إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المذيع الراحل (( عبد الوهاب )) ابن دير الزور بدأ عمله بإذاعة دمشق في الثمانينات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المذيع الراحل (( عبد الوهاب )) ابن دير الزور بدأ عمله بإذاعة دمشق في الثمانينات

    المذيع الراحل (( عبد الوهاب ))
    ابن دير الزور
    بدأ عمله بإذاعة دمشق في الثمانينات

    عادل عبد الوهاب
    إعداد: وضاح الخاطر
    العاملون في الإعلام، ليسوا في سوية واحدة، فبعضهم يأتي ويذهب، دون أن يذكره أحد، وبعضهم يجيء ويمضي، تاركا بين الناس ما لا يمكن نسيانه، بل ويبقى ربما لأجيال عديدة متعاقبة.
    وإذا كان الصحفي العامل في جريدة، تخلده كتاباته فيها بعد رحيله، فما الذي يخلد مذيعا بعد الرحيل، وكل عمله على الهواء ؟!
    قلة هم الخالدون من المذيعين والباقية ذكراهم بعد الرحيل، لأدائهم المتميز، وسيرتهم العطرة .. وواحد من هؤلاء، المرحوم الأستاذ عادل عبد الوهاب، الذي غيبه الموت عنا صباح يوم الثلاثاء 23/11/2010 ،
    عن عمر يناهز 60 عاما، في مركز الباسل للأمراض القلبية في دمشق.
    والراحل عبد الوهاب من مواليد دير الزور 1949، يحمل إجازة في الحقوق من جامعة دمشق، وكان قد بدأ عمله في إذاعة دمشق في بداية الثمانينات، حيث قدم العديد من البرامج، والندوات السياسية والفكرية، إضافة إلى قراءة نشرات الأخبار، طيلة هذه العقود.
    ولأنه كذلك، فلم يكن مستغربا، أن يشارك في مراسم دفنه المئات من أصدقائه ومحبيه، ولم يكن مستغربا، أن يسافر العشرات من زملائه_ ومن جميع الأقسام_ في صباح اليوم التالي من رحيله، إلى دير الزور، لكي يشاطروا أهله العزاء، ولكي يقولوا في صديقهم ورفيق دربهم، ما يستحق من الكلام.

    ما الذي شكله عادل عبد الوهاب لإذاعة دمشق؟ وكيف كانت حياته المهنية خلال سني حياته؟ سؤالان وجهناهما، إلى عدد من زملاء الفقيد، وكانت البداية مع الأستاذ توفيق أحمد، مدير إذاعة دمشق ..

    توفيق أحمد: عادل عبد الوهاب .. وردة على ضفاف الفرات
    يصعب الكلام في حضرة الموت، ويصعب الكلام في ذكرى رحيل الأحبة، ويصعب الكلام عن الذين كان ينقاد الكلام لهم، كما ينقاد الجواد الأصيل للفارس المجلّى.
    عادل عبد الوهاب العبد الله ( أبو محمد)، الرجل الذي عرفته، منذ قذفت بي الغربة، من سهل الغاب، إلى دمشق، والتقيت وقتها بهذا القادم من رمال دير الزور، وشواطئ الفرات، لتحضننا دمشق، وأجد نفسي منه، واثقا كل الثقة أنه وجد نفسه بي، وبادلني الحب والوفاء وأنس بي، وأنست به.
    وكان تفوقه وانضباطه وسلوكه وشهامته وتفانيه في العمل وقدرته على المثابرة وحرصه على النجاح الصحيح محط إعجابي، فكان من شؤوني كزميل أن أنافسه دون أن أكدر صفاء الود، ويشهد لي بالنجاح فيما صبوت إليه، أن هذا الرجل الكبير، بقي الصديق الحميم، الذي تزداد علاقتي به امتنانا وقناعة ومكاشفة، يوما تلو يوم، طيلة ربع قرن، لم يكدر صفاء ودنا لحظة واحدة، ما يحدث أحيانا، بين زملاء العمل ورفاق المهنة.
    من الصعب علي كثيرا أن اختطف الكلمات من المعجم، لأوجز سيرة ربع قرن، تخزن في طياتها آلاف القصص والحكايا والأخبار ومواسم الحب ومشاريع الخير ونبل العلاقة.
    عادل عبد الوهاب، الوارث الحقيقي، لأصالة أرض دير الزور، فيه صفاء سماء البادية السورية ومهابة الفرات وعشق التاريخ وحب الوطن، والقدرة على تحويل هذا الإرث إلى تفان في العمل، وتفوق في الأداء .
    مدهش جلده على العمل، والعمل الإعلامي، يحتّ الجسد كما تحت الرياح الصخر، ويبعثر الروح، كالعواصف التي تهب على رماد ساكن، ولكن طمأنينة عادل عبد الوهاب، جعلته في أحايين كثيرة، بمنجاة من كوابيس المهنة وخطورة مزالقها، يواجه الدنيا بهذا الصوت الواثق والأداء المتميز والعشق الصوفي، ذاهلا كل الذهول عن الإطراء والثناء.
    طيلة ربع قرن من معرفتنا به، واصل ليله بنهاره، وهو هو، يوم كان شابا في ميعة الصبا، ويوم أخذ يدلف نحو الستين، التي تشكل محطة الراحة بعد التعب والعناء، وتجاوز عتبتها، مصرا بتحد مدهش على أن يبقى صوته مدويا وهاجس التفوق ثابتا راسخا.. حتى وبعد أن استهدف المرض جسده، ظل مصرا على أداء رسالته، ونجح إلى أن استطاع الموت أخيرا أن يوقف الصوت ويصادر الحنجرة، ويأسر الجسد، ليتحول عادل عبد الوهاب إلى وردة جورية ترقد على ضفاف الفرات، وصوت عربي النزعة، يسكن في ذرات الأثير إلى أن يرث الله الأرض من عليها.
    عادل عبد الوهاب أيها الغالي... كان الفراق صعبا ومفاجئا ومدهشا، ولكن ستبقى الشعاع الذي يسكن ضمائرنا، والصوت المتميز الذي تبثه إذاعة دمشق، صوت حق، ورسالة حياة وحرية، وبين أحبابك، ممن ستبقى قدوتهم ميتا كما كنت في الحياة.

