إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أغان وطنية لا ترقى إلى كعب الثورة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أغان وطنية لا ترقى إلى كعب الثورة العربية


    حليم كان نجم ثورة 23 يناير 2011 مثلما كان نجم ثورة 25 يوليو 1952

    في غمرة ثورة 25 يناير، سارع مشاهير الغناء إلى خطب ودّ عاصمة الفن العربي، وتدفّق سيل عارم من الأغاني "الوطنية" المصرية والعربية، التي تتغنّى بـ"ثورة الغضب".

    ومثلما فجّرت ثورة 23 يوليو 1952 قريحة الشعراء والملحنين وأطلقت العنان لحناجر المطربين المصريين والعرب، ليصدحوا بأغان تحيّي ثورة الضبّاط الأحرار؛ أثارت "ثورة 25 يناير2011"، شجون عديد المطربين الذين قرّروا الغناء لأبطال ميدان التحرير.

    تامر حسني، قال إنه سيقدم "ألبوما" كاملا يحمل عنوان "25 يناير" وخصص كل أغنياته لثورة الشعب المصري بكل طبقاته؛ فربما بهذه الخطوة يحفظ بعضا من ماء وجهه بعد أن طرده شباب ميدان التحرير؛ وأهدت أنغام شباب الثورة أغنية "يناير"، فيما أهداهم محمد حماقي أغنية "دايما عايشين".. كما لم يغفل شعبان عبد الرحيم، الذي سبق وانتقد أحداث "جمعة الغضب"، عن التعبير عن ثورة الشعب المصري... والقائمة تطول لتشمل عديد الأسماء، في محاولة من البعض لتدارك ما بدر منهم من انتقاد للثورة، ومحاولة من البعض الآخر لتسجيل حضورهم في هذه اللحظة الهامّة من تاريخ مصر.

    كما أثرت أحداث الثورة المصرية في الفنانين العرب، فالفنانة اللبنانية كارول سماحة قالت إنها عايشت عن كثب معاناتهم اليومية، وستعبّر عنها من خلال أغنية هي بصدد التحضير لها؛ والفنان الإماراتي حسين الجسمي أهدى الشعب المصري أغنية بعنوان "أهل كايرو2"، وكذلك سجّلت الفنانة السورية أصالة أغنية "يا مصر"، ومثلهما فعل الفنان العراقي ماجد المهندس الذي تغنّى بـ"أم الدنيا"...

    ومثلما غنّى الفنّانون لثورة يوليو، إما تقربا من الضبّاط الأحرار، بعد أن كانوا يغنّون للملك وحاشيته، وإما إيمانا عميقا بمبادئ الثورة وحبا حقيقيا لعبد الناصر.. ليس مستغربا أن يهطل علينا هذا الكمّ من الأغاني "الوطنية" التي تتقرّب من "الشباب الأحرار"، بعد أن كانت تتقرّب من مبارك وبطانته..

    ولكن الفرق شاسع بين أغاني 23 يوليو، وأغاني 25 يناير، وخير دليل على ذلك أن شباب الفضائيات و"الفايسبوك" لم يلتفتوا إلى أغاني "ثورة يناير" ولم يعيروها اهتماما، وهم في أوج ثورتهم، بل علا صوتهم بأغاني ثورة يوليو التي سمعوا عنها وارتبطوا بفنّانينها رغم أنه لم يعاصروهم.. وكان عبد الحليم حافظ نجم ثورة 23 يناير 2011 مثلما كان نجم ثورة 25 يوليو 1952.

    ولكن، وعلى ضوء ما تعوّدنا عليه، من خطوات مشابهة، في كلّ مصاب أو حدث في الوطن العربي، وما سمعناه، سابقا، من أغان "وطنية" ملأت الفضائيات والإذاعات صخبا، من المتوقّع فشل هذه الأغاني.. مثلما فشلت الأغاني "الوطنية" التي ظهرت خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في صيف 2006، وعلى غزة في شتاء 2008، وخلال الغزوالأمريكي على العراق، وقبل ذلك الانتفاضة الثانية، واستشهاد محمّد الدرة، وغير ذلك من الشدائد والأزمات،.. وهي أحداث كانت الصدارة فيها، كالعادة لـ"القديم"، لأغاني فيروز ومارسيل خليفة وأحمد قعبور وغيرهم..

    لا أحد له الحقّ أن يشكّك في وطنية أي فنان أو انتمائه العربي؛ إلا أن ما ظهر من أغان خلال تلك الأحداث، جاء على عجل، وفشلت تلك الأغاني الوطنية الجديدة لأن كلماتها كانت تنقصها العفوية وافتقدت إلى الصدق في ألحانها، ولم ترق إلى مستوى الحدث القومي، مثلما هي الآن لا ترقى حتى إلى كعب الثورة العربية التي تمتد من بلد إلى بلد.

    أغاني ثورة 25 يوليو، وما أعقبها، نجحت، في زمن لم تكن فيه هناك فضائيات ولا انترنت، في أن تكون رديفا "للوحدة العربية"، حيث حمّست الأناشيد والأغاني التي تبثّ عبر الإذاعة- الرابط الوحيد بين الشعوب العربية- الفدائيين في الجزائر، ودعمت ثوّار تونس، وتغنّت بالوحدة بين سوريا ومصر، وفجرت ثورة اليمن....

    وبعد أن خمدت نيران الثورات وظهرت "أكذوبة السلام"، التي أدخلت العرب في ماراثون لا يهدأ من التنازلات والمساومات على قضاياهم الجوهرية شهدت الذائقة الفنية العربية هبوطا حادا غشت خلالها الشعوب العربية غمامة سوداء، وتراجعت الأغنية مثلما تراجع كل شيء له قيمة.

    ومع اتساع رقعة الفضاء الإعلامي وانفتاحه وخفّ وهج الأغنية "الثورية الوطنية" وعجزت أغلب أغاني "المقاولات الوطنية" عن أن تصمد، وفشلت في أن تصبح من مآثر الأغاني التي نتذكرها في نكباتنا وثوراتنا وأمجادنا.. بعد أن ولّى زمن عبد الحليم وحلّ زمن شعبان عبد الرحيم..

    وانتشرت الأغنية الوطنية، بمفوهمها الثوري، بالخصوص خلال حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، مع تطور الأحداث في المنطقة؛ إلا أن هذا الفن ترجع أصوله إلى عقود ماضية، خاصة ثورة 1919 مع أغاني سيد درويش، وكان له دور جوهري خلال فترات الاستعمار والجهاد في سبيل نيل الاستقلال، ومثّل صوت المقاومة وسلاحها لتشجيع الشعب واستحثاث همته..

    وفي السبعينات برز نوع آخر من الغناء "الوطني السياسي" قاده أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، نفض عن كاهله أغاني تمجيد الثورة، وانتقل من ساحة الحرب إلى أزقّة المجتمع وحاراته، فانتقد الأوضاع الاجتماعية المتردية مثلما انتقد النظام؛ وهو النوع الذي تحتاج إليه الشعوب العربية في الفترة الراهنة، في ظلّ ما تتعرّض له من ظلم واضطهاد على أيدي حكوماتها.

    واليوم، ومع ما تشهده البلاد العربية من ثورات، فإن أضعف الإيمان لنصرة ثورة "الغلابة"، أن ينضمّ اللحن والصوت، إلى ساحة "الجهاد"، وأن تترجم الكلمات بصدق الفرح الحقيقي بالانجاز التونسي والمصري؛ هذا الانتفاضة المهيبة التي حرّكت جمود الوعي العربي وحرّرته من قيود كبّلته لسنوات طويلة، والتي تكاد تكون أول حدث تاريخي يكون العرب أبطاله، منذ دخول القرن الواحد والعشرين.

    ومع بداية هذا العصر الجديد ونسمات الحرية العليلة، التي تطلّعنا إليها لزمن طويل، تهبّ على الوطن العربي، لابد من وجود ثورات مماثلة في مجالات كثيرة من بينها الغناء؛ فكم هي محتاجة الأغنية العربية وميدان الفن عموما، باعتباره أكثر المجالات تأثيرا في الشعوب، إلى ثورة جديدة معاصرة تعيد للغناء بريقه وقوته!.. وكم هو محتاج الشعب العربي إلى أغان تنطلق من الوعي بالوضع الراهن، الذي يختلف بالتأكيد عن وضع السنوات الماضية!.
    فليشهد العالم نحن
    اسياد لا
    عبيد
    وكل يوم
    يولد
    فينا شهيد
    ----------
    -------------

  • #2
    رد: أغان وطنية لا ترقى إلى كعب الثورة العربية

    احب الابحار على سفينتك الهادئة
    دائماً هناك حقيقة براقة تترامى على الأفق بسمو
    دائماً هناك شاطيء آمان يستلقي الوردة قربه على طمئنينة
    هكذا أنت أبو إيهاب
    قلم يغور في عمق الحقيقة
    لا يتناول منها إلا صدقها

    وبياض نياتها
    لروحك باقات ورد
    واحترامي
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق


    • #3
      رد: أغان وطنية لا ترقى إلى كعب الثورة العربية




      فليشهد العالم نحن
      اسياد لا
      عبيد
      وكل يوم
      يولد
      فينا شهيد
      ----------
      -------------

      تعليق

      يعمل...
      X