إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكفيف طارق ورد يدرس المبصرين علوم اللغة بالبصيرة لا بالبصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكفيف طارق ورد يدرس المبصرين علوم اللغة بالبصيرة لا بالبصر

    مستعيضا عن البصر بالبصيرة
    الكفيف طارق ورد يدرس المبصرين علوم اللغة

    حماة-سانا
    فقد الشاب طارق ورد بصره عام 1988 إلا أن ذلك لم يثنه عن تحدي الإعاقة فدخل المدرسة النموذجية للمعوقين بدمشق وتخرج منها متفوقا في العام 2005 ثم انتقل إلى مرحلة نجاح اخرى حيث تخرج من قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة دمشق وهو الان يعمل مدرساً لمادة التربية الدينية ويتابع نشاطه على أكثر من صعيد لاتمام قصة النجاح التي نرويها بفخر.
    والشاب طارق كفيف طموح متعدد المواهب يلعب الشطرنج ويقود الدراجة وأشياء أخرى يعجز عنها المبصرون ويدهشك بحركته الدائبة لينسف مباشرة تلك الصورة النمطية عن الكفيف فيتحرك في المكان بحرية حالما يحفظ تضاريسه معتمداً على ذاكرته المتوقدة ويغريك عند الحديث إليه بأناقة الكلام وعلميته فتنسى انك تخاطب كفيفاً أو تتعامل مع عاجز.
    وفي الحوار الذي أجرته وكالة سانا معه امتلك طارق زمام المبادرة ليجيب عن الأسئلة فاخذ المسجلة التي عرف ماركتها سوني واخذ يتعامل معها بدقة مبيناً أنه بعد تخرجه من مدرسة المكفوفين كرم بإعطائه برنامجا ناطقا باللغة العربية، يتيح له التعامل مع البرامج المختلفة وتصفح الإنترنت،ثم نال الإجازة باللغة العربية من جامعة دمشق بمعدل جيد وتم قبوله في السنة الأولى ماجستير إلا انه اعتذر عن إكمال الدراسة لأسباب مادية وعد بتسويتها بمزيد من العمل وزيادة الدخل.
    وأضاف أنه يجلس خلف حاسوبه الذي يضم 18000 كتاب ساعات طويله ناهلا ما يستطيع من مختلف صنوف المعرفة ثم ينصرف إلى إعطاء دروس تقوية باللغة العربية لعدد من الطلاب فيما يعقد العزم لإعادة شهادة البكالوريا للدراسة لاحقاً في قسم الفلسفة.
    وتابع قائلا إنني وفي ظل فقدان البصر اقتنعت بان رفض الواقع لايفيد بل يجب التعايش معه وعليه فإنني احاول أن انطلق من هنا إلى مستقبل أكون راضيا عنه مادمت قد اقتنعت بأنني إنسان ومن حقي ان أعيش بكرامتي دون ان انتظر احدا لإعانتي بل يجب ان افكر اني استطيع أن انطلق إلى مستقبل احقق فيه جزءاً بسيطاً من طموحاتي واقدم خدمة لمجتمعي.
    وعن تجربته في دمشق قال طارق عشت لوحدي مدة سنتين بعد عودة الأهل الى مدينة سلمية واضطرني الواقع لاكون منفردا مع العلم أن الظروف لم تكن مساعدة لاسيما الأسئلة التي كانت تطرح في المحيط ومفادها أنه كيف سيذهب الى الجامعة كيف سيعيش ويطبخ ..من سيساعده ويأخذه إلى الجامعة لكن هذه الأسئلة كانت المحرض لي لاعطي أجوبة عليها فبدأت اخرج إلى الشارع خروجاً مختلفاً معتمداً أمرين الأول التصور الذهني للشارع والثاني من تقدير المسافة التي تحيط بي وكنت حينئذ اسمع كلمات حول اذني مثل لاتطحش فهذه الكلمات رغم بساطتها لكنها كانت تولد فكرة أن هذا الواقع يجب أن أتعامل معه بجدية ولكن عندما افقد الأمل وتصبح حياتي في خطر فانني اطلب المساعدة دون خجل فمثلما احتاج المجتمع فهو يحتاجني وقد تكيفت مع واقعي تكيفا تاما.
    ويمارس طارق هواياته المتعددة فهو يلعب الشطرنج واشترك في عدة بطولات على صعيد سورية كما اهتم بالبرمجة اللغوية العصبية إضافة إلى مهمة التدريس والتكلم باللغة العبرية التي تعلمها في الجامعة كما انه يعزف على الناي.
    ودعا طارق من يستمع لتجربته للاقتناع بان الفرص متاحة امام الجميع اذا عرفوا كيف يتبعون احلامهم ليحققوها مؤكداً أن الانسان عليه أن يدرك نفسه ليعرفها.
    واما مثله الأعلى فهو ابو العلاء المعري بما قاله في شعره وكتبه فهو يشكل قدورة له حيث عاش خمسة وأربعين عاما داخل بيته لم يخرج منه ولا يدخل عليه الا من يكتب له ومع ذلك فقد طبقت شهرته الافاق.
    يبقى أن نقول إن طارق انسان اجتماعي بامتياز طموح واثق من نفسه كثيرا يؤمن بالمستقبل ولامكان لديه للتشاؤم أو التراجع يعمل بدقة على اكثر من مشروع ولديه العديد من الطموحات يخطط لحياته اليومية وينفذ مايستطيع متجاوزا بكل ثقة العقبات والمصاعب التي تعترضه دون كلل اوملل اوتقاعس منطلقا من المقولة الشهيرة للفليسوف الصيني كونفشيوس ان توقد شمعة خير من ان تلعن الظلام ومتمثلا العبارة الذهبية لسعد الله ونوس أننا محكومون بالأمل.
    أيمن ياغي

يعمل...
X