إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أدب ... ونقد عن الشعر العظيم ؟؟!! - محمد راتب الحلاق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدب ... ونقد عن الشعر العظيم ؟؟!! - محمد راتب الحلاق

    أدب ... ونقد عن الشعر العظيم ؟؟!!


    محمد راتب الحلاق
    [email protected]



    منقول


    الأدب عموماً ، والشعر خصوصاً ، إن لم يكن مشاغباً ومشاكساًوناقداً وعنده الرغبة الدائمة في التجاوز لا يكون أدباً ولا شعراً حقيقياً
    والشاعر الذييضع رأسه بين الرؤوس ، ويمدح المستقر والسائد من الأفكار والممارسات على علاّتها ،ويتقرب من المتنفذين والوجهاء ، في المجالات كافة ، لا يعتد به بين الشعراء . والجمهور الذي يصفق للألفاظ الطنانة والأوزان الرتيبة ويؤخذ ( بأفلمات ) الشعراءبحاجة إلى إعادة تأهيل ليستطيع التمييز بين الشعر واللاشعر . الأدب الحقيقي ،والشعر الحقيقي ، هو الذي ينحاز للإنسان وقضاياه ، وإلى نصرة الضعيف والمظلوم وصاحبالحقوق ؛ ومن غير الممكن أن يتم إنتاج أدب يدوم ويخلد إذا كان همه الوقوف مع الطغاةوالمستبدين والأقوياء وأعداء الشعوب ، وهذا هو الالتزام النابع من أعماق الشاعر ومنذاته الشفافة . أما الإلزام ، فدعوة أفل زمانها وتم تجاوزها ، وفقدت أية دلالة علىالإطلاق ، وغدت عبئاً على الأدب والأدباء ، مثل غيرها من الدعوات ، حين كان يطلب منالأديب ، ومن الشاعر خصوصاً ، أن يكون مجنداً في صفوف جهة ما ( كما كانت تطلبالنازية والفاشية مثلاً ) ، يدافع عنها ويهاجم مناوئيها ، مما أنساه الاهتمام الأدب، إذن ، ملتزم بقضايا الإنسان والأوطان ، وليس بنصرة فلان أوعلان من زعماء النازيةوالفاشية وما تناسل منهما ، ولا بنصرة قضية على أخرى ( لأن السجال واللجاج مماتأباه طبيعة الشعر ) . ولا يمكن لشاعر أو قاص أو روائي ما زال فيه درهم عقل أن يكونضد قضايا الإنسان ، أو ضد قضايا الوطن الذي يؤويه ويمنحه هويته واسمه ، هذا إذا كنانقصد الشعراء والقاصين والروائيين الحقيقيين بطبيعة الحال ، لا أولئك المطبلينالمزمرين ، الذين لهم في كل عرس قرص ؟؟!!. لذلك كنت ، وما زلت ، أحب الهجاء كاسمآخر للنقد ، أو إن شاء القارئ ، أحب الشغب على الممارسات الخاطئة وانتقادها كاسمآخر للهجاء ؛ قد أطرب لما يسمى بالشعر الصافي الذي يتخفف من موضوعات عصره وقضايامجتمعه لينشغل بنفسه ، وبتقنياته الفنية ، وبشكله وزخرفه ( الشعر للشعر ) ، ولكننيكنت عندما أقرأ مثل هذا الشعر ، أو أسمعه ، أحس بأنني في غرفة العناية المشددة ،وفي جو شديد التعقيم ، وأشعر بأن هذا الجو لا يشبهني ولا أنتمي إليه ولا ينتمي إليّ، وأن عليّ الخروج منه إلى حيث الناس بمشكلاتهم وضحكاتهم ونكاتهم ، وخبث بعضهم ،وبراءة الأكثرية الساحقة منهم . أنا لا أدعو لأن يغرق الشعر في اليومي والهامشيوالزائل من القضايا ولا أحرّمها عليه ، فكل الموضوعات مباحة في الشعر . الذي أدعوإليه أن يتم تناول تلك الموضوعات بطريقة شعرية تنتج شعراً حقيقياً . ولا يكون الشعرحقيقياً إلا إذا قام على دعامتي الشكل والمضمون ، شرط أن يحقق المعادلة الدقيقةالتي تستطيع أن تماهي بين هاتين الدعامتين ، فلا يصرفك الشكل والتقنية عن المضمون ،ولا يشغلك المضمون بصراخه عن الشكل والتقنية وفنية التناول ، وإنما تجد نفسك فيحضرة الشعر أولاً وأخيراً . وقد كذب عليك من قال : إن الشعر بشكله وتقنيته فقط . وخدعك من قال : إن الشعر بمضامينه ومعانيه فقط . الشعر يمشي على ساقين اثنتين . والشعر العظيم الذي يدوم ويخلد ولا ينطفئ لهيبه المقدس مع مرور الأيام هو الشعرالذي استطاع أن يصنع معادلاً فنياً وتقنياً لموضوعه ، وأن يقترح شكلاً جميلاًلمعانيه .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
    أدب ... ونقد عن الشعر العظيم ؟؟!! - محمد راتب الحلاق
يعمل...
X