أكبر معمري هذا الزمان،
يعيش قرية "حليوة على بعد ثمانين كيلومترا باتجاه مدينة "رأس العين
هو ابن سنوات الغلا / هي سنة عُرفت بالجوع الذي أصاب أهل ذلك الزمان بسبب القحط./
ولد في تركيا وعاش فيها حتى أصبح رجلاً، وكان يعين أسرة من اثنا عشر شخصاً , كان يعمل في حصاد القمح بالمنجل،
وفي أيام "السفر برلك" كان عمره حوالي خمسٍ وثلاثين عاماً طلب للخدمة في الجيش التركي، فهرب إلى "سورية"،
إلى "رأس العين" ولم يكن فيها إلا عدد قليل من المنازل، وعمل في رعي الغنم ثم عمل فلاحاً بالأجرة،
وعاصر "مصطفى كمال باشا" وكل الحكّام الذين مرّوا على المنطقة في ذلك الزمان، يقارب عمره اليوم أكثر من مئة وأربعين عاماً».
توفي له ثلاث أطفال ذكور وبنت واحدة عاش على السمن البلدي، حيث كان يأكله بشراهة فيضع قطع الخبز الصغيرة في السمن ويأكله بيده،
إذ إنه اعتمد في حياته كلها على الحليب والسمن واللحم، وهو لغاية اليوم يمشي بمفرده ولا يقبل المساعدة من أحد، وعلى الرغم من كبر سنه وفقده للبصر ولم يزر
الطبيب قط، إلا في مرة واحدة تبيّن أنّه يحمل بحصةً في المرارة، ولم يقبل الطبيب أن يزيلها لأنّه طاعنٌ في السن».
تعليق