احدة من 55 سوقا مسقوفة في دمشق القديمة
شهرة البزورية وبضائعها تنتشر عربيا وعالميا
شهرة البزورية وبضائعها تنتشر عربيا وعالميا
دمشق - سانا
سمر أزمشلي بعد أن عرفت بأسماء كثيرة تشير إلى دورها الاقتصادي الذي لعبته على مر التاريخ منها سوق القمح في العهد الأيوبي إلى سوق العطارين و البزورين ليستقر اسمها على سوق البزورية ظلت تلعب دورا مهما في الحركة الاقتصادية لما يتم فيها يوميا من صفقات تجارية بملايين الليرات حيث يشكل الخليجيون أبرز زبائنها.
وتعتبر هذه السوق واحدة من 55 سوقا مازالت قائمة ضمن سور دمشق القديمة أكثر من نصفها مغطى بالمعدن أو بالأقواس الحجرية لحماية الزوار من الشمس والمطر والبرد وتشكل معلما تاريخيا واثريا من أهم المعالم الدمشقية والسياحية والتجارية لما تتميز به لجهة طرازها المعماري وتصاميم واجهات محالها القديمة.
وتمتد السوق التي تقع في قلب المنطقة التجارية في دمشق حيث تتجاور مع سوق الحميدية الشهيرة وسوق الحريقة وسوق النسوان و سوق الصاغة بجوار الجامع الاموي على مساحة نحو كيلومتر مربع.
واكتسبت هذه السوق شهرتها منذ العهد العثماني حيث بنى والي دمشق العثماني أسعد العظم قصره فيها عام 1749 ثم بنى خانا ضخما سمي خان أسعد باشا تحول إلى مقصد للتجار على طريق الحرير ومركز للتبادل التجاري بين الشرق والغرب وتضم السوق نحو 150 محلا تجاريا بنيت من الأخشاب ثم الحديد مع المحافظة على الطراز القديم وتم سقف السوق بالحديد والاخشاب أيام الوالي حسين ناظم باشا حماية له من الحريق ثم تتالى بناء الخانات فيه والتي كانت تعد فنادق دمشق القديمة إذ يقيم فيها التجار والسياح والحجاج.
كما تضم السوق حمام نور الدين الشهير الذي يعد من أبرز وأهم الحمامات الدمشقية ومع تحول نشاطه من سوق للقمح إلى العطارة والبزورات شهد في العصر الحديث افتتاح أول صيدلية في دمشق فيه وهي صيدلية سليم فارس.
وتعتبر السوق اكبر مخزن تمويني لدمشق منذ العهد الايوبي حيث تتخصص بشكل اساسي بتجارة العطورات والنباتات العطرية المجففة والمكسرات والبذور والتوابل والبهارات حيث تعرف خبرة تاجر سوق البزوية الذي يطلق عليه الدمشقيون شهبندر التجار إذ تعدت هذه الشهرة المكان واستطاع تاجر البزورية أن يشكل حضورا قويا ليس في دمشق ومحيطها وحسب بل إلى كل المدن السورية والدول العربية والعالم.
ويقول أحمد بن بني المرجة أحد الذين ورثوا مهنة العطارة من والده عن جده ان شهرة السوق تتعدى الغطار المحلي إلى العالمية مؤكدا أنها تشكل مقصدا اساسيا لبعض الجنسيات الذين يقصدونها بشكل رئيس للتسوق وعقد الصفقات الكبيرة.
ويشير بني المرجة إلى أن منتجات محله الصغير في السوق استطاعت أن تصل إلى أغلب المدن السورية والعربية وافتتح أكثر من عشرة فروع له ضمن هذه المدن إضافة إلى فرع في الأردن وآخر في مصر مؤكدا أنه ورغم انتشار مهنة العطارة بشكل كبير في العديد من المناطق لاتزال خبرة أهل البزورية في هذا المجال هي الاهم.
ويؤكد بني المرجة أن محله وعددا من المحال في السوق وخصوصا في قسمها الشمالي تتخصص بيع العطور المصنعة والزيوت العطرية بأنواعها وماء الزهر والورد اضافة إلى أن بعض المحال تحولت للطب الشعبي وتضم كل مايخطر في البال من أنواع الاعشاب والنباتات الطبية وتقصدها الفتيات للبحث عن مواد التجميل حيث تباع مركبات للشعر والوجه وشد البشرة والكلف وغيرها من المواد الطبيعية التي تغري النساء بأسعار زهيدة مقارنة بأسعار المواد الكيماوية.
وأضاف هذا التاجر الذي دعم خبرة والده واجداده بدراسة الصيدلة في الجامعة أن اجداده في الماضي كانوا يدرسون مهنة العطارة في البيمارستان لمدة أربعة أعوام قبل أن يمارسوا هذا المهنة أما الان فهناك استسهال في التعاطي معها والاعتماد على بعض الكتب القديمة والحديثة التي باتت منتشرة بكثرة هذه الأيام في تقديم استشارات طبية وتركيبات لبعض الأمراض.
وتنتشر في الجزء الاخر من السوق خصوصا الجنوبي منها كل أنواع التوابل ولوازم المائدة من بهارات ومربيات ومجففات ويقول أبو مازن أحد كبار التجار في السوق لاكثر من خمسين عاما أن السوق تمتلىء باصناف البهارات من الفلفل والزنجبيل والزعتر بأنواعه والعصفر و جوزة الطيب والقرنفل والكمون واليانسون والقرفة والزنجبيل وحب الهال كما يباع فيه جميع أنواع البزورات مثل الكاجو والفستق الحلبي والبندق واللوز وبذور البقوليات مثل لحمص والفول وغيرها.
ويؤكد أبو مازن أن زوار السوق من المحافظات الأخرى يشكلون زبائن مهمين لما تشتهر به من لوازم الافراح التي تقدم بطريقة عصرية حديثة ضمن علب وقوالب خشبية جميلة تقدم في المناسبات مثل الفواكه المجففة والملبس والنوكا والشوكولا وغزل البنات ويشكل سبت العروس المنتج الاكثر طلبا في السوق التي تضم الراحة والنوغا والملبس ضمن علب خشبية صممت بطريقة مميزة حيث زخرفت وتم تلوينها بألوان زاهية وبعدة طبقات لتقديمها في الأعراس.
تعليق