إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النحات ( زاور زركلي ) وطريقة النحت في الفراغ ـ ـشادي نصير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النحات ( زاور زركلي ) وطريقة النحت في الفراغ ـ ـشادي نصير

    النحت في الفراغ عند زاور زركلي








    النحت في الفراغ عند زاور زركلي


    دمشق ـ عالم نوح ـ ـشادي نصير

    يبحث النحات "زاور زركلي" عن إحياء المعاني السامية التي تحدثت عنها المجتمعات والأديان، من خلال عمله النحتي في الفراغ، فكل جزء من عمله يملك مقومات خاصة ومنفصلة ويرى أن ذلك هو من مسؤوليات الأفراد في المجتمع.
    "زاور زركلي" الذي تخرج من كلية الفنون الجميلة، واختص في هندسة الديكور، يطمح أن تكون الأعمال النحتية الفراغية، رؤية، وهدف لمتلقي الفن من الناس العاديين، قبل أن تكون هدف الفنانين التشكيليين والنحاتين.


    عالم نوح التقى النحات بالمحبة وكان معه الحوار التالي:


    * كيف ترى الفراغ الذي تقوم على نحت أعمالك من خلاله؟

    ** "بالنسبة لي قبل أن أرى الفراغ، لا بد من تواجد فكرة، ومن ثم الفكرة هي التي تتجه نحو الفراغ، وتفرض نفسها فيه ومن خلاله تتبلور وتتحول إلى شكل نحتي".
    * ألا ترى أن الأفكار هي وليدة المجتمع والبيئة، من أين أتت أفكار "زاور" لتولد أعماله النحتية في الفراغ؟
    ** "صحيح، لكن الأفكار ليست وليدة المجتمع فقط، بل هي صنيعته بالتعاون مع الأشخاص الموجودين فيه، وأرى أن الفكرة الأساسية لعملي النحتي في الفراغ أتت من تراكمات داخلي، ومن خلال القصص والمواضيع التي أسمعها من المحيط، ومن القصص التي أمر بها شخصياً، لأنني أملك حدساً عالياً وإحساساً مرهفاً.
    هذه التراكمات تلعب دورها أثناء تفكيري وأبحث عن المواضيع التي تظهر على السطح، وخصوصاً المشاكل التي تتكرر، والتي تخص في البداية فرداً معيناً، ومن ثم تتطور لتخص أفراداً آخرين، فترى أنها أصبحت مشكلة عمومية في المجتمع لا بد من التطرق إليها، وأصل إلى أن أحاصر المشكلة الكبيرة، والتي تقوم على الإساءة إلى عالمنا".

    * ما هي الأفكار التي طرحتها في أعمالك والمأخوذة من المجتمع حسب نظريتك؟

    ** "بدأت من مشكلة الأخلاق، وعملت مع الشخص الأكثر التصاقا بها، وهو "الموظف" الذي يتعامل معه أكبر قدر من الناس، وأرى أنه هو المشكلة من خلال فرضه لشروطه في المجتمع المحيط به، سواء من المراجعين، أو من المتعاملين معه خارج أروقة الوظيفة".

    * في معرضك الذي قدمته في صالة "مكتب" للفنون الجميلة، قدمت مجموعة من القيم الأخلاقية من خلال مجموعة من الكراسي، هل تمثل كل كرسي قيمة أخلاقية بالنسبة "لزاور"؟

    ** "نستطيع القول بأن في عملي النحتي لم أستطع أن أشمل كل القيم والأفكار والأهداف التي أسعى إليها كفنان، فالقيم كثيرة ولكنني عملت على تذكير الناس ولو بجزء صغير منها، لربما عادوا، (طبعاً الكلام لا ينطبق على الجميع) لتذكر القيم والأخلاق والبحث في ماهيتها من جديد".



