تويت
بكلفة 77 مليون ليرة
بانياس الحلم مشروع اقتصادي بيئي اجتماعي
لحماية نهر بانياس وجعله معلماً سياحياً
بانياس الحلم مشروع اقتصادي بيئي اجتماعي
لحماية نهر بانياس وجعله معلماً سياحياً
طرطوس - سانا أعطى مجلس مدينة بانياس أمر المباشرة بتنفيذ مشروع سياحي بيئي اقتصادي اجتماعي حمل اسم بانياس الحلم وذلك بعد أن أعد دراسة خاصة لذلك بهدف إعادة تنظيم مجرى نهر بانياس وجعله معلماً سياحياً بكلفة إجمالية تصل إلى نحو 77 مليون ليرة.
ويحقق المشروع غايات اجتماعية واقتصادية وبيئية وسياحية حيث يستوعب الغزارات الأعظمية للنهر ويوفر مسارات تنزه للمشاة تشكل أماكن آمنة للأطفال بعيدا عن السيارات بحيث يمكن الزائرين من التفاعل مع الطبيعة المحيطة من مجرى مائي ومناطق خضراء محيطة عن طريق تأمين أماكن جلوس تشرف على المجرى المائي وقريبة من المناطق الخضراء.
وقال المهندس عدنان الشغري رئيس مجلس مدينة بانياس إن المشروع يتضمن تنفيذ شبكة صرف صحي حديثة سهلة الصيانة وتحمي مجرى النهر من التلوث بفضلات المناطق المحيطة لافتا إلى انه يمكن لاي شخص ارتياد النهر والتمتع بمياهه دون ان يتحمل اي أعباء مادية.
وأشار الشغري إلى أن المشروع يسهم بالربط بين ضفتي النهر بجسور معلقة ما يسهل عملية التنقل بين مناطق ابن خلدون وحي القوز وقلعة المرقب إضافة إلى انه نتيجة وجود هدارات المياه فيه فيمكن الاستفادة من مياه النهر للري وسقاية مزروعات الأراضي المجاورة مبينا أن المشروع سيخلق حركة تفاعل اجتماعي تجمع مختلف الأطياف في مدينة بانياس حيث سيجتمع الأهالي على النهر للاستمتاع بمياهه.
ووصف رئيس مجلس مدينة بانياس المشروع بأنه يتوضع في وسط مدينة بانياس الساحلية بمساحة اجمالية تبلغ 28167 مترا مربعا و طول المسار المدروس نحو 900 متر وعرض الأرض يتراوح بين 9 - 63 مترا موضحا انه تم اعداد الدراسة على أساس وجود مسارين متوازيين للمشاة مسايرين لمجرى النهر يتم الربط بينهما بأربعة معابر للمشاة اضافة إلى الجسور الموجودة ليصار إلى ربط جميع أجزاء المشروع بمرونة.
ولفت الشغري إلى أنه تم تطوير الجزيرة المتشكلة طبيعيا في وسط المجرى لتشكل حديقة تنزه محاطة بالمياه وتم تصميم المسارات بحيث يكون ميلها طبيعيا مسايرا للميول الطبيعية لمجرى النهر يتخللها عدد قليل من الأدراج لسهولة الحركة كون هذه المسارات مخصصة للتنزه لجميع الأعمار.
وشرح الشغري أن المناطق المحيطة بمسارات المشاة والتابعة لأرض المشروع تم تخصيصها كمناطق تنزه وحدائق للأطفال حيث لحظ فيها أماكن استثمارية و كافتيريات دون التأثير على الفعاليات السياحية والخدمية المجاورة للمحافظة على علاقة تلك الفعاليات مع مجرى النهر.
وقال رئيس مجلس المدينة ..إنه تمت دراسة جوانب النهر بحيث تنوعت بين جدران شاقولية بارتفاع أعظمي بلغ 1ر2 متر ومدرجات يمكن الجلوس عليها كما تمت إضافة درابزين معدني مع قبضة خشبية في أماكن الجدران الشاقولية بهدف حماية الأطفال من السقوط بالنهر.
وأضاف أنه تمت المحافظة على أرضية المجرى الطبيعية للنهر وذلك بعد ترميمها بحجارة مستخرجة من الموقع أثناء الحفر وإضافة مدارات للمحافظة على منسوب دائم للمياه في النهر على مدار فصول السنة.
وأشار الشغري إلى أن المشروع شمل ايضا دراسة عناصر تنسيق الموقع من حيث إضافة أحواض الزهور ضمن مسارات المشاة لكسر الرتابة التي قد تحصل من طول المسار كما تمت إضافة أعمدة الإنارة والمقاعد المصنوعة من الخشب والمعدن بحيث تتلاءم كل منهما مع التباليط المقترحة.
وأوضح أنه تمت دراسة تمديد شبكة صرف صحي تحت منسوب مساري المشاة بشكل مواز لمجرى النهر وذلك كونها تقع في أخفض نقطة بالنسبة للمناطق المحيطة ولتكون سهلة الصيانة عن طريق جور التفتيش المتعددة التي تم تنسيق التباعدات فيما بينها بشكل يلائم التباليط المدروسة بحيث لا تشكل تشوها بصريا للوسط المحيط.
بدورها قالت المهندسة ميرفت عثمان موظفة في مجلس المدينة إنه نظرا لما تسببه التغيرات المناخية في العالم كان لابد من البحث عن طريقة لحماية النهر مشيرة إلى أن المجلس بصدد تشكيل لجنة أصدقاء نهر بانياس غايتها حماية النهر.
وأضافت أن باب الانتساب للجنة مفتوح امام الجميع عبر مراجعة إدارة النادي الاجتماعي الثقافي في مدينة بانياس داعية إلى حماية النهر كونه يمثل جزءا هاما من تراث المدينة ومعلما سياحيا واثريا مميزا.
وترتبط ذكريات الطفولة لدى معظم أهالي مدينة بانياس الساحلية بالسباحة في نهرها الذي يخترق المدينة ليصب في البحر كونهم سبحوا فيه وتجولوا في المعالم الأثرية على ضفتيه كالطواحين والحمامات المائية الأثرية التي استخدمها الأهالي سابقا لطحن القمح وجرش البرغل .
ونهر بانياس من أقصر الأنهار في العالم ينبع ويصب في المدينة بطول كيلو متر واحد.
تقرير: غرام محمد