تويت
المعرفة بالخط، هي غير المعرفة بفن كتابته، والكتابة هنا، حرفة وجمال واتقان، وإتقان الخط هو بكل تأكيد ملكة وموهبة تختلف من خطاط لآخر، ومن الخطوط التي يمكن التوقف عندها “الديواني” الذي يتسم بمزايا عدة فهو من الخطوط الجميلة الذي يتميز بحروفه المتصلة المنمقة، وقد استخدم أول ما استخدم في البلاط العثماني، كما يتسم بانسيابية حروفه، وقد نظر إليه العثمانيون بوصفه كنزاً، كانت تكتب به المراسلات والمخاطبات والفرمانات الحكومية، وكان خطاً رسمياً تكتب به رسائل الحكام والملوك، وكان الخطاطون الذين يكتبونه في كنف السلطنة يحظون بالرعاية، ويحصلون على مزايا ومكافآت كبيرة .مما كتب في شأن هذا الخط أنه يستمد جماليته من حروفه المستديرة والمتداخلة، لذا يصعب أحياناً التمييز بين الألف واللام فيه إن كانا في بداية الكلمة، وقد يلجأ الخطاط إلى ربط الحروف المنفصلة، مثل الراء والواو والألف والدال بالحروف التي تأتي بعدها . هذا وقد تفرع الخط الديواني إلى نوعين من الخط: الديواني العادي، وهو خال من الزخرفة . والديواني الجلي ذلك الذي تكثر فيه العلامات الزخرفية لملء الفراغات بين الحروف، ويستعمل في الزخارف .والخط الديواني من الأنواع المستخدمة بكثرة في حياتنا المعاصرة، لتميزه باللين والطواعية، وإمكانية بسط مدّاته على مساحة اللوحة ليشكل صورة رائعة من الجمال .عربياً، انتشر هذا الخط في أكثر من دولة وعلى الأخص سوريا، حيث برز خطاطون عرفوا باتقانه ومنهم، أحمد شمطة ومأمون يغمور ومحمد ديب جلول، كما عرف عدنان الشيخ عثمان، وخالد الساعي باتقانهما للديواني الجلي، وهؤلاء كلهم فازوا بجوائز المسابقات الدولية لفن الخط، الذي يقيمها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في استانبول “ارسيكا” .يؤكد النقاد أن أول من ابتكر الخط الديواني ووضع قواعده وحدّد موازينه هو التركي إبراهيم منيف، وتاريخياً عرف هذا الخط باسم الريحاني، لتناسق “ألفاته ولاماته” وتداخلها مع ب --- أكثرأكثر...