تويت
هند صبري : أنا وفيرتيجو في موسم الجبابرة
حوار*: محمد كمال*
في البداية تحدثت هند صبري عن معني كلمة فيرتيجو وقالت إنها كلمة لاتينية الأصل وتعني الدوار وهو مصطلح طبي الاصل وهو اسم الكازينو الذي التقطت فيه فريدة المصورة الفوتوغرافية صورا تخص قضايا فساد لرجال الأعمال*.
*< تقدمين للمرة الثانية عملا مأخوذا عن نص أدبي*.. هل نجاح* »عايزة اتجوز*« كان عاملا لتقديم* »فيرتيجو«؟
*<* نجاح مسلسل عايزة اتجوز شجعني وحمسني في البداية ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد فهناك عدة عوامل أهمها اعجابي الشديد بالرواية والنص الأدبي المكتوب كما أن الجمهور* غير معتاد علي هذه النوعية من المسلسلات وعن نفسي أحب التعامل مع النصوص الأدبية وتحويلها لأعمال درامية سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية لأن هذا يعطيني ثقلا في مهنتي كما يؤثر علي الشباب ويحثهم علي القراءة وهي المصدر الأساسي للثقافة لكن مع الأسف ابتعدنا عنها*.. وأنا حريصة علي هذا منذ أن قدمت دورا في فيلم عمارة يعقوبيان*.
*< يري بعض النقاد أن النصوص الأدبية الجديدة التي تحولت الي أعمال درامية ليست بنفس قوة التجارب القديمة؟
*< لأن في هذا التوقيت كان العصر الذهبي للسينما المصرية وكان يوجد الكثير من الأدباء الذين يحرصون علي طرح روايتهم* القوية مثل نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس لكن المشكلة هي أن الجمهور هو الذي ابتعد عن التعامل مع الأدب فشعرنا أن الأدب توقف عند هذه الأسماء الكبيرة لكن حقيقة الأمر أن الأدب حي ومستمر وظهر جيل جديد من الشباب يبعث الكثير من التفاؤل لكنهم لم يجدوا الفرصة التي حصل عليها أدباؤنا الكبار سواء من خلال منتجين يقدرون أعمالهم أو جمهور يهتم بقراءة أعمالهم*.
*< وهل تعتقدين أن أعمالا مثل* »عايزة أتجوز*« و»فيرتيجو*« يمكن أن يعيدا النصوص الأدبية للدراما؟
*< قالت وبسرعة*: »ياريت*.. دي أكتر حاجة ممكن تبسطني*« وأتمني أن تتحقق ويكتب لها النجاح وهي مهمة صعبة جدا لكن ليست مستحيلة فالمشكلة أننا لم نعد نلتفت الي الأعمال الأدبية لأن الثقافة المرئية والبصرية والانترنت لم يعطوا فرصة للأدب للتواجد*.
*< هل نجاح الرواية جماهيريا كان سببا مهما للموافقة عليها؟
*< السبب الأساسي هو اعجابي بالرواية كنص أدبي جديد مكتوب بحرفية شديدة تتضمن أحداثا مشوقة وأعجبت بها جدا والنجاح الجماهيري ليس مقياسا بمفرده لأن هناك روايات حققت نجاحا جماهيريا ملحوظا ولكنها لم تكن علي المستوي حتي في الكتابة ورواية فيرتيجو حققت نجاحا علي مستوي المبيعات وصدرت منها أكثر من طبعة وهناك جزء من الجمهور لم يسمع عن الرواية وقاموا بشرائها فور علمهم بتحويلها الي مسلسل*.
*< أري أن الكثيرين الذين قرأوا الرواية يمثلون ضغطا ومسئولية كبيرة بالنسبة لك؟
*< هي أولا مسئولية أدبية منا كفريق عمل والسيناريست محمد ناير والمخرج عثمان أبولبن تجاه أحمد مراد مؤلف الرواية لأننا حصلنا علي رخصة منه لتحويل الرواية الي عمل درامي لهذا يجب علينا أن نحترم خيال الكاتب وعلينا في المرتبة الثانية أن نقدر خيال الجمهور الذي استمتع برواية فيرتيجو ويجب أن نقدم له متعة من خلال المسلسل برؤية ثانية لكن مع المحافظة علي الروح والقوام الأساسي للرواية والمسلسل* 30* حلقة يضم أحداثا أكثر من الرواية وأنا لا أخفي قلقي من رد فعل الجمهور لكن في نفس الوقت مطمئنة من الثقة التي وضعها فينا المؤلف أحمد مراد*.
*< وهل ستكون المقارنة مع الرواية في صالح المسلسل؟
*< بمنتهي الصراحة المقارنة بين العمل الأدبي والعمل الدرامي المأخوذ عنه يفوز فيها دائما الأدب لأن صورته الأولية تظل عالقة في أذهان الجمهور الذي يكون انطباعات كاملة عنه وعندما يتم تحويل هذا النص الأدبي الي عمل درامي تفرض عليه الخيال الدرامي للمخرج الذي يتعامل مع النص بصورة درامية بحتة ويقوم بتحويلها الي رؤية سينمائية يكون وقتها الجمهور تعلق بالنص الأدبي ويرفض الخيال الدرامي للمخرج*.
*< وكيف عالجتم هذا من الناحية الدرامية؟
*< كنا أمام خيارين الأول هو أن نمشي مع رواية فيرتيجو كما يقولون بالورقة والقلم ونعرضها كما هي نصا أدبيا وقتها سنخسر الجانب الدرامي أو نقوم بعمل تصور درامي ونترك روح الرواية فقط ونسير علي أساسها دون الابتعاد عنها ولكننا قمنا بإضافة شخصيات وأحداث لم تكن موجودة في الرواية ولكن وجودها مطلوب دراميا وقمنا باستبعاد شخصيات موجودة في الرواية وهذه كانت المسئولية الملقاة علي عاتق السيناريست محمد ناير الذي تعب كثيرا حتي يحافظ علي روح الرواية فيرتيجو وفي نفس الوقت يحافظ علي النسق والضرورة الدرامية*.
*< البطل في الرواية رجل لكن في المسلسل البطلة سيدة هل وجدتم صعوبة في هذا التغيير؟
*< لم تكن بالصعوبة التي كنا نتوقعها لأننا قررنا أن نتعامل مع روح الشخصية سواء كانت رجