عــيـدالـحـب
جعفر بلول
منقول
يطل علينا ( عيد الفلنتاين ) بعد أزمات الشتاء العصيبة ،وتحمرّ الدنيا بعد بياض الثلج - في عيون العشاق - الكبار منهم والصغار ، الذينيلامسهم الحب في قلوبهم ، والذين كالصاعقة من الوسط - حتى أسفل القدم 00 تعزفالدّنيا - كل الدّنيا - سمفونية حب - تطرب لها الآذان أكثر من سمفونية ( ضوء القمر ) ويرقص الجميع 00 كيف لا 00 وإن
( جنّ قومكالعقل لا ينفعك ) والويل الويل لك إن غاب تاريخ هذا اليوم عن الذهن - يصدمك الجوابمن إحداهّن 00 لتسألك :؟ هل أنت من كوكب غير كوكب الحب - أيها المتخلف ذي القلبالمتجرّ الجلف 00 وتنسحب بدلال ابنة العشرين ربيعاً وهي تحييّك بلغة انكليزية ساخرة ( happyal entai) ويماط عن اللّسان الرباط ، وتنطق كلمات المعايدة بالانكليزية - التي كان حفظ أبسطها في الأمور اليومية 00 مستحيلاً 0 وتفرش المحلات وواجهاتهابقلوب حمراء متورّمة من كثرة الحب 00 ويمشي العشاق تكريماً لهم في هذا اليوم علىأرصفة من الديباج الأحمر - مشية لم يحلم بها يوماً ، ملوك فرنسا - ولا أباطرةاليونان وتشهد خطوط الخليويات والمحال التجارية ، نشاطاً لا مثيل له - في البيعوالمعايدات ووابلاً من كلمات الحب السريع المتبادل ، كلمات 000 ( ليست كالكلمات ) تنخلع القلوب من الصدور لتقف أطراف اللسان ) - كان يقال زماناً : ( الكلام ليس عليهجمرك ) أمّا اليوم ، فللكلمات حساب زمني وثمين - عند شركات ( السريتل 00 ويا هلالشباب وو00 ) الأحمر - جميل - كل شيء يزهر - كل شيء أحمر 00 قانىء - صافي - حاروخصيصاً في هذا الطقس البارد 0 حتى كلاب السيدات - لم تنسى نصيبها من الحب - زينتبقبعات ملوكية فارهة ، وربطات العنق الحمراء - كل شيء حولك مخضب بالحمار 00 ( منالطربوش أو البابوج - حتى الحذاء ) يشعرك هذا اليوم - بزحمة الحب واحمراره - في كلمكان توجد فيه السرفيس 00 السيارة - الشارع 00 ) - والسؤال المطروح ( من وجهة نظري) ترى هل بعض الناس يعاني - أزمة حب مخنوق 0؟؟ متى تحشد كل هذه الطاقات الاحتفاليةالهائلة لتصبها كلها في يوم واحد ؟! والشريك المسكين يكون مضطراً لمشاركة شريكه فيطقوسه المستوردة وإلاّ سوف يتهّم بالخيانة أو الخلق - وتقوم الدنيا على رأسه ولاتقعد وينتهي هذا وينتهي معه كل حب - ( وكفانا الله حباً) واستذكر الآن شعراءناالعذريين - ( رحمهم الله ) عندما كانوا - وما زالوا يوزعون بشعرهم للعام أجمع حباًمثل - جميل بثينة - وقيس بن الملوح وغيرهم هل نحن بحاجة الى حب غريب - هجين لايشبهنا بشيء 00؟ والعجيب بالأمر !! لم أستطع أن أفرّق كثيراً بين هذا اليوم - والأول من نيسان - كأننا لا نعرف الحب المدمرّ إلا في 14 شباط 00 - ربما هي أزمة حبوكذب سريع - مثل وجبة سريعة تملأ البطون مطبوخة في مطابخ الغرب ومستوردة خصيصاً لنا - أو ربما أنها بيتزا العصر ونحن كثيراً ما نحب التقليعات والوجبات السهلة والسريعةالمستودة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
تعليق