Tweet
جريدة تشرين 08/01/2011
: النص
معرض نادي فن التصوير الضوئي (لكل محافظة لون)
دمشق
ثقافة
السبت 8 كانون الثاني 2011
مصطفى علوش
آراء كثيرة يمكن أن تقال في أعمال الفنانين الضوئيين المشاركين في معرض
نادي فن التصوير الضوئي في سورية والذي ضمته صالة الشعب في دمشق وحمل عنوان (لكل محافظة لون ) وشارك فيه (44) فناناً من مختلف محافظات البلد، وكثرة الآراء سببه هذا الركون لما أنجز سابقاً.
فمعظم الفنانين لديهم الأدوات الفنية الضرورية لأي مصور ضوئي، وما يلزم الصورة والمصور أكثر من البنية التحتية مايلزم الفنان هو الهاجس والبحث عما هو جديد على صعيد الموضوع وعلى الصعيد الفني المتعلق بالخيارات الفنية المتاحة أمام الفنان في الصورة، ففي هذا المعرض ، شاهدنا الكثير من اللوحات المنشغلة بتوثيق الآثار السورية، ولكن من دون أن يكلف أحد خاطره ويكتب لنا ماهو اسم هذه القلعة أو هذا المكان ؟ وهذه الملاحظة يمكن تعميمها على كل اللوحات التي ذهبت نحو المكان والأمكنة المختلفة، حتى صورة البحر التي صورها قيس محجازي تحتاج إلى هذا التعريف.
بكل حال ثمة لوحات تبهج العين والروح، لوحات صورها أصحابها بلحظة صفاء فجاءت حاملة لبريق خاص ومن هذه اللوحات لوحة النورس والماء التي صورها حسام محمد ديب، ففي هذه اللوحة حكاية أزلية بين الماء والنورس، وقد تمكن ديب من التقاط لحظة غزل بين الطائر والماء، ويمكن أن تكون لحظة عناق، وهناك صورة الفراشة أيضاً لحسام ديب، في هذه اللوحة نقاء لوني، فالأزرق تحاور مع الأصفر، وفي اللوحتين اشتغال على الظلال، الفنان خلدون الخن انشغل بالشتاء فجاءنا بلحظة توثق الثلج، مدين ابراهيم ذهب نحو الشموخ والكبرياء الذي يحمله الحصان والفارس بالقرب من البحر، زهير عدرة صوّر أسراب الحمام، وترك الكاميرا ترصد رفّة الجناح لحمامة تعبر نحو الفضاء، أسامة صالح السعدي، اختار لحظة تشكيلية تكونها صورة الصخور على الجبال، سمير حاج حسين المشغول دائماً بالبيئة صوّر الأغنام، وفي صورة أخرى رصد النار وبرميل الغسيل، وفي الصورتين محاولة لتوثيق لحظة حياتية حقيقية، منير منصور الشعار صور البيوت المبنية بالأحجار السوداء، محمد زكريا البلخي ذهب نحو الهم الاجتماعي الخاص بالفقر والتسول فصور متسولة وهي نائمة برفقة ابنها النائم أيضاً، كأن الصورة تقول لنا ما الذي فعلناه تجاه هذه الشريحة المشردة ؟
الفنان أنور الرحبي صور أحد الأبنية الأثرية وأظنه (قصر العظم )، بينما ذهبت صريحة شاهين نحو النخيل فرصدته بعين العاشق.
لوحات مهملة
زرت هذا المعرض صباح يوم الاثنين 3-1-2011 فشاهدت عدة لوحات مركونة على طاولة جانبية، ويبدو أنها قد وقعت من حواملها ولم يكلف أحد خاطره ويعيدها لمكانها ، ومنها لوحة للفنان فيكين مظلوميان رصد فيها الورق الأصفر الشبيه بالذهب ، والملاحظ هو غياب أسماء فنية عديدة كانت دائماً تشارك في هذا المعرض وإذا عدنا لملاحظاتنا ، نقول إننا حاولنا أن نشاهد هذا المعرض بالعينين الاثنتين، فالجمال الذي تحدثنا عنه لايعني أننا لانعرف أن بعض الفنانين لم يكلف نفسه ويصور لوحة جديدة خاصة بالمعرض، واختار أقرب لوحة من ضمن رصيده السابق وأرسلها بالبريد المضمون إلى إدارة النادي في دمشق وكفى المؤمنين شر القتال ، ثم لماذا التركيز على عنوان مستهلك (لكل محافظة لون ) ؟ أما كان بالإمكان البحث عن عنوان آخر يوحي بالدلالة أكثر؟
وبعد كتبت مرة نوال السعداوي تقول: ( إن الإبداع الحقيقي مثل الإيمان الحقيقي ، يحدث للإنسان بلاطمع في شيء، أو خوف من شيء وأصدق من عبرت عن ذلك رابعة العدوية في إبداعها الإيماني دون طمع في الجنة أو خوف من نار جهنم).
وأظن أن بعض الفنانين يحتاجون إلى جلسة مع الذات للبحث عن الجديد في الصورة الضوئية
: النص
معرض نادي فن التصوير الضوئي (لكل محافظة لون)
دمشق
ثقافة
السبت 8 كانون الثاني 2011
مصطفى علوش
آراء كثيرة يمكن أن تقال في أعمال الفنانين الضوئيين المشاركين في معرض
نادي فن التصوير الضوئي في سورية والذي ضمته صالة الشعب في دمشق وحمل عنوان (لكل محافظة لون ) وشارك فيه (44) فناناً من مختلف محافظات البلد، وكثرة الآراء سببه هذا الركون لما أنجز سابقاً.
فمعظم الفنانين لديهم الأدوات الفنية الضرورية لأي مصور ضوئي، وما يلزم الصورة والمصور أكثر من البنية التحتية مايلزم الفنان هو الهاجس والبحث عما هو جديد على صعيد الموضوع وعلى الصعيد الفني المتعلق بالخيارات الفنية المتاحة أمام الفنان في الصورة، ففي هذا المعرض ، شاهدنا الكثير من اللوحات المنشغلة بتوثيق الآثار السورية، ولكن من دون أن يكلف أحد خاطره ويكتب لنا ماهو اسم هذه القلعة أو هذا المكان ؟ وهذه الملاحظة يمكن تعميمها على كل اللوحات التي ذهبت نحو المكان والأمكنة المختلفة، حتى صورة البحر التي صورها قيس محجازي تحتاج إلى هذا التعريف.
بكل حال ثمة لوحات تبهج العين والروح، لوحات صورها أصحابها بلحظة صفاء فجاءت حاملة لبريق خاص ومن هذه اللوحات لوحة النورس والماء التي صورها حسام محمد ديب، ففي هذه اللوحة حكاية أزلية بين الماء والنورس، وقد تمكن ديب من التقاط لحظة غزل بين الطائر والماء، ويمكن أن تكون لحظة عناق، وهناك صورة الفراشة أيضاً لحسام ديب، في هذه اللوحة نقاء لوني، فالأزرق تحاور مع الأصفر، وفي اللوحتين اشتغال على الظلال، الفنان خلدون الخن انشغل بالشتاء فجاءنا بلحظة توثق الثلج، مدين ابراهيم ذهب نحو الشموخ والكبرياء الذي يحمله الحصان والفارس بالقرب من البحر، زهير عدرة صوّر أسراب الحمام، وترك الكاميرا ترصد رفّة الجناح لحمامة تعبر نحو الفضاء، أسامة صالح السعدي، اختار لحظة تشكيلية تكونها صورة الصخور على الجبال، سمير حاج حسين المشغول دائماً بالبيئة صوّر الأغنام، وفي صورة أخرى رصد النار وبرميل الغسيل، وفي الصورتين محاولة لتوثيق لحظة حياتية حقيقية، منير منصور الشعار صور البيوت المبنية بالأحجار السوداء، محمد زكريا البلخي ذهب نحو الهم الاجتماعي الخاص بالفقر والتسول فصور متسولة وهي نائمة برفقة ابنها النائم أيضاً، كأن الصورة تقول لنا ما الذي فعلناه تجاه هذه الشريحة المشردة ؟
الفنان أنور الرحبي صور أحد الأبنية الأثرية وأظنه (قصر العظم )، بينما ذهبت صريحة شاهين نحو النخيل فرصدته بعين العاشق.
لوحات مهملة
زرت هذا المعرض صباح يوم الاثنين 3-1-2011 فشاهدت عدة لوحات مركونة على طاولة جانبية، ويبدو أنها قد وقعت من حواملها ولم يكلف أحد خاطره ويعيدها لمكانها ، ومنها لوحة للفنان فيكين مظلوميان رصد فيها الورق الأصفر الشبيه بالذهب ، والملاحظ هو غياب أسماء فنية عديدة كانت دائماً تشارك في هذا المعرض وإذا عدنا لملاحظاتنا ، نقول إننا حاولنا أن نشاهد هذا المعرض بالعينين الاثنتين، فالجمال الذي تحدثنا عنه لايعني أننا لانعرف أن بعض الفنانين لم يكلف نفسه ويصور لوحة جديدة خاصة بالمعرض، واختار أقرب لوحة من ضمن رصيده السابق وأرسلها بالبريد المضمون إلى إدارة النادي في دمشق وكفى المؤمنين شر القتال ، ثم لماذا التركيز على عنوان مستهلك (لكل محافظة لون ) ؟ أما كان بالإمكان البحث عن عنوان آخر يوحي بالدلالة أكثر؟
وبعد كتبت مرة نوال السعداوي تقول: ( إن الإبداع الحقيقي مثل الإيمان الحقيقي ، يحدث للإنسان بلاطمع في شيء، أو خوف من شيء وأصدق من عبرت عن ذلك رابعة العدوية في إبداعها الإيماني دون طمع في الجنة أو خوف من نار جهنم).
وأظن أن بعض الفنانين يحتاجون إلى جلسة مع الذات للبحث عن الجديد في الصورة الضوئية
Comment