    عمر عيبور: سيظل عادل عبد الوهاب في الذاكرة والبال
    آلمني كثيرا رحيل الزميل العزيز والغالي عادل عبد الوهاب العبد الله الهنداوي، يوم الثلاثاء 23/11/2010 ، وكنت قد جئت باكرا إلى الإذاعة، تحضيرا لعربة النقل والتهيئة للمشاركة مع بعض الزملاء، في تعزية الزميل المخرج جمال عقاد برحيل والده، وتعزية الزميل انس والزميلة كناز، برحيل والدهما أبو أنس الطبل، لألتقي بالزميل جمال الجيش، خارجا من الاستديو ليقول لي: مات عادل يا عمر، فبكيت بكاءا حارا، من أجل زميل، عشت معه ثلاثين عاما، عرفت فيه الرجل الواضح والصريح والاجتماعي والودود، باش الوجه، والمبتسم، الذي لطالما سرني، كلما التقيته صباحا في مكتبه رئيسا لدائرة المذيعين، وهو يدندن بصوته الجهوري: عموري يا عموري، يا أحلى من الورد الجوري .
    رحم الله عادل .. وجعله في أعلى عليين، وهو الذي سيبقى في الذاكرة والبال، رجلا جبلا إعلاميا محبا لعمله، صديقا للجميع، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

    جمال الشيخ بكري: عادل عبد الوهاب يجبر الخواطر ويساعد الجميع
    المرحوم الإعلامي والإذاعي عادل عبد الوهاب، الذي وافته المنية في دمشق، ووري الثرى في مسقط رأسه، في مدينة الكرم والشهامة دير الزور، كان زميلا لي وأخا تدربت معه عام 1980، كان بالنسبة لي أكثر من زميل فهو الأخ والصديق الودود، صاحب القلب الكبير، وله بصمته في خدمة الناس، لمن يعرفهم ولا يعرفهم، كانت كلمته المشهورة لي عندما كنا نداوم معا _ حيث كنت معاونا له منذ عام 1997_ : يا أخي يا جمال (ما عُبد الله بأحب من جبر الخواطر ) عملنا معا منذ ثلاثين سنة ، لا أذكر يوما أنه غاب عن الدوام أو تأخر، إن كان في الدوام الصباحي (أي منذ الخامسة فجرا) أو حتى في السهرات، التي تستمر حتى ما بعد منتصف الليل بساعتين وأكثر.
    المرحوم عادل عبد الوهاب، وعندما أصابه احتشاء العضلة القلبية الشديد، وكان في طريقه إلى مركز الباسل، كان يومها الاثنين مساء، وكان عنده دوام صباح يوم الثلاثاء، وهو في هذه الحال اتصل بمدير الإذاعة الأستاذ توفيق أحمد، وأعلمه بذلك، وقال له يا أستاذ أنا مريض، ولعلي لا أستطيع أن أكون في دوام الغد.
    فتصور هذا الحرص على العمل وهذا الالتزام، علما أنه هو رئيس دائرة المذيعين، وبإمكانه أن يكلف أي مذيع بالدوام .. لكن هذا هو عادل عبد الوهاب .
    أما في بيته، فكان عادل عبد الوهاب، الأب الحنون جدا جدا، لقد كان شلالا من العطاء، فكان حديثه الشاغل عن ابنه الوحيد محمد، وعمره 13 سنة، وكان يقول : حياتي من الدنيا ولدي حمودة، لقد قالت لي زوجته قبل وفاته بساعات في مركز الباسل، يا أستاذ جمال: لقد فقدت كل شيء، فكان لي عادل، الجبل الراسخ الذي أتكأ عليه ... يا أخي جمال، لقد انهار هذا الجبل الشامخ... ماذا أفعل ؟
    رحمك الله ياأخي وصديقي وزميلي ورفيق دربي، الإعلامي عادل عبد الوهاب، لقد افتدقناك.. ولك والله وحشة .. تعودنا أن ندخل دائرة المذيعين ونشاهدك في مكتبك .. وداعا يا أبو محمد وإلى رحمة الله.
    وكانت آخر كلماته لي في مكتبه : يا جمال أسأل ربي حسن الختام ، وكان يقولها بالعامية: ( الله يحسن ختامنا ) ..
يعمل...
X