لم يستطع احد إلى الآن أن يتوصل إلى طريقة ناجعة لإيقاف ليونيل ميسي ربما بسبب أن استحواذ هذا اللاعب المتألق على الاهتمام يصرف أنظار الكثيرين عن الجهد الشاق الذي يقوم به مدربه وزملاؤه في الفريق.

وتسببت الرباعية المرعبة للمهاجم الأرجنتيني التي أجهزت على ارسنال في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا منتصف الأسبوع الماضي في تدفق النصائح للمساعدة بدءا من مراقبته رجلا لرجل وقطع خطوط الإمدادات عنه وانتهاء ببعض الحلول السخيفة ومنها الإمساك ببندقية في مواجهته.

وقال الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب فريق اسبانيول جار برشلونة في المدينة إن وضع ميسي في أي فريق سيحوله إلى فريق بطل.

وربما اخذ بيب جوارديولا ملاحظات من بعض من هذه النظريات المقدمة إلا انه لن يتفق بالتأكيد مع تقييم بوكيتينو في ظل سعي جوارديولا ليصبح أول مدرب في تاريخ برشلونة يفوز بمباراة قمة دوري الدرجة الأولى الاسباني مرتين متتاليتين خارج أرضه عندما يحل فريقه ضيفا على ريال مدريد السبت.

وقال المدرب البالغ من العمر 39 عاما في عدة مناسبات أن نهجه في عالم كرة القدم تأثر بيوهان كرويف لذا فانه من المهم بالنسبة له أن يستمع لما قاله الرئيس الفخري المعين حديثا للنادي بشأن هذه المسألة.

وقال كرويف احد أفضل اللاعبين في تاريخ هولندا لتلفزيون نادي برشلونة أمس "ميسي يمتلك قدرات خاصة إلا أن هناك 11 لاعبا في الفريق دوما. كل لاعب بين هؤلاء اللاعبين يكون مهما في لحظة معينة."

وأضاف "يمكن لميسي أن يسجل أربعة أهداف إلا انه إذا لم يوقف الحارس فيكتور فالديس الهجمات على مرمى فريقه فان النتيجة يمكن أن تصبح خسارة برشلونة 5-4."

وتابع "المدرب له بصماته الخاصة في مواقف معينة. فتشابي على سبيل المثال يعمل بمنتهى القوة لتهدئة الأمور في خط الوسط كما انه يضيف المزيد من السرعة إلى حركة الكرة."

وقال كرويف "عندما تكتمل كافة الجهود ينطلق ميسي بلعبة رائعة. انه يضع اللمسات الأخيرة على جهود الفريق."

وكان قرار جوارديولا الجريء بابرام صفقة التبادل للحصول على خدمات زلاتان ابراهيموفيتش من انترناسيونالي مقابل الاستغناء عن خدمات المهاجم الكاميروني صمويل ايتوو للنادي الايطالي قد أثار حالة من الدهشة في العام الماضي إلا أن هذه الصفقة بدت أنها قد ساعدت ميسي على التطور كهداف كما منحت الفريق المزيد من الخيارات على الصعيد الهجومي.

وأتاح الحضور البدني القوي للعملاق السويدي وتحركاته الذكية المساحات لأفضل لاعب في العالم للقيام بانطلاقاته الرشيقة وذلك على الرغم من غياب ابراهيموفيتش المصاب عن مباراة اليوم.

كما منح جوارديولا لاعبه ميسي المزيد من الحرية للبحث عن الكرة حيث يدخل اللاعب الأرجنتيني لسد الثغرة خلف المهاجمين ويترك مكانه في الجناح الأيمن لدانييل الفيس ليشن منه الهجمات.

وفي الوسط يستفيد ميسي من الاستحواذ الكاسح عادة لبرشلونة على الكرة وتغيير المراكز بسرعة والتمريرات القصيرة مع تشابي واندريس انيستا وسيدو كيتا حتى تنفتح المساحات مما يدمر أية نظم مراقبة معدة بأحكام.

وقال كرويف "ميسي يجرب الكثير من الأشياء المختلفة في الوقت الحالي." وأضاف "المدرب يجب أن يكون مرنا ويجب إلا يكون لديك فكرة واحدة ثابتة. النظام ليس مهما للغاية بقدر الحاجة للاعبين يتمتعون بالموهبة المهارية والفنية يمكنهم فهم ما تقول."

وتابع "إذا كان هناك فريق ذكي بما يكفي ومدرب صاحب رؤية للأمور ولاعب أو اثنان يمكنهما أن يحدثا تغييرا في المراكز وتغييرا في كل شيء فانك تمتلك فريقا مثاليا."

وعقب فوز الفريق 4-1 في مباراة الإياب أمام ارسنال أجمل جوارديولا نهجه بالقول "إذا لم نلعب بشكل جيد... فان ميسي ربما لن يكون بوسعه أن يؤدي بشكل جيد."

وأضاف "لا نطلب منه أن يسجل أربعة أهداف بل إننا نطلب منه أن يستمتع كلما وصلت إليه الكرة. يجدي هذا في بعض الأحيان ولا يجدي في أحيان أخرى. إننا نطلب منه أن يستمتع ليس إلا."