Announcement

Collapse
No announcement yet.

ممدوح السكاف - شيخ شعراء حمص تكرمه جمعية شعر - سوزان إبراهيم - إعداد فريد ظفور

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ممدوح السكاف - شيخ شعراء حمص تكرمه جمعية شعر - سوزان إبراهيم - إعداد فريد ظفور


    ممدوح السكاف
    شيخ شعراء حمص تكرمه
    جمعية شعر
    (( بين واديي عبقر و العاصي ))
    سوزان إبراهيم
    العروبة
    إعداد : فريد ظفور
    بلى.. كانت أطياف دمع كاد يحلق في فضاء عينيه وهو يقبل صديق العمر الجميل إذ ينصت لكلمات تبريك عولجت بإكسير حبٍ معطر بذكريات نصف قرن الصداقة..
    هكذا رأيته وهو يتلقى تهاني صديقه عبد الكريم الناعم في لقاء حميمي جمع الكثير من شعراء سورية للاحتفاء بيوم الشعر العالمي وتكريم شيخ شعراء حمص.. ممدوح السكاف.‏
    ممدوح السكاف بين وادي عبقر والعاصي
    كان عنوان الندوة التكريمية التي أقامتها جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب ضمن نشاطها الشعري واختارت حمص مركزها الثقافي مكاناً للقاء والاحتفاء والتكريم.‏
    حمص وأسرار العاصي‏
    حمص مدينة الشعر والشعراء التي طالما منحها العاصي كثيراً من أسراره منحت الشعر قامات عالية منذ ديك الجن, تراهن اليوم وهي تحتفي بالشعر وتكرم أحد مبدعيه على ان الشعر ما زال أحد النوافذ الممكنة بحثاً عن الجمال الانساني..‏
    وأنه (مورد الحب وبوصلة القلق), ( الاقدام والغفران.. الهمة والتاج والعرفان )..‏
    على روحك السلام‏
    درجت العادة في الاجتماع الشهري لجمعية الشعر ان تقدم قراءات شعرية لشاعر ما وقد اختيرت مقاطع من شعر الشاعر الراحل موريس قبق- الحمصي- الذي يعد محطة هامة في تاريخنا الشعري الحديث: أكاد أحس انتهائي, مرارة موتي, استحالة عيني فحمة نبوءات فكري الرهيف, تشق الضباب, ترى في دهاليز عتمته ..
    غياب غير مسوغ‏
    كان من المفترض ان يشارك في الندوة تلك, أربعة شعراء يقدمون قراءات نقدية في تجربة ممدوح السكاف لكن ثلاثة منهم غابوا عن المناسبة ولا أحد يعلم الاسباب وهم الشعراء: عبد القادر الحصني-سعد الدين كليب ومحمد حمدان وبقيت قراءة الدكتور الشاعر نزار بريك هنيدي وحيدة., قدم هنيدي قراءته تحت عنوان استنبطه من عنوان الندوة: ممدوح السكاف بين قصيدتين حيث اختار من شعر المكرَّم قصيدتين الاولى بعنوان ( انتظار ) من ديوانه (في حضرة الماء) الصادر عام 1983 تنتمي الى نمط شعر التفعيلة أما الثانية فهي بعنوان (أحلام أمير الرماد) اختارها من ديوان ( الصومعة والعنقاء) ا لصادر عام 2003 وتنتمي الى قصيدة النثر.. إذاً هما قصيدتان يفصل بينهما 20 عاماً وقد حاول الناقد تلمس خطوطاً رئيسة ثلاثة هي : وصف الواقع,حال الشاعر, وانتظار الحبيبة المخلصة.‏
    بعد شرح مطول مدعم بشواهد شعرية من القصيدتين رأى نزار بريك هنيدي ان ثمة تشابهاً كبيراً في تصوير الواقع وحال الشاعر وطبيعة الحبيبة المنتظرة في القصيدتين وموقف الشاعر منها ولكنه يرى أيضاً ان هناك فروقاً هامة بينهما ففي /انتظار / لم يكتف الشاعر ينعت الواقع بالعتمة والقحط بل أشار الى عدد من العوامل التي تشخص الأسباب الكامنة وراء كل ذلك البؤس أهمها الرواسب الفكرية والاجتماعية المختلفة التي تنخره من الداخل, أما في قصيدة /أحلام أمير الرماد/ فإن الشاعر يرسم صورة الواقع القائم الصلد دون أن يكون معنياً على الاطلاق بتشخيص الأسباب والفرق الثاني الهام من وجهة نظر هنيدي أن ممدوح السكاف في قصيدته الأولى جعل الحبيبة تحمل كل صفات الثورة فألبسها لباساً عقائدياً قومياً وتقدمياً, بينما لم تتجلَ في القصيدة الثانية إلا كطيف أو وهم أو ذكرى.. إذاً كان الشاعر في قصيدته الأولى مُصراً على لعب دوره الطليعي- وفقاً ل هنيدي- لكنه في القصيدة الثانية استقال من ذلك الدور وأصبح عاشقا للظل- يجلس في المقاعد الاخيرة يصلي من أجل خلاصه الفكري, لقد أصبح كائناً هامشياً عاجزاً ومعزولاً, وهذه الفروق تشكل المرجعية الفكرية والأساس النظري الذي قامت عليه قصيدة النثر كما يرى دارسوها ومنظروها, إنها المعادل الفني للاختلاف في نظرة الشاعر للواقع الذي يعيشه وموقفه منه وتبدل مكانته فيه وتغير فهمه لطبيعة الشعر ووظيفته .‏
    شهادات حب‏
    تتالت كلمات الحب والتبريك للشاعر ممدوح السكاف من عدد كبير من الشعراء والأصدقاء منهم : شاكر مطلق الذي قال: إن ممدوح يحمل رومانسية شفيفة ولديه شيء من الحزن والإحساس بالعدمية المدركة لزوال الكينونة.. هكذا يكتب الشعر, وكان هناك أيضاً عبد النبي التلاوي ونزار بني المرجة ومعتصم دالاتي ومحمد راتب الحلاق وفايد ابراهيم وغيرهم, لكن اللافت إضافة الى كلمات الحب والمباركة ان معظم المتحدثين أنكروا على الشاعر نزار بريك هنيدي ما ذهب إليه في قراءته النقدية معتبرين أنه حمّل القصائد أكثر مما تحتمل والنفحة الإيديولوجية لا وجود لها في القصيدة التي تناولها فهي تتحدث عن انكسارات الشاعر مع أحلامه والمرأة هي رمز ذلك الحلم.‏
    ممدوح السكاف وتأريخ شعر حمص‏
    الدكتور عبد الإله النبهان وفي مباركته لممدوح السكاف عبّر عن حزنه لغياب ثلاثة من الشعراء بشكل غير مبرر وغير مقبول راجياً من جمعية الشعر أن تجعل مما حصل مقدمة لندوة تكريمية موسعة ولائقة بالشاعر ممدوح السكاف فهو بها جدير .‏
    وقال: إن ما كتبه السكاف عن ذكرياته مع شعراء حمص أمثال محي الدين الدرويش ورفيق فاخوري ورضا صافي وغيرهم أصبح وثيقة من وثائق الأدب في تاريخ هذه المدينة وزاد على ذلك إصداره لكتابه الهام جداً عن الشاعر عبد الباسط الصوفي ويطالبه بنشر كتابه عن الشاعر وصفي قرنفلي.‏
    الدراسات النقدية وضيق الرؤية‏
    الشاعر عبد الكريم الناعم الصديق المعتق على مدى نصف قرن لممدوح اسكاف قال: لم أستطع اقناع نفسي بأن أظل صامتاً . لقد دفعني لهذا الكلام ذلك ا لزمن الطويل من العلاقة الحميمة والعميقة مع ممدوح .. إنه من الجيل الشعري الذي يجب التوقف عنده بدقة وبعمق فقد كتب العمود والتفعيلة وقصيدة النثر, هذا الجيل الذي ثبت جذوره في كل شكل من أشكال الشعر والذي يعد ممدوح السكاف واحداً من رموزه يحتاج الى دراسة معمقة في الخيال والصورة وتطورها وفي الأبعاد النفسية والايقاع وكل جماليات القصيدة الشعرية وهنا أغتنم الفرصة لأقول إنه لمن المؤسف أننا في سورية نفتقر الى الدراسات النقدية الجادة الموسعة وعلى عكس ما يجري في أقطار عربية أخرى إذ يكرس نقادها كتاباتهم لشعراء أقطارهم وهذا ليس عيباً- هو عيب قطري فقط-لكنه من ناحية أخرى يشكل مسؤولية ففي جامعة عمان على سبيل المثال هناك دراسات ورسائل ونصوص قدمت عن شعراء معاصرين هم ليسوا أكثر من تلاميذ بالنسبة لشاعر كممدوح السكاف بينما تحظر جامعاتنا هذا الأمر وتعتبره مخالفة وأنا أستغرب هذه العقول التي تدير هذه الجامعات فأي جيل سوف تخرّجه ما دامت على مثل هذا الضيق من الرؤية.‏
    مفاجأة على أبواب السبعين‏
    بكثير من العتب الرقيق قال السكاف في كلمات قليلة ما خبأه عبر سنوات لكنه رغم ما يمر في شريان من شرايين قلبه من حب ورغبة في قول الكثير فضل ألا يفعل معتبراً أن المناسبة ليست موقفاً للثرثرة النقدية او الشعرية أو الكلامية وقال:كي تبقى شاعراً, ينبغي ان تظل طفلاً: لا شيء في الوجود يشبه الدهشة والمفاجأة لطفل مثل أن تقدم له هدية ليس محتسباً لها وأنا انتظر المفاجآت منذ دهور .. صدقاً أقول لكم لقد فوجئت حقيقة بهذا اللقاء الشعري يكرّس لي.. ما الذي يحصل ?!‏
    في العام القادم سأضع رجلي- إذا كتبت لي السلامة- في السبعين .. وإذا بي أتذكر !! إنها للفتة كريمة ولغة جديدة بالنسبة لي سعيد بها كل السعادة كطفل يُدهش :‏
    وأضاف السكاف: لم يسعدني شيء في حياتي قدر سعادتي في عملي بتكريم زملائي وتأبينهم كنت وما زلت أشعر أن تكريم زميل لي هو تكريم للأدب والكلمة والمعرفة والثقافة والحياة وأن تأبينه يحمل المعنى نفسه وأنا بذلك متفاخر ليس كفرد وحده وإنما كفرد يعمل ضمن مؤسسة-وفي الختام وجه تحية حب للجميع.‏
    وخص بها أصدقاء العمر الجميل (عبد الكريم الناعم- شاكر مطلق ومعتصم دالاتي).‏
    مفاجأة على »السماوي)‏
    يسمي ممدوح السكاف الهاتف الجوال بالسماوي وقال: لقد تلقيت رسالة جميلة من صديق الشعر والدروب والتشرد مصطفى خضر على ذلك السماوي ثم اتصل خضر بي ليسمعني مقطعاً شعرياً من قصيدة ينجزها لي : ممدوح الشاعر في عبقر/والمعطف من حبر أخضر/ والشعر خطاب به يكبر/ والعاصي يوقظه كفاه في أرض الدفتر/.‏
    تحية‏
    كانت لفتة كريمة من مجلس مدينة حمص أن يرعى تكريم أحد شيوخ الشعر في المدينة حيث حضرت رئيسة المجلس المهندسة ناديا كسيبي وقدمت للمكرَّم درعاً.. وقد وجه الشاعر تحية حب لكل من ساهم في إحياء وحضور هذه الندوة. يبقى ان نشير الى ان المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب سيقيم في وقت لاحق من هذا العام ندوة تكريمية موسعة للشاعر ممدوح السكاف.‏
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ممدوح السكاف - شيخ شعراء حمص تكرمه جمعية شعر - سوزان إبراهيم - إعداد فريد ظفور
Working...
X