    * عملك النحتي هو عمل جديد على التشكيل السوري، ماذا يقدم هذا العمل للمجتمع وللفنانين، وهل يحرض عملك الفني الفنانين المعتمدين على الأعمال الكبيرة كالنصب التذكارية للتوجه نحو عالم جديد من الأعمال النحتية؟
    ** "كل إنسان له رؤيته الخاصة، ويحب شيء محدد، وربما ينجز النحاتين برؤيتهم وبطريقته، أعمالاً تثير الجدل، وهناك نحاتين ينحتون بشكل خاص في منازلهم وهم مميزين بطرق ونوعية طرحهم، ولا يعرضون نتاجهم.
    أتمنى أن يحرض عملي النحتي في الفراغ، جيل الفنانين الشباب لنقدم رؤىً مختلفة، ورؤية مميزة للتشكيل النحتي الحديث في سورية والذي لابد من وجوده بسبب تطور العصر والحياة في المجتمعات العالمية، فمن الصعوبة أن ترضي جميع الأشخاص والفنانين، برؤيتك كفنان شاب، ولكن أعمالي النحتية في الفراغ تثير التساؤلات وتطرح إشكاليات تناساها المجتمع، أو تغاضى عنها أغلب الناس، هذا بحد ذاته شيء مميز، أن ترى تساؤلات في وجوه الناس الذين يتابعون عملك وهو يقدم خدمة للمجتمع من خلال إعادة إحياء حركة لنشاط المجتمع من خلال البحث عن المشاكل والحلول".

    * ما هي الصعوبات التي تواجهكم كشباب نحاتين في الحركة التشكيلية الفنية في سورية؟

    ** "من أهم الصعوبات التي نواجهها، عدم قدرة المجتمع على رؤيتنا من منظار صحيح، فأغلب الناس بعيدين عن التشكيل والفن لصعوبة الحياة، كما أنه بشكل عام لا يوجد ثقافة فنية حقيقية لدى أغلب شرائح المجتمع، فلا بد من تطوير هذه الثقافة وتعميقها، كي يستطيع المتلقي تقبل الفن الحديث أياً كان نوعه، إضافة إلى عدم تقبل صالات الفن في سورية لأعمال الشباب بحجج مختلفة".


    * لماذا الابتعاد عن النصب الكبيرة أو التذكارية؟
    ** "لا أرى أنني من خلال النصب أستطيع تقديم أي شي، أنا أبحث عن رؤية واضحة لي، وليس المهم أن تباع أعمالي، أو أن يقتني أي شخص عملي، كنت أستطيع أن أقدم عدة أعمال تتحدث عن الحب والكرامة والأخلاق بأنواعها، ولكنني أردت أن أقدم عملاً واحداً يختصر كل الأفكار في رؤية واحدة، وأحاول أن أبسطه وأحصره".

    * ما هي المدارس التي تأثرت بها، نحتياً، حتى وصلت إلى حالت التجريدية في الفراغ؟

    ** "تأثرت بمدرسة الفن فقط، في البداية لم أكن أعرف عن النحت الفراغي أي شيء، كنت أهتم بالفن المعاصر، وقدمت عدد من التجارب حتى وصلت إلى توسيع أفكاري، ورؤية لما أريد طرحه، وبمساعدة كل من "عبير بخاري" و"نسرين بخاري" ومدرسة الفن الحديث تعمقت رؤيتي وبدأت أتلمس الطريق الصحيح للنحت في الفراغ".

    * أنت خريج "مدرسة الفن الحديث" في دمشق، ماذا قدمت لك هذه المدرسة والتي لها مشروع مكتب الذي أنت تعرض عملك النحتي الأول في الفراغ من خلاله؟

    ** "عرفتني على هذا الفن ومن خلال هذا المشروع أحسست بوجودي في هذا العالم وقدموا لي الكثير من الدراسات وأعطوني الزخم كي أبدأ بمشروعي في الفراغ، دون قلق أو خوف".

    الجدير بالذكر أن النحات "زاور زركلي" شارك في ورشات العمل في مشروع "مكتب" الفني ومعارضه العديدة وهو ضمن مشروع (12×12) الفني، وهذا هو معرضه الفني النحتي الأول الذي يختص بمشروع النحت في الفراغ. ونتمنى للجميع النجاح في تحقيق طموحهم والشهرة التي يرجونها.
يعمل...
X