبلية اللبنانية، ومنحدرات السلسلة الجبلية الداخلية، حيث تبدأ وهدة البقاع الموصلة إلى الجنوب، وتنفتح وهدة طرابلس المؤدية إلى ساحل البحر المتوسط، وتتفرع طريق (تدمر palmira) التي تخترق بادية الشام.
    *نشأة المدينة:
    ليس لدينا معلومات ثابتة عن مدينة حمص، قبل العهد الروماني، وأول من ذكر اسمها القديم الذي عرفت به ((إيميزا أو إيميسا Emesa ) كان المؤرخ الروماني الكبير (بليني الكبير أو القديم pliny the Ancient) في كتابه (التاريخ الطبيعي) ، كذلك فإنه لم يظهر في ارض المدينة، أو فيما يجاورها مباشرة من أراض آثار ترقى إلى أقدم من الزمن المشار إليه، حيث أن الأبحاث والتحريات الأثرية، لم تتوسع حتى الآن لتشمل نواة المدينة القديمة.
    ويتحدث المرحوم ( الخوري عيسى أسعد) في كتابه (تاريخ حمص – جزءان) أن منشأ هذه المدينة ، يعود إلى نحو سنة 2300 قبل الميلاد، وأن اسمها آنذاك كان (حماة صوبا) وأن سكانها القدماء ، كانوا من الآموريين ، الذين امتزجوا بالحثيين.وإذا جاز لنا القول، فإننا نذكر أن مدينة حمص، نشأت في العصر الروماني، أو في العصر السلوقي الذي سبقه، ونميل إلى الاعتقاد أنها كانت بين المدن السورية، التي شيدها (سلوقوس نيكاتور) أو التي منحها اسما يونانيا مثل (لاوديسا- اللاذقية) و(بيروها – حلب) و(كاليس- عنجر) وهكذا، انظر : (د. سليم عادل عبد الحق، روما والشرق الروماني ص 480 وما بعدها) و(تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين للدكتور فيليب حتي- الجزء الأول).
    وقد دفعت الميزات الزراعية والتجارية للمنطقة، السلوقيين خلفاء الاسكندر المكدوني، للاهتمام بموقع حمص. وكان هؤلاء أول من أنشأ (بحيرة قطينة) الاصطناعية، عن طريق تشييد سد، غايته تجميع مياه نهر العاصي والأمطار، وتسهيل التصرف بها.
    *الأباطرة السوريون:
    أنجبت مدينة حمص عددا كبيرا من الشخصيات المؤثرة في التاريخ، وكان من بين هؤلاء حاكم مدينة حمص (باسيانوس Bassianos) والد (جوليا دومنا) التي كانت على قدر كبير من الجمال، والثقافة العالية، وفي أواخر القرن الثاني للميلاد، مر بمدينة حمص القائد الروماني اللامع (سبتيموس سفيروس– Septimium Severus) الذي رأى تلك الفتاة، فأحبها وتزوجها، وقد أنجبت ثلاث حكام هم (كاراكاللا Caracalla)و(هيليو غابلوس Helio Gabalus ) و(الكسندر سيفيروس Alexander Severus)وكان (سبتيموس سيفيروس) قد حكم الإمبراطورية الرومانية بين عامي (193 – 211) للميلاد.
    وكان من أحسن من تولى حكم هذه الإمبراطورية ، وبه بدأ عهد الأباطرة ، الذين عرفوا في التاريخ باسم (الأباطرة السوريين)، وهو الذي جعل حمص عاصمة لسوريا الفينيقية، ومنحها رعايته وعنايته، وهكذا فعل أولاده وأحفاده، ومن الجدير بالذكر أن نساء مدينة حمص يجتمع فيهن الذكاء والجمال حتى يومنا هذا، ولا يعادلهن في الجمال إلا نساء (جبل العرب)ومن الواجب أن نذكر أن من بين الشخصيات الهامة التي أنجبتها مدينة حمص ، الفيلسوف (لونجينيوس Longenius)مستشار الملكة (زنوبيا Zenobia)ملكة تدمر.
