تويت
تل الطوقان الأثري فى إدلب شاهد على حضارات المنطقة ويضم سويات أثرية بين فترتي البرونز والبيزنطية
إدلب - سانا يقع إلى الشرق من مدينة سراقب فى محافظة إدلب شاهدا على الحضارات المتعاقبة بالمنطقة فى سهل زراعي خصب قريبا للعديد من المواقع الأثرية كتل مرديخ و تل افس وتل السلطان .
تل الطوقان الأثري الذى يعتقد أنه مدينة أورشو المذكورة فى أرشيف مارى يتميز بتتالى الإستيطان فيه ووضوح تتابعه الزمني الذى تؤكده سويات أثرية تعود إلى فترة البرونز والحديد والفترة الفارسية والهلنستية والرومانية والبيزنطية0
وأوضح نيقولا كباد رئيس دائرة الآثار فى محافظة إدلب إن الأهمية التاريخية والأثرية لهذا الموقع دفعت المديرية العامة للآثار والمتاحف للموافقة على قيام البعثة الإيطالية بإدارة البروفيسورة فرانشيسكا بافى من جامعة ليشى بأعمال التنقيب والدراسات والأبحاث الأثرية فى الموقع الذى تبلغ مساحته 33 هكتارا 0
من جهته بين الدكتور أنس حج زيدان رئيس شعبتي التنقيب والدراسات الأثرية والترميم بالدائرة أن البعثة الأثرية الإيطالية العاملة فى تل الطوقان أنهت موسمها التنقيبي وأعمال الرسم والتوثيق الأثري والترميم لبعض القطع الأثرية فيه خلال عام 2010 0
وأوضح زيدان أن المكتشفات الأثرية تعود لفترات زمنية مختلفة بينها أوان فخارية مزخرفة وأواني الطبخ كالقدور والصحون والكؤوس وأفران مخصصة لصناعة الفخار ودمى مصنوعة من الفخار وعربة فخارية يجلس عليها رجل تعود إلى عام 1800 قبل الميلاد إضافة إلى قطع برونزية بعضها مزخرف بصور حيوانات وحلى للزينة مصنوعة من البرونز والأحجار الكريمة و رحى لطحن الحبوب 0
وأشار الدكتور زيدان إلى العثور على أجزاء من هياكل عظمية لحيوانات مثل الحصان والغزال والخروف والكلب وبعض الهياكل للسمك المتوفر فى المنطقة المحيطة للموقع والكشف عن العديد من البقايا المعمارية ومنها أساس لجدران من الحجر وأرضيات المبانى البيضاء المطلية بطبقة من الكلس وثلاثة تنانير تستخدم كمواقد للطبخ 0
وبين زيدان أن المكتشفات تساعد فى دراسة التتابع الزمني للموقع و تقدم دليلا أثريا ماديا على ذلك مشيرا إلى أن القطع الفخارية تعتبر وثيقة أساسية يمكن أن نستمد منها معلوماتنا عن التاريخ الفكري والسياسي والديني للمجتمع وتسليط الضوء على أساليب الحياة التى كانت سائدة آنذاك بينما تقدم الهياكل العظمية البشرية معلومات هامة حول طبيعة الحياة ومستوى المعيشة .
ولفت زيدان إلى أن تل الطوقان الأثري يحتوى على المدينة المرتفعة الأكربول والمدينة المنخفضة ولكل منهما اسوارها الدفاعية الخاصة حيث توجد فى هذه الأسوار ثلاث بوابات مشيرا إلى أن البعثة استكملت أعمال الترميم والدراسة والرسم للمكتشفات الأثرية وستستأنف أعمال التنقيب فى الشهر السابع من العام الجارى لكشف المزيد من مكنونات هذا الموقع التى تقدم معطيات عن الدور الحيوى الذى لعبته سورية فى نشوء الحضارة الإنسانية عبر العصور