تويت
Salma Aliمـــــــــراهقتـــي العجيبـــــــة ...
لم تكون مراهقتي مراهقة مثل جميع الفتيات ما أن تصل إلى مرحلة المراهقة حتى تبدأ في شراء أدوات المكياج وتحلم بفارس الأحلام على حصان أبيض الذي سوف يأتي لخطفها على حصان ثم الزواج بيها كان جميع فيتات العالم في عالم... وأنا في عالم أخر كنت ومازلت على النقيض تمامآ في الوقت الذي كانت فيه جميع فتيات العالم يعقدون معاهدات مع صالونات التجميل ودكاكين باعات أدوات التجميل والزينة..
كنت أنا أعقد معاهدة مع صاحب كشك اللب والحمص معاهدة كراء لجميع المجلات والروايات روايات عبير كانت في منتصف الستعينات روايات عبير هي أروع الروايات وأحسن ما يمكن للإنسان قرأته ...
إبتعدت مع الوقت عن قرأت المجلات الزاخرة المستهلكة بصور الممثلين والممثلات التى كانت اخبارها وصورها كلها متشابهة وعكفت على قرأت الروايات التى كانت البوابة الرئسية لقرأت جميع أنواع الروايات والكتب دون إستثناء حتى تلك المحظورة منها والتى لا تناسب سني و مازال عقلي الصغير قاصر على فهمها ....
وخصوصاَّ تلك التى ثثير الجدال الواسع منها رأيت من خلالها العالم مختلف كبير بعيداّ عن غرفتي الصغيرة والبيت والمنطقة التى أسكنها والتى أغلب سكانها من الأمين والناس البسطاء دخلت إلى عالم السياسية .والصراعات .والنفود والسلطة. والمال ورأيت كيف تكن الشخصيات ليلية نهارية في تناقض فطيع وعجيب ...؟
وكيف تطغى المصالح على الذات والأخلاق والقيم والنزهة والشرف ويتحولون إلى قمارين خمارين يبعون اللحوم البيضاء البشرية في سوق النخاسة العصرية دون هدونه أو روية ورأيت كيف أن الزعماء العرب الذي عش الناس لفترة طويلة يمجدناهم ويعتقدونهم زعماء كانو مجرد كذبة وحلم زائف وإزدواجية ساخرة مضحكة مبكية في معاير السلطة الملتوية المريضة الحاقدة القاتمة ....
وفتحت أمامي بوابة أخرى أطل منها لأرى كيف قامت الثورة الفرنسية
وسقوط الملك لويس التاسع عشر وجاء غاندي وإنقسمت الهند وباكستان وكيف قضي على الزعيم غاندي الذي عاش حياته المتقشفة الزهدة بإزاره وصدريه العاري بعد أن رفض لباس المستعمر على حد قوله من أجل صنع سلام لم يأتي بين الهندوس والمسلمين في الهند وكيف عقد الإجتماعات المجاملة مع رئيس باكستان الأول محمد جانح..... وكيف سقط الإتحاد السوفيتي وإنهار جدار برلين .....
وكيف أغتيالت أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم ورأيت الصراع اللبيرالي والأشتركِ الشوعي والمعتزلة والرفضة والغوغائيين والمجانين وهتلر ومتوسلين ورأيت كيف يتولى فاسق القوم السيادة ويهن عزيزهم ...
وجلست مع شهرزاد ورأيت غرور الذكور وسطوة النساء ..
ومع نزار القباني إكتشفت خرائط الجسد وتكوينها وسبرت أغوار محيطاته وكيف تتحول المرأة عند الرجل العربي إلى مزرعة يزرعها ويحصدها وقت ما يشاء وكيف أننا فوقيون تحتيون ما نخجل أن نقوم بيه في النهار نقوم بيه في أستار الليل وكيف إكتشفت أشياء لو تركتها بعيدة عني لكن أفضل...
ولكن حبي وفضولي للإكتشاف مازال يدفعني لأعرف المزيد ويتحول عقلي الصغير إلى مقهى ودار أوبرا أو مؤتمر كبير كل واحد يدلو بدلوه وأكتشفت مع الوقت أني أصبحت مجنونة القراءة والكتابة.....
وهناك واسط زغم الوقت والذاكرة لم يكون عندي وقت إلا للمعرفة...
في أحدى غرف ذاكرتي سلمى علي "