إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فستان أختي الصغيرة قصة/ محمد تركى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فستان أختي الصغيرة قصة/ محمد تركى

    فستان أختي الصغيرة
    قصة/ محمد تركى
    كنا مجتمعين في انتظار وجبة الغداء ، وكان باب دارنا الكبير المطل على الشارع مفتوحا ، كما كان الباب الأوسط المؤدى إلى المطبخ وباقي الحجرات مفتوحا قبالته ، ليسمح بتحرك نسمة هواء تملأ وسط الدار الواسع الممتد .
    وكان أخي محمود قد سبقني واحتل في الجلوس مكانا بين أبى وجدتي على الحصيرة الكبيرة التي افترشتها أمي وسط الدار .
    وكانت أمي وأختي الكبيرة هناك فى حجرة المطبخ منشغلتين بتحضير الغداء .
    وفجأة خرجت علينا أمي وهى تقبض على يد أختي الصغيرة التى لم تتجاوز الأربعة أعوام ،
    وقالت لأبى :- انظر إلى ابنتك !!
    اعتدل أبى في جلسته وبدا على وجهه الدهشة وقال :- مالها ؟!
    أشارت أمي الى ما في اليد الأخرى لأختي وقالت وهى تحاول أن تقاوم الضحك :- اسألها
    نظرنا جميعا إلى حيث تشير أمي . كان كيسا يبدو أن به شيئا ، قال أبى :- ما هذا الكيس؟
    لم ترد أختي وأطرقت تنظر إلى الأرض في خجل كأنما تتوقع عقابا .
    قال أبى :- تعالى يا صغيرتي .. لا تخافي
    ثم أخذ منها الكيس وفتحه وأخرج منه فستانا صغيرا ، وقال :- إنه فستانك الجديد . وماذا في ذلك!!هل تودين أن تلبسينه الآن؟
    لم ترد الصغيرة !!
    جذبها أبى ناحيته وابتسم لها وقال في رفق : ماذا يا حبيبتي ؟
    هنا قالت أختي الصغيرة بصوت لا يكاد يبين : - خالتي عزيزة
    قال أبى : وما شأن خالتك عزيزة جارتنا بهذا الموضوع ؟
    قالت أختي بصوت أعلى قليلا : فستانها مقطوع
    سألها أبى فى دهشة : وهل تودين أن تعطينها فستانك لتلبسه بدلا من فستانها المقطوع؟
    وردت أختي الصغيرة بصوت واضح مفهوم : نعم .
    انفجرنا جميعا فى الضحك وبدا وجه جدتي فرحا وبانت سنة وحيدة في فمها الخالي من الأسنان وقالت : ستكون كريمة مثل أبيها وأمها .
    وأردفت أمى : مثل أبيها وجدتها .
    ولم يقطع عاصفة الضحك إلا ملامح أبى الجادة فقد بدا وجهه دهشا مشرقا يملؤه فرح كبير .
    وراح يضم أختى الصغيرة الى صدره ويقبلها وقال : نعم يا صغيرتى .. أريدك كذلك
    وحاول بطريقة بسيطة ورائعة أن يقنعها بأن فستانها صغير والخالة عزيزة كبيرة .
    ثم مد يده الى حافظة نقوده وأخرج منها ورقة فئة العشرة جنيهات – وكانت العشرة جنيهات أيامها مبلغا كبيرا -وقال لها : أعطها لخالتك عزيزة ، لكي تشترى لنفسها جلبابا كبيرا وتشترى ملا بس أخرى كثيرة لابنها الصغير .
    ساعتها قلت وأخي محمود :- نعطى النقود لجارتنا يا أبى .
    قال لنا أبى :- بل أختكم الصغيرة التى تعطيها لها بنفسها حتى تتعود على العطاء .
    وبالفعل ما زالت أختي الصغيرة - التي صارت الآن كبيرة – تعطى بلا حدود …
    ولا أندهش كلما ذهبت لزيارتها في منزل زوجها الضابط الهمام ، وأنا أجد مائدتها ممتلئة عامرة بالخيرات .

    (تمت)
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com
يعمل...
X