إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تبحث الآثار الأفغانية التي تعود لآلاف السنين عمن يحميها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تبحث الآثار الأفغانية التي تعود لآلاف السنين عمن يحميها



    وادي باميان من أهم المناطق الأثرية الأفغانية
    آثار أفغانية تعود لآلاف السنين عمن يحميها

    كابول- يضرب عالم الآثار يده في الارض ويقول "التمثال هنا"، فعلى عمق أمتار عدة تحت سطح الأرض دفنت قطع عائدة لتمثال اكتشف عام 2008 في هذه المنطقة من باميان وسط أفغانستان، خوفا عليه من السرقة أوالتلف.

    وتقع هذه المنقطة على سفح منحدرات جبلية خلابة ذاع صيتها عالميا بعد أن عثر فيها على تمثالي بوذا فيها احتضنتهما في صخورها لمدة 1500 عام، قبل أن تدمرهما حركة طالبان عام 2001.

    وبعد عشر سنوات على التدخل العسكري الغربي الذي اطاح بحركة طالبان من السلطة، يبدو أن الكنوز الأثرية في هذا البلد العائدة لحضارة غندارا في الألفية الأولى للميلاد، تحظى بحماية نسبية في أفغانستان.

    والموقع الذي أشار إليه عالم الآثار الفرنسي من أصل أفغاني زماريالي تارزي البالغ من العمر 75 عاما الذي يشرف على أعمال التنقيب في باميان هو ساحة شاسعة تشبه نصف ملعب كرة قدم تفصل بين المحاصيل والمنازل.

    وتحت سطح الأرض، تغطي اطنان من الحصى بقايا تمثال ممدد لبوذا يبلغ طوله 19 مترا، إضافة الى معبد صغير وعشرات التماثيل.

    ويقول عالم الآثار "نغطي كل شيء، لأن الأراضي خاصة، ولكي نمنع النهب".

    وفي محيط هذا المكان، وعلى امتداد مئات الأمتار المربعة من الأراضي الزراعية أو السكنية، يرقد تحت الأرض تراث أثري تاريخي استثنائي، بحسب عالم الآثار هذا الذي يوضح "خلال السنة الأولى، بدأنا التنقيب عن الآثار هنا، على مستوى حقول البطاطا".

    والأوضاع التي تعصف بأفغانستان، حيث الحروب والنزاعات مستمرة منذ أكثر من ثلاثين عاما، تفرض هذه الطريقة في التعاطي مع الآثار، بخلاف الحال في البلدان الأوروبية حيث يؤدي اكتشاف آثار عمرها آلاف السنوات كهذه الى أعمال تنقيب واسعة النطاق يليها عرض للآثار المستخرجة.

    ويقول برندان كاسار رئيس بعثة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو": "أفضل مكان هنا لبقايا الأثرية هو تحت الأرض"، فهكذا تتم حمايتها من اللصوص والشتاء القارس والثلوج.

    ويوضح فيليب ماركيز مدير بعثة الآثار الفرنسية في افغانستان "99,9% من المواقع الأثرية تعرضت للنهب على نطاق كبير نسبيا"، مبديا أسفه لأنه يكفي للمهربين أن يدفعوا لعمالهم "أربعة دولارات أو خمسة في اليوم لإلحاق أضرار لا تعوض ببلدهم".

    ويرى برندان كاسار أن حل هذه الازمة يمر من خلال التثقيف ورفع الوعي، لكن الامر يتطلب أيضا تحركا دوليا عن طريق الشرطة الدولية "انتربول".

    فهذه الآثار التي تشترى بثمن بخس في أفغانستان، تباع في العواصم الأوروبية والآسيوية مقابل مبالغ باهظة، ولا شك في أن مشتريها يتمتعون "بثقافة عالية"، بحسب تعبير كاسار.

    وقد أدرجت منظمة اليونسكو وادي باميان في قائمة المواقع المهددة في العام 2003، وهو يضم حصونا ومعابد قديمة ورسومات كثيرة.

    لكن مواقع أثرية أخرى في افغانستان لم تحظ بما حظي به وادي باميان من اهتمام، مثل منطقة هادا شرق البلاد، التي اشتهرت في ما مضى بآلاف التماثيل البوذية التي تعود الى ألفي سنة، والتي ضربتها الحرب الأهلية في التسعينيات.

    وتعاني هذه المنطقة من تبعات كثيرة غير مباشرة للحرب الاهلية. فإحدى المدن القديمة العائدة للقرن الحادي عشر اصبحت موطنا للنازحين هربا من المعارك في عسكر قاه عاصمة اقليم هلمند جنوب البلاد.

    كما أن بعض المشاريع الصناعية لا تساهم في توفير بيئة مواتية للآثار.
    فإحدى المدن الأثرية البالغة مساحتها أربعة كيلومترات مربعة، مهددة جراء وجود منجم لاستخراج النحاس في ايناك جنوب كابول.

    وتقول حبيبة صرابي حاكمة باميان "إن القضايا الثقافية لا تقع ابدا ضمن الاولويات. إذ أن الأولويات تقتصر على الأمن الذي يستنفد 40% من ميزانية الدولة الافغانية".
    اما فريد حيدري، عالم الآثار الافغاني، فيشكك في ربحية هذه المبادرات، في ظل تخوف من عودة الحرب الاهلية أو عودة حركة طالبان الى الحكم بعد انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان المرتقب في نهاية العام 2014.

    ويقول "خُصصت أموال كثيرة لترميم تمثالي بوذا العملاقين بعد تدميرهما في العام 2001، فما الفائدة من ترميم أي شيء اذا كان مسلحو طالبان المتمركزون على بعد 20 كيلومترا من هنا سيعودون ويدمرونه؟".
يعمل...
X