عندما تسرق الورد
أبق بذراً في الأصيص
و اسقه ماءً
و اقرأ عليه صلاتك و اعتذر
ليس عن سرقة الورد
فالورد دوماً ينتظر

ثم يمم شطر بحر
و بلل في الماء ساقيك
و انحت على الماء اسمك
و اسم الورد
أو انحت عليه اسمين
فالأسماك تجوع بلا أسماء
نرسمها على الماء

و اجلس على الرمل تذكر
جروح الورد
اصنع قبلها كأس خمر الذاكرة
و تحرر من ضجيج الحاضرة


ثم غادر كرة الأرض إلى داخلها
فثمة من قرر أن يزرعك
حيث قطف أبلهاً جديداً


و اجمع في الخيال جيش المجانين
نظمهم في صفوف الحلم
و بلغ كل أبله على الطريق
مقابل صحن العصيدة
و الحلة الجديدة
و الزواج الهندسي
اليبدأ بذكر و أنثى
ثم يملأ الأرض نملاً و حروباً
ثم استفق !

و قل : يا أرض !
ألم تملي
ندب عليك نجلدك
نبول ، و نبصق ، و نقتل ، و نسرق .... نخون
ثم نبلع صحف الله
أنا تائبون
و في الشمس
نعود إلى فقئ العيون
ألم تملي
يا أمنا الأرض ؟
ألم تتقيئي منا ؟
أم أنك مثلنا تقطفين و تزرعين
و تقطفين و تزرعين
ثم تنبتين
مرة تموتين و مرة و مرة تزرعين
أموت قبلك يا أرض
و أدخل في التراب لأسألك
أماه
لماذا أزرع ثانية ؟
مللت إعادة العيش
آلاف السنين
بل ........
ربما برغم كل شيء
أرجوك يا أرض
عندما تزرعي الناس
لا تنسي ... أول العاشقين !

عندما تسرق الورد
يا صاحبي
أبق بذراً في الأصيص
و اسقه ماءً
و اقرأ عليه صلاتك و اعتذر
ليس عن سرقة الورد
فالورد دوماً ينتظر