    *انتشار المسيحية في حمص:
    على الرغم من تأصل تقاليد العبادة الوثنية في حمص، وذيوع صيت معبدها القديم ، فإن المدينة أسهمت إلى حد كبير في نشر الديانة المسيحية، وتتحدث الروايات أن (بطرس الرسول St. Peter) و(يوحنا الانجيلي) مرا بأرضها فاستضافهما فلاح اسمه (كريسوموس) في بيته مدة ثلاثة أيام، وقد آمن هذا الفلاح بالمسيح فيما بعد ، وأقيمت مكان بيته (كنيسة بربارا) التي أدى فيها المسيحيون الحمصيون الأول فروض العبادة ، وسمعوا فيها الكرازة، وزاد عدد من اعتنق المسيحية من سكان المدينة في القرن الثاني الميلادي، وغدت حمص مقر أبرشية، لما كانت عليه من ازدهار ، وعاش فيها خلال القرن المذكور والقرن الثالث عدد من نوابغ المسيحيين، وعم التسامح الديني بعد مرسوم (ميلان) المشهور سنة (312) وانتشرت الكنائس في مدينة حمص، كما بقية المدن السورية، ولا يخفى أن (هيلانة) والدة الإمبراطور (قسطنطين الكبير) قد آمنت بالمسيح، وحمت المسيحيين، وأظهرت الكثير من المحبة والغيرة على الديانة المسيحية، وشيدت بأموالها كنائس متعددة في سوريا وفلسطين، التي كانت الحصاد الأول للفن المعماري الديني المسيحي، وكان بين عداد هذه الكنائس، الكنيسة التي بنيت في حمص سنة (326) ودعيت باسم ( كنيسة القديسة هيلانة) والتي كانت مبنية على أربع أركان، وقال فيها (المسعودي) في كتابه (مروج الذهب): (أنها من عجائب الدنيا)، ومنها أيضا الكنيسة الكبرى، التي يقال أن رأس ( القديس يوحنا المعمدان )نقل إليها بعد اكتشافه سنة 453 مدفونا في كهف، وظل الرأس المذكور حسب بعض الروايات، محفوظا في الكنيسة المشار إليها، حتى منتصف القرن التاسع ، حيث نقل إلى القسطنطينية، وكانت من أكبر الكنائس التي ارتفع بناؤها في سوريا، خلال العهد البيزنطي.
    ومن هذه المباني الدينية أيضا (دير مار مارون) الذي بني في عهد الإمبراطور (مارسيان) حوالي سنة 451، ثم (دير مار توما) وقد ضاعت آثار هذه الأبنية، ولم يبق شيء من معالمها، بسبب الزلازل التي حلت في سوريا الشمالية خلال أعوام (477- 458- 494- 526- 528) وامتداد أثرها إلى حمص،بسبب النكبات التي حلت في هذه المدينة ، وغيبت آثارها الماضي عنها، ومع هذا فقد وجدت كتابات مسيحية متعددة في أرجاء المدينة ، تبين منها عدد من أسماء قديسيها وكنائسها وأديرتها، والأشياء الثمينة التي كانت مودعة في هذه المعابد، وعلاقاتها مع بطريركية القسطنطينية، كما أظهرت مقررات مجمع كالسيدوان (خلقيدونية) الدينية اشتراك أسقفها، وأسقفين آخرين من بلاد العرب، في أعمال هذا المجمع الهام.
    ومن الكنائس الأثرية في مدينة حمص أيضا كنيسة (مار اليان St. Elian) وهي تعود إلى القرن السادس الميلادي ،و قد أقيمت إهداء إلى ابن أحد القادة الرومان، الذي استشهد في القرن الثالث للميلاد، بسبب عدم إنكاره إيمانه بالمسيح ، وهذه الكنيسة فريدة بمجموعتها من النقوش المرسومة على الجص Frescoes التي تم اكتشافها في عام 1970، والمزينة بكتابات باللغتين اليونانية والعربية، التي يرجع عهدها إلى القرن الثاني عشر للميلاد.
