لا حياة لمن تنادي
الشاعر : نبيل مجوج
الشاعر : نبيل مجوج
لا حياة لمن تنادي ... فلا تجهد نفسك بالنداء
لا لا حياة لمن تنادي لا ولا أحد هناكْ
فالموت أضحي سائدا أو سيدا في كل وادي
و الكل ينتظر الهلاكْ
و الكل ينظر لا يحرك ساكنا
فالكل يجعل من سريره موطنا
يتأججون يلقنون لبعضهم
طُـرُق الحراك و الاحتكاكْ
و الطفل يلبس جلدهُ
و على دروب القهر يمشي
و الجلد يستر ُ ذنبهُ
و الذنب يروي أنهُ
سرا يخبئ موطنا تحت الوسادة
و الموت يشهد أنهُ
قبل الفطام بثديها قد أرضعته النائبات حليبَها
عند الولادة
قد لقنته النائباتْ
ذكر الشهادة
عجبا رأيتُ الطفلَ يحمل ُ كفنه ُ
و الموتُ غازل جفنه ُ
و القهر ضاجع أمه ُ
فالثغرُ ثغرُ الطفل باسمْ
و القلبُ قلبُ الأم باكْ
لا لا حياة لمن تنادي لا ولا أحدٌ يراكْ
و الطفلُ ينفق طفلهُ كي يشتري حلما جميلا يرتديه لساعة أو ساعتين ْ
ينسى موانئه الحزينة
متسلقا آهاته يرجو السكينة
و يطيرُ صوباً للسماء ْ
مسترجعاً زمن الهناءْ
متناسيا ً صخب المدافع و البنادق ْ
متناسياً صور المجازرِ و المذابحِ و المشانق ْ
لكنه يهوي رجوعا ً و يموت جوعا
ويموت بعد مضيه في الحلم ِ يقطع لحظتين ْ
قدوا قميصك يا ملاك ْ
ألقوا بحلمكَ في غياهيب الهلاكْ
باعوا الرجولة بالكلام
نامت ضمائرهم و لم
لم تستفق ستون عاما
موت تمرد في المدائن و القرى
مدن يغادرها الربيع و فصله
راح الخريف يزورها في كل حول مرتين ْ
قد غادرت من أرضها الأزهار و الأشجار و الزيتون و الليمون و الغابات المثمرة
و تشردت فيها الطيورْ
بين الأرض و المنفى
لا تملك حق العبورْ
و الكل يحترف النظرْ
فالكل ضاع والكل باع ْ
بل ْ مرغما سيعود يوما يشتري
شبر الثرى ، شبر الوداع ْ
فالكل يؤتى موتــَهُ
والكل هالك ْ
هم صادروا منك الصبا
هم ضيعوا ظلما صباكْ
لا لا حياة لمن تنادي لا ولا أحدٌ يراكْ
عجبا رأيت الأم تخبز قهرها تحت القنابلْ
لا تخش جندا بادلتهم صبرها بل زوجها ووليدها رشق الحجارة بالرصاص
و الموت وابل
وتكحلت بالدمع عيناها و على الشفاه السمر أحمرً من دماءْ
و على الجبين ينام وشم أصالة يصحي الإباءْ
لا لن تبيع الأبرياء كما
فعل العربْ
إذ سلحوا الجيش العظيم سيوفا من خشبْ
خانوا القبيلة
فالأم دون الكل تحمل أحزان الجليله
و الأم مدرسة تعلم أطفال الحصار أساليب القتال …. أساليب العراكْ
لا لا حياة لمن تنادي لا و لا أحد هناكْ
عجبا رأيت الطفل يمضغ جوعه تحت الحصار ْ
في كفه حجرٌ يقوم بزرعه
فسألته ماذا دهاكْ
فأجابني الطفل البريءُ و دمعه يسقي الحجرْ
هذا الذي يوما سينبته الجدارْ
و لسوف تنبت حوله بعض البروج
كالأرض تنبتها السنابلْ
لما ستندلع المواسمْ
كي أحتمي من غدر رشاشٍ و مكر الغاز حين الغاز
راح يبادلني الهواءَ بما تيسر من نسائم ْ
و السور إن إن حولوه إلى ركام ْ
ماذا ستفعل ُ يا غلام ْ ؟؟
فأجابني دعهم و لا تأبه لهم
فلسوف ازرع في الثرى حجرا جديدا
ولسوف ينمو السور ينبت ُ كل عام ْ
لا لا حياة لمن أنادي
فالكل نائم ْ والكل نامْ
تعليق