إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مهنة صناعة البحرات حرفيون دمشقيون يحافظون عليها من الاندثار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مهنة صناعة البحرات حرفيون دمشقيون يحافظون عليها من الاندثار

    سعر الواحدة منها يصل إلى أكثر من ألفي دولار
    حرفيون دمشقيون يحافظون على مهنة صناعة البحرات من الاندثار

    دمشق - سانا
    برع الدمشقيون طيلة قرون مضت في إنتاج التحف الفنية من الرخام المجزع والملون والفسقيات "البحرات الصغيرة" ورغم تراجع هذه المهنة إلا أن عددا من العائلات مازالت تمارسها وتبتكر منها منتجات جديدة باستمرار.
    وينحت أكرم المسوتي.. حرفي ماهر الرخام والبحرات والفسقيات التي تزين البيوت والمزارع والتي تجد طريقها إلى قصور أمراء الخليج والصالونات في ألمانيا وفنلندا والدنمارك وإسبانيا وإنكلترا وغيرها من الدول في العالم الغربي ومن دمشق انتقلت هذه الحرفة إلى المغرب العربي.
    ويؤكد المسوتي أن هذه المنتجات تصنع من الأحجار الطبيعية وبألوانها الطبيعية فقد أبدع الفنان الدمشقي من الحجارة نوعا من هذا العمل سمي المشقف ويعتمد على تقطيع الحجارة الملونة بأشكال هندسية مختلفة تشكل بتجمعها ما يسمى بالفسقيات أو البحرات الشامية وهي فن يعود إلى العهد المملوكي.
    وبعد انتقال هذا الفن إلى المغرب اعتمد المغربيون على صب مواد اسمنتية تسمى الزليج تلون وتصبغ بألوان مختلفة وهي ليست حجرية بل مكونة من مواد كلسية بديلة لصعوبة قص الأحجار بينما الفنان الدمشقي كان يقطع الأحجار يدويا باستعمال أزاميل خاصة ذات رؤوس من الماس والأن بواسطة مناشير خاصة.
    وأوضح المسوتي أن هذه البحرات كانت تصدر إلى دول الخليج العربية مع المجالس العربية التي تصنع في سورية وهي لازمة حيث لايخلو أي مجلس عربي منها حيث تتراوح أسعارها بين 10- 100 ألف ليرة سورية أي مايعادل 200 -2000 دولار كانت حركة تصديرها قوية جدا ولكن الأن أصبحت قليلة بفعل ضعف الطلب عليها جراء تداعيات الأزمة المالية العالمية.
    ولفت إلى أن هناك نحو عشر عائلات في دمشق تصنع هذه الفسقيات منها عائلته و آل الايوبي والبعريني.
    ويؤكد مدير آثار دمشق القديمة في وزارة الثقافة الدكتور غزوان ياغي أن هذه الحرفة كانت نتيجة طبيعية لما كانت عليه دمشق من واحة غناء تحيطها الغوطتان وتزخر بمياه بردى والفيجة وغيرها من الينابيع ما أسهم في ارتفاع شأن مثل هذه الحرف المهمة ومنها صناعة الفسقيات والبحرات والشادروانات.
    والشادروان مصطلح فارسي يطلق على حلية معمارية كانت مشهورة في بيوت دمشق تعود إلى فن العمارة العربية وهذه البحرات والفسقيات والشادروانات كانت تستعمل لتجميل القاعات إذا كانت داخلية وتبريدها صيفا ولإعطاء جمالية للبناء الخارجي.
    وكانت تعتمد على العبقرية التي أظهرها العرب في آلية توزيع المياه في دمشق وغيرها من المدن العربية والغربية عبر نظام الطوالع والحصص وهناك أمثلة رائعة على هذا الفن الدمشقي الخالص في قصر العظم.
    وأشار ياغي إلى ما نقله الرحالة ابن جبير عن دمشق في القرن الساس الهجري عن وفرة المياه والينابيع فيها حيث قال.. وكأن أرضها قد كرهت الماء فاشتاقت إلى الظمأ.
    عماد الدغلي

يعمل...
X