Tweet
المهندس "تميم قاسمو"
باحث في التراث الحلبي الشامل
م."تميم قاسمو".. رحلة حياة في دراسة التراث باحث في التراث الحلبي الشامل
نضال يوسف "تميم قاسمو" وجه بارز من الوجوه الثقافية في مدينة "حلب" التي تهتم بتراث المدينة وتاريخها الحضاري وله نشاطات مختلفة في هذا المجال من خلال عمله في "جمعية العاديات" بحلب إضافةً إلى العشرات من الدراسات والأبحاث المتعلقة بتراث "حلب" وخاصة التراث اللامادي منه.
في مقر "جمعية العاديات" بحلب التقاه موقع eAleppo وخلال اللقاء فتح المهندس "تميم قاسمو" قلبه وتحدث عن تجربته الطويلة في مجال التراث استهله بالحديث عن بدايات علاقته بالتراث قائلاً: «إن اهتمامي الأساسي هو بتراث مدينة "حلب" المادي وغير المادي وبالذات بالتراث الشفهي للمدينة من حكم وأمثال وأغاني وقصص شعبية وغيرها، وقد بدأت هذه العلاقة منذ الخمسينيات حيث انطلقت من مبدأ أساسي وهو (( باعتباري جزءاً من المجتمع عليّ التعرّف على جذوري وبالتالي جذور المجتمع)) هذا من جهة، ومن جهة ثانية فقد عشت خلال مرحلة الطفولة في أحد أحياء "حلب" القديمة في بيت مقابل لقلعة "حلب" وضمن هذه البيئة الحلبية الأصيلة إضافة إلى تشجيع واهتمام الأسرة بالعلم والثقافة ظهرت ميولي نحو حب "حلب" بأحيائها وأسواقها وأبنيتها وتراثها، وقد اطلعت على إحدى إعداد مجلة العاديات وعمري لم يكن يتجاوز الثانية عشرة ومن ثم بدأت بقراءة بعض الكتب التاريخية التي كانت متوفرة مثل كتاب ((جولة أثرية)) لوصفي زكريا وفي المحصلة كان اهتمامي بتراث مدينة "حلب" يكبر يوماً بعد آخر.
وفيما بعد تحول الاهتمام بالتراث إلى قناعة مفادها أنّ المعرفة التراثية أمر أساسي للدخول إلى الحداثة لأنّ من لا قديم له لن يكون له جديد ولذلك فإنّ أية قطيعة مع الماضي أو أية نظرة مجتزئة له لا تخدمنا في التأسيس للحداثة والتقدم، بالإضافة إلى أنّ نظرتنا للماضي يجب ألا تكون
مجلة العاديات الفصليةنظرة حنينية بل يجب أن تكون نظرتنا له علمية وموضوعية كي نتعرّف خلالها على العاطل فيه قبل الصالح لكي نستطيع تفاديها حاضراً ومستقبلاً».وحول الفرق بين معاني الآثار والتراث التي قد يخلط بينهما الناس قال: «الآثار هي جزء بسيط من التراث وهي تساعد على فهم التاريخ في مراحله غير المكتوبة إضافة إلى أهميتها السياحية والثقافية، والتراث هو كل ما ينتقل من الأسلاف إلى الأبناء مثل التراث المادي واللامادي الغير ملموس كالعادات والتقاليد والأغاني والطبخ والشعر والزجل وألعاب الأطفال...الخ، الآثار هي نوع من الفخر والاعتزاز لبلد معين أما التراث فهو يكوّن الشخصية الوطنية لذلك البلد».
وعن نشاطاته في مجال التراث الحلبي يقول: «بعد اغترابي في "السعودية" مدة 18 عاماً عدت إلى الوطن في العام 1997 حيث عملت في الإشراف على ترميم "الجامع الأموي" الكبير لمدة ست سنين باعتباري المهندس الرئيسي في جهاز الإشراف إضافة إلى مجموعة من الأعمال في هذا المجال فقد ساهمت مع "جمعية العاديات" بحلب من خلال العديد من الأنشطة المتنوعة مثل المحاضرات والرحلات والأبحاث والدراسات، وحالياً أشغل رئيس اللجنة الثقافية فيها ومدير تحرير مجلة العاديات الفصلية، وقد كتبت العشرات من المحاضرات والأبحاث في موضوع التراث اللامادي الشفوي في مدينة "حلب"».
وحول "جمعية العاديات" يقول: «"جمعية العاديات" هي أقدم جمعية في الوطن العربي تأسست في العام 1924 وهي جمعية وطنية تهتم بجميع التوجهات التي
الدكتور محمود مصريتهتم بالتراث من أبناء الوطن وهي مستمرة بنشاطاتها المتعلقة بتعريف أعضائها وأصدقائها على المواقع الأثرية من خلال الرحلات والجولات التي يتضمنها برنامج الجمعية السنوي، كما تقيم الجمعية مجموعة من الأنشطة الثقافية والمحاضرات الأسبوعية والندوات التي تتعلق بالتراث بمعناه الشامل، وأحدث نشاطاتنا الثقافية والمعرفية هو إصدار نسخة رقمية لموسوعة "الأسدي" المقارنة التي تمكّن الباحثين من قراءتها من خلال البحث عن طريق الكلمات ((البحث عن كلمة))علماً أنّ عدد صفحات الموسوعة هو 3400 صفحة في سبعة أجزاء. إضافةً إلى ذلك هناك الأنشطة الاجتماعية مثل حفلات التعارف والحفلات الموسيقية والتراثية، و للجمعية فرقة فنية لإحياء التراث الغنائي الحلبي هي "فرقة الجلاء" ففي كل سنة نقيم عدة حفلات لتقديم الأغاني الوطنية التي كانت سائدة في فترة الاحتلال الفرنسي وما قبله.
وفي المجال الإعلامي نصدر في الجمعية مجلة العاديات وذلك إحياءً للمجلة القديمة التي حملت نفس الاسم وتوقفت خلال الحرب العالمية الثانية وهي الآن في عامها السادس وأنا أشغل مدير تحريرها كما قلت وهي المجلة الأولى من نوعها في العالم العربي تهتم بالتراث علماً أنّ العمل فيها هو بشكل مجاني ولوجه الله».
وحول شخصية المهندس "تميم قاسمو" ودوره في الحفاظ على التراث الحلبي يقول الدكتور "محمود مصري" مدير المكتبة الوقفية بحلب قائلاً: «باختصار شديد لأنّ ما قلّ دل، الأستاذ "تميم" هو أحد الوجوه البارزة في المجالين العلمي والثقافي في
المهندس تميم قاسمومدينة "حلب" وله مجموعة من الأنشطة العلمية والاجتماعية والثقافية فيها في "جمعية العاديات" وخارجها وهو يتمتع- في الحقيقة- بخبرة واسعة في مجال تراث "حلب" الحضاري ولوجوده أهمية في هذا المجال». يُذكر أنّ المهندس "تميم قاسمو" هو من مواليد 1946 وهو مهندس مدني تخرّج في جامعة "حلب" في العام 1969 عمل بعد تخرجه في مهنته ثم ظهرت اهتماماته التراثية، له العديد من الأبحاث والدراسات والمقالات في هذا المجال، حالياً يشغل رئيس اللجنة الثقافية في "جمعية العاديات" بحلب.