ستعيش رغم هراوة الحكام شعر : جلول بن يعيش


قصيدة لتعرية الإعلام الأعمى الذي يكتب بالممحاة
ستعيش رغم هراوة الحكام
ما لم تصبك قذائف الإعلام

فالحرف يا شعراء نبع سائغ
إن لم ترده بهائم الأقلام

والشعر يا رؤساء نجم ساطع
مترفع عن نجمة الأعلام

حاشاك يا وطني فأنت منزه
عندي عن الأهواء والأحكام

لكنني أبدي جفاء بداوة
فأنا أهش به على الأغنام

لولا الجفاء لما كتبت قصائدي
ولما كشفت صحائف الألغام

لا تحسبوا أن الجفاء كحية
تسعى لتبلع مخرج الأفلام

ما جئتكم برسالة أو آية
لا دين بعد ديانة الإسلام

لا خوف من سحر ولا من ساحر
لا عبد أو معبود في الأهرام

ومن المحيط إلى الجزيرة لا أرى
من يدعي ربا من الأصنام

بل جئتكم بحكاية مبصوقة
من حلق عصر الظلم والإجرام

مبصوقة في وجه من غنوا له
واسـتأنسوا بالرقص والأنغام

تلك الثقافة بالسخافة أُلحقت
فهل الحروف لها بنو الأعمام؟

حتى الوقائع بالصحافة صُحّفتْ
صفحاتها غطتّ على الأورام

لم تشتغل إلا بأمر أميرها
زادت له صفرا مع الأرقام

أخبارها مدهونة بدهائه
في لعبة التجويع والإطعام

والشعب في المأساة يأكل صبره
ويوسّد الآمـــــال للآلام

إعلامنا العربي بوق عصابة
استأثرت بموارد الأقوام

قد كان يدعمها وينشر إفكها
بين الشعوب على مدى الأعوام

تبا لإعلام يمزّق أمّـــــــــــــة
بوسائل التلبيس والإعتام

يا أمة قد صار يُصنع مجدها
من جلدة للرّكل بالأقدام

يا أمة قد كان يملك أمرها
إعلامها المفتول بالأوهام

آن الأوان لأن تثوري ضدّهم
وتحققي ما كان كالأحلام

فالدهر ينشر سفره كي تكتبي
"لا للطغاة " بلهجة الإحجام

لا للذي في الذل مرغ أنفنا
ارحل فقد دسنا على الإرغام

ريح الشعوب إذا سمعت أزيزها
عضّيت من كمد على الإبهام

ارحل فلا غفران يا من خنتنا
وسطوت بالترويض والإلجام

فنظامك المنخور أصبح نكتة
أبطالها جمع من الأقزام

نعم الشباب شباب ثورتنا التي
قد أشعلت بفتائل الأجسام

سحقا لحكم طال شؤم بقائه
بالقمع والتعذيب والإعدام