تويت
سر النجاح في سرعة اتخاذ القرار
اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإنّ فساد الرأي أن تترددا
الامام الغزالي
يشتكي كثير من الناس من فشلهم في تحقيق امور كانوا ينوون فعلها،
ونسمعهم يتذرعون بشتى الذرائع في محاولة لتبرير فشلهم
دون ان يعلموا ان هناك سرا يكمن وراء هذا الفشل....
ان اسباب الفشل كثيرة ولكن احد اهم هذه الاسباب هو التردد في اتخاذ القرار،
فكثير من الناس يترددون في فعل شيء يودون القيام به ويتراخون فيه
ويؤجلونه يوما بعد يوم حتى يتفاجأوا بان الظروف والمشاكل التفت من حولهم
فيفشلون في تحقيق مرادهم وهنا أتذكر قول الشاعر:
اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي ان تترددا
ولو حاولنا ان نحصي الامثلة التي تحثنا على السرعة في اتخاذ القرار
لوجدناها كثيرة ويكفي ان اذكركم بالمقولة التي يحفظها كل فرد فينا وهي
»دق الحديد وهو حامي«
كما اننا نعرف الحكمة القديمة
»لا تؤجل عمل اليوم الى الغد«.
ولكن ينبغي علينا ان نعرف تماما ان السرعة في اتخاذ القرار لها ضوابط
اهمها ان يسبقها مشورة وهنا تكمن المصيبة،
فكثير من الناس لا يعرفون ممن يأخذون النصيحة
ويعتقدون ان اي شخص مؤهل لاسداء النصائح
بينما الحقيقة هي اننا يجب ان نأخذ المشورة والنصيحة ممن هم اهل لتوجيهها
فحسن اختيار النصوح سبيل قويم لتحقيق النجاح.
ان السرعة في اتخاذ القرار ضرورية لان الفرص السانحة قد لا تتكرر،
وهناك كثير من امورنا يكون عامل السرعة فيها مهما لانجاحها،
فالدراسة على سبيل المثال ينبغي ان تكون اولا بأول
فقد يقرر طالب ما ان يدرس قبل الامتحان بيوم او يومين
وفجأة يمرض هذا الطالب قبل الامتحان بيوم أو تظهر له حالة طارئة،
عندها لن يتمكن من الدراسة وسط هذه الظروف الصعبة
فيدخل الامتحان دون ان يدرس شيئا والنتيجة ستكون فشلا ذريعا،
كما ان رسولنا الكريم صلى اللّه عليه وسلم قال »اغتنم خمسا قبل خمس... «
ومن بينها »فراغك قبل شغلك« انه عليه السلام يقصد ان نسرع في تحقيق مرادنا
قبل الا نتمكن من تحقيقه بسبب الانشغال بالظروف التي قد تطرأ بسبب التأجيل والتأخير
وهناك كثير من الامثلة في حياتنا تربنا ان السرعة في اتخاذ القرار
بعد اخذ النصيحة ممن هم اهل لتوجيهها ضرورية
لكي ننجح في الامور التي نقدم على فعلها.
بقلم :أحمد الفقم العازمي