تويت
الخِيَار
أَخِي في اللهِ هَلْ شاهَدْتَ يَوْماً=زَعِيْماً في تَواضُعِهِ مُهَابا ؟
يَرُدُّ على الْمُسِيءِ بِحُسنِ قَوْلٍ=وَيُبْدِعُ صَمْتُهُ الْغَرِدُ الْجَوَابا
تَيَمَّنَ بالْحُسَيْنِ غَدَاةَ زَكَّى=دُعَاءً طَاهِراً كانَ المُجَابا
فَأَضْحى السَّيْفُ تَقْهَرُهُ دِمَاءٌ=تَجَرَّعَ كُلَّ خِزْيٍ ثُمَّ ذَابا
فَفَرَّ المُجْرِمُونَ إلى أَمَامٍ=وَظَنُّوا مَوْتَهُمْ يَكْفِيْ عِقَابا
وَلَكِنْ بِئْسَ مَا فَعَلوا وَظَنُّوا=فَنَصْرُ اللهِ يُنْصِفُهُمْ حِسَابا
فَمَنْ مِنْهُمْ تَمَادَى فِي رِهَانٍ=عَلَى الأَعْدَاءِِ جَزَّ لَهُمْ رِقَابا
وَيَعْفُوْ عَنْ فَصِيْلٍ كَانَ طُعْماً=إِذا عَنْ فِعْلِهِ الْمَشْؤومِ تَابا
بِحِزْبٍ صَانَهُ الرَّحْمنُ حَتَّى=تَمَلَّكَ مِنْ ذُرَا الْمَجْدِ الرِّكَابا
وَحِلْفٍ صَامِدٍ مَا زَالََ يَبْنِي=يُنيْرُ بِظُلْمَةِ الْقَوْمِ الشِّهَابا
وَيَعْصِرُ مِنْ سَنَابِلِهِ نَبِيْذاً=لِيَسْقِي ظَامِئََ الْقَوْمِ الشَّرَابا
وَلَكِنْ يَا أَخِيْ مَا نَفْعُ هَذَا=وَفِيْ " لُبْنَانَ " بَعْضٌ لا يُحَابَى ؟
تَفَاخَرَ وَالْعَدُوُّ يَفِرُّ خِزْياً=وَأَنْكَرَ نَصْرَ " لُبْنَانٍ " وَعَابَا
فَوَا أَسَفِيْ على " لُبْنَانَ " إمَّا=مَرَرْتَ بِهِ لَكَمْ تَلْقَى عُجَابا
فَفِيْهِ الأُخْوَةُ الأَعْدَاءُ وَافَوْا=عَلى عَجَلٍ لِيَجْتَرُّوا اللُّعَابا
يَنَابِيْعُ الْعُرُوْبَةِ فِيْ ثَرَاهُمْ=وَهُمْ عَطْشَى يَمُجُّوْنَ السَّرابا
لَكَمْ زَعَمُوا بِأَنَّ الضَّعْفَ نَصْرٌ=وَأَنَّ الْحَمْلَ يَفْتَرِسُ الذِّئَابا
تَعَامَوْا عَنْ رِجَالاتٍ عِظَامٍ=تَفَاخَرَ فِيْهُمُ التَّارِيْخُ طَابا
مَسِيْحِيُّوْنَ ، إِسْلامٌ ، كِرَامٌ=ضَمِيْرُ الْعُرْبِ يَحْمِلُهُمْ حِجَابا
وَمَا ذَكَرُوْا مِنَ التَّارِيْخِ إلاَّ=مَعَارِكَ لِلطَّوَائِفِ واضْطِرَابا
سِوَىْ نَفْرٍ مِنَ الأَحْرَارِ أَمْضَى=يُجَنِّبُ شَعْبَهُ الْحُرَّ احْتِرَابا
فَفِيْ " لُبْنَانَ " مِنْ فِرَقٍ ثَلاثٌ=مِنِ التَّارِيْخِ قَدْ وَقَفُوا غِلابا
فَبَعْضٌ يَسْكُبُ التَّارِيْخَ آهاً=لِيَبْكِيْ مِنْ غَوَابِرِهِ الشَّبَابا
وَبَعْضٌ يُحْضِرُ التَّارِيْخَ ثَأْراً=لِيُهْدِيْ خَصْمَهُ الْماضِيْ حِرَابا
وَبَعْضٌ يَقْرَأُ التَّارِيْخََ عِلْماً=لِيَعْلَمَ أَيْنَ أَخْطَأَ أَوْ أَصَابا
فَرِيْقٌ مِنْهُمُ أَوْفَىْ بِعَهْدٍ=لِشَعْبٍ بَاتَ مِنْ حَرْبٍ يَبَابا
يَصُوْنُ تُرَابَ " لُبْنَانٍ " وَيُهْدِيْ=ثِمَارَ النَّصْرِ " لُبْنَانَ " احْتِسَابا
يُقَدِّمُ لِلشَّهَادَةِ خَيْرَ شِبْلٍ=فَلا طَعْناً يَخَافُ وَلا ضِرَابا
يَمُدُّ لِخَصْمِهِ فِي الْفِكْرِ كَفَّاً=فَيَلْقَى مِخْلَباً مِنْهُ وَنَابَا
فَرِيْقٌ آخَرٌ يَخْتَالُ فَخْراً=بِأَمْرَكَةٍ وَصَهْيَنَةٍ فَآبا
إلى مَرْضَاةِ سَادَتِهِ جِهَاراً= لِيَمْلأَ مِنْ سُمُومِهُمُ الْقِرَابا
يُصَمُّ بِسَمْعِهِ عَنْ صَوْتِ شَعْبٍ=وَيُغْلِقُ دُوْنَهُ بَاباً .. وَبَابا
فَهَيَّا يَا أَخِي حَدِّدْ خِيَاراً=وَلا تَرْكَبْ إلى خَطَأٍ عُبَابا
نُسُوْرُ الْعُرْبِ تَشْمَخُ فِيْ إِبَاءٍ=فَوَافِيْهِمْ وَلا تَتْبَعْ غُرَابا
هُنَا فِي عُصْبَةِ الأَحْرَارِ تَلْقَى=عَرِيْنَ الْعِزِّ وَافَى وَاسْتَجَابا
وَتَلْقَى عِنْدَ غَيْرِهِمُ الرَّزَايا=وَتَقْضِي الْعُمْرَ ذُلاَّ وَانْتِحَابا
وَيَنْفِرُ عَنْكَ خُلاَّنٌ وَصَحْبٌ=وَتَخْجَلُ أَنْ تَرَى ماما وبابا
أُكَرِّرُ : يَا أخِيْ حَدِّدْ خِيَاراً=وَفَكِّرْ تَهْتَدِ الرَّأيَ الصَّوَابا
فَمَنْ فِي رَأْسِهِ عَقْلٌ سَلِيْمٌ=سَمَا لِلْمَجْدِ وَاعْتَمَرَ السَّحَابا
وَمَنْ فِيْ رَأْسِهِ عَفَنٌ سَقِيْمٌ=تَعَفَّنَ كَيْفَمَا لَبِسَ الثِّيَابا
المحامي منير العباس - حمص - سوريا