    أما كنيسة (أم الزنار) فقد أخذت اسمها من زنار العذراء مريم، الذي اكتشفه بطريركية السريان الأرثوذكس، في عهد المرحوم غبطة البطريرك (مار أغناطيوس أفرام الأول) في جرن مخفي ، في مذبح كنيسة السريان الأرثوذكس في حمص في عام 1953، وكان هذا الزنار، قد أودع في المذبح المذكور عام 1852 وقد تم تجديد بناء الكنيسة القديمة، التي كانت تحمل نفس الاسم، وكانت الكنيسة القديمة قد بنيت في نفس المكان في القرن الرابع الميلادي. أما عن هذا الزنار The Virgin’s Gridle فهو منسوج من الصوف ومطرز بالذهب، يبلغ طوله 74 سم وعرضه 5 سم وسماكته 2 ملم، ولونه أبيض سكري، وتؤكد الطريركية، أن الزنار هو الذي أعطى لمار (توما) لما لحق جنازة العذراء مريم، وأمسك بها وقال : (ما أرجع حتى تعطوني إشارة يصدقني بها رفاقي، فانحل الزنار فوق الجنازة، وتناوله (توما).
    *المدافن المسيحية في حمص:
    ذكر المؤرخ (شمس الدين الدمشقي) المعروف اسم (شيخ الربوة) في القرن الثامن للميلاد: (ومن حسن بناء حمص، أنه لا توجد بها دار، إلا وتحتها في الأرض مغارة أو مغارتان، وماء ينبع للشرب، وهي مدينة فوق مدينة..).
    وأكبر الظن أن كل هذه المغائر المشار إليها، كانت مدافن مسيحية، ونذكر القارئ الكريم ، بأنه حتى أوائل القرن السابع الميلادي، كانت سوريا بلادا مسيحية بالكامل ، وما أشبه هذه المدافن المسيحية المدعوة (كاتاكومب –Catacomb) أو سراديب الموتى، والقائمة في ضواحي مدينة (روما Rome) وقد أظهرت المصادفة في سنة 1923 وسنة 1940 ثلاثة مدافن، بعضها من سنة 278 للميلاد، في جانب من جوانب محلة(باب السباع) وهي تتألف من أقبية، ينحدر إليها المرء بأدراج ، وفيها أوان جنائزية، وعلى جدرانها بعض التصاوير الجصية Frescoes وهي تحوي بعض القبور الحجرية المزينة بالصلبان، إلا أن المدفن الذي اكتشف سنة 1957 في حي الشرقية (عند باب الدريب) يفوق كل ما عرف عن هذه المدافن المسيحية وهو يعود إلى القرن الخامس الميلادي، وهو مدعوم بالأقواس المعقودة، والعضائد الجانبية، وقد زينت جدرانه بالصور الملونة، ذات المواضيع الإنسانية والزخرفية والهندسية والكتابات . وفي هذه الجدران محاريب متعددة، وقد شقت القبور في ارض المدفن، وشيدت هذه القبور من الحجر، أو أنها تألفت من قطعة واحدة من الآجر، وغطيت بألواح من الرخام أو الآجر، ووجدت في كل منها هياكل عظيمة، وسرج (ج. سراج) فخارية مزينة بالصلبان ، ووجوه القديسين، وقوارير وكؤوس زجاجية، وبقايا عاجية لأدوات مختلفة، وأساور وحلي برونزية ، وأقراط ذهبية وغير ذلك.. ومن هذه القبور قبر من الآجر محاط بطبقة جصية، مزين بطيور وصلبان برونزية، وكتابة يونانية ، دلت قراءتها على أن هذا القبر قد (أقامته "غريغوريا" لأبيها خادم الرب).
    ويذكر المعمرون من أهل حمص، أن الأشقياء والفارين من العدالة والمنقبين عن الآثار ، يقصدون المغائر العديدة في حمص، التي عثر فيها على كتابات يونانية (انظر: أحمد وصفي زكريا: جولة أثرية في البلاد الشامية 1934 صفحة 346).
    *الآثار العربية والإسلامية:
    حسب رواية (البلاذري) في كتابه (فتوح البلدان) أن أبا عبيدة بن الجراح ، قد دخل حمص صلحا، وأمن أهلها على أنفسهم وأموالهم ، وسور مدينتهم وكنائسهم، واستثنى عليهم ربع (كنيسة يوحنا) للمسجد.
    وليس في حمص اليوم أبنية أثرية يرجع تاريخها إلى العهدين الأموي والعباسي ، ويؤكد العالم (هرزفيلد) أن جامعها الكبير، كان يشغل نصف (كنيسة القديس يوحنا) التي كانت على أكبر الظن مكان (معبد الشمس) وقد أتى هذا الجامع على نموذج بناء الجوامع، الذي ساد في العصر الأموي، والذي انتهى إلينا سبع نسخ عنه، وما تزال تشاهد في مختلف المدن السورية ، واشهرها ( المسجد الأموي) في دمشق و(المسجد العمري) في بصرى و(المسجد العمري ) في درعا و(جامع عمر) في القدس و(جامع بعلبك).
    ويعود (جامع النوري) في مدينة حمص إلى القرن الثاني عشر للميلاد ، وهو الجامع المميز بمدخله الجميل، ويقال أن هذا الجامع قد بني في موقع (معبد بعل Temple of Baal) الذي بنيت مكانه فيما بعد (كنيسة القديس يوحنا Church of St. John)والأعمدة الجميلة المستخدمة في بناء هذا المسجد، هي أقدم المواد الأثرية، الموجودة في هذه المدينة.
    أما (جامع خالد بن الوليد) فهو يتميز بمئذنة المرتفعتين، والمبنيتين بالحجر الأبيض، وهذا البناء يلقي الضوء على فن العمارة الإسلامية المهيب ، حيث تصطف الحجارة السوداء والبيضاء أفقيا برشاقة وجمال، وهي تمثل بشكل نموذجي أيضا، فن العمارة السورية التقليدية ، ويعود هذا البناء بشكله الحالي، إلى العهد العثماني، قبيل الحرب العالمية الأولى مباشرة,
    *متحف حمص:
    يحتوي متحف حمص على آثار عديدة، تعود إلى العصر اليوناني والروماني والبيزنطي ، والعهود العربية.
    *قلعة حمص:
    تقع معالم هذه القلعة الأثرية على تلة طبيعية، إلى الجنوب الغربي من مدينة حمص، وقد لعبت هذه القلعة دورا هاما في تاريخ المدينة ، خاصة في عهد حكامها النوريين والأيوبيين والمماليك، وقد كان يحيط بهذه القلعة خندق Moat ، لا زالت معالمه باقية، كما بقي القليل من آثار القلعة، التي دمرها تماما (إبراهيم باشا) بن (محمد علي) في عام 1830.
    *بحيرة حمص:
    تبعد بحيرة حمص (بحيرة قطينة أو قادش) مسافة 15 كم عن مدينة حمص غربا بميلة نحو الجنوب، وهي بحيرة غنية بالأسماك ، ولها سد يحتجز المياه التي تستخدم في الزراعة، ويعود بناء هذا السد إلى الحقبة اليونانية في القرن الثاني قبل الميلاد.
    *تل النبي مند (قادش )
    بقرب البحيرة يقع تل اثري هام يعرف باسم (تل النبي مند) (مدينة قادش القديمة) التي وقعت بقربها (معركة قادش) الشهيرة في التاريخ ، بين الحثيين والمصريين ، في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهي أول معركة موصوفة في التاريخ، وقد جرت في هذا التل أعمال تنقيب أثري هامة.
    *أسواق مدينة حمص:
    تقع في القسم القديم من المدينة، وقد بني معظمها في عهد الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، كما يوجد في حمص عدد قليل من الحمامات العامة، التي تعود إلى نفس الفترة الزمنية، وهناك بعض الأبنية الأثرية الهامة ومنها (قصر الزهراوي) الذي تحول إلى متحف للتقاليد الشعبية).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    مدينة حمص وأماكنها الأثرية المسيحية والإسلامية والعربية - بقلم : حسني حنا

  • #2
    رد: مدينة حمص وأماكنها الأثرية المسيحية والإسلامية والعربية - بقلم : حسني حنا

    شكرا" سيدي المدير كنت وما زلت تتحفنا بمواضيعك الجميلة
    قيمة المرء ما يحسنه

    تعليق

    يعمل...
    X