تويت
أول الشارع
قصة/ محمد تركى
كنا نشعر بسعادة كبيرة عندما نرى الجندي حمدي "ابن شارعنا" مرتديا بذلته العسكرية ، نعرف أن إجازته قد انتهت وأن ساعة سفره قد حانت ، كان يبدو شكله قويا رائعا مختلفا عن منظره وهو يرتدى الجلباب .
نترك اللعب – كلنا ونصمم أن نوصله إلى أول الشارع ونتسابق فيمن يحمل عنه الحقيبة . كنا بالكاد نبلغ طول ساقه ، وبعضنا يصل طوله إلى الحزام الأنيق المربوط حول وسطه .
كنا نعرف أنه يتدرب مع رفاقه هناك بالجيش ليل نهار يعبرون الحواجز ويقفزون من أعلى الجبال .
بعض أهل بلدنا يقولون أنه يستطيع أن يقفز من فوق سطح الدار على الأرض دون أن يصيبه شئ والبعض يؤكد أنه يستطيع أن يقفز الترعة الواسعة على حدود بلدتنا بكل سهولة .
وعم فخري أفندي كان يقول أنه يستطيع الآن بمفرده أن يغلب سبعة وستين من جنود الأعداء ويستطيع أن يرفع العلم عاليا .
وعندما نصل إلى أول الشارع ، نعطيه حقيبته ثم يسلم علينا واحدا واحدا .
قلنا له ذات مرة : خذنا معك ، ابتسم وقال : دوركم سيأتى فيما بعد .
ويمر الشهر ونراه قادما عند أول الشارع ، فنطير إليه ويتعلق بعضنا برقبته ويحمل اثنان عنه الحقيبة
وهكذا مرة بعد مرة .. وآخر مرة أوصلنا فيها ، حمل حقيبته بنفسه . وكانت خطواته سريعة فسبقنا ، غير أننا أدركناه عند أول الشارع فلوحنا له بأيدينا ولوح لنا .
ومن يومها لم نره ، ولم يهل علينا عند أول الشارع ، ولكننا رأينا عند أول شارعنا لافتة حلوة معلقة مكتوب عليها بالخط العربي الجميل "شارع البطل حمدي" وشاهدنا أيضا في المنطقة الواسعة عند أول شارعنا مدرسة جديدة جميلة تحمل اسمه ، ويظهر فيها علم عال مرفوع .
(تمت)
قصة/ محمد تركى
كنا نشعر بسعادة كبيرة عندما نرى الجندي حمدي "ابن شارعنا" مرتديا بذلته العسكرية ، نعرف أن إجازته قد انتهت وأن ساعة سفره قد حانت ، كان يبدو شكله قويا رائعا مختلفا عن منظره وهو يرتدى الجلباب .
نترك اللعب – كلنا ونصمم أن نوصله إلى أول الشارع ونتسابق فيمن يحمل عنه الحقيبة . كنا بالكاد نبلغ طول ساقه ، وبعضنا يصل طوله إلى الحزام الأنيق المربوط حول وسطه .
كنا نعرف أنه يتدرب مع رفاقه هناك بالجيش ليل نهار يعبرون الحواجز ويقفزون من أعلى الجبال .
بعض أهل بلدنا يقولون أنه يستطيع أن يقفز من فوق سطح الدار على الأرض دون أن يصيبه شئ والبعض يؤكد أنه يستطيع أن يقفز الترعة الواسعة على حدود بلدتنا بكل سهولة .
وعم فخري أفندي كان يقول أنه يستطيع الآن بمفرده أن يغلب سبعة وستين من جنود الأعداء ويستطيع أن يرفع العلم عاليا .
وعندما نصل إلى أول الشارع ، نعطيه حقيبته ثم يسلم علينا واحدا واحدا .
قلنا له ذات مرة : خذنا معك ، ابتسم وقال : دوركم سيأتى فيما بعد .
ويمر الشهر ونراه قادما عند أول الشارع ، فنطير إليه ويتعلق بعضنا برقبته ويحمل اثنان عنه الحقيبة
وهكذا مرة بعد مرة .. وآخر مرة أوصلنا فيها ، حمل حقيبته بنفسه . وكانت خطواته سريعة فسبقنا ، غير أننا أدركناه عند أول الشارع فلوحنا له بأيدينا ولوح لنا .
ومن يومها لم نره ، ولم يهل علينا عند أول الشارع ، ولكننا رأينا عند أول شارعنا لافتة حلوة معلقة مكتوب عليها بالخط العربي الجميل "شارع البطل حمدي" وشاهدنا أيضا في المنطقة الواسعة عند أول شارعنا مدرسة جديدة جميلة تحمل اسمه ، ويظهر فيها علم عال مرفوع .
(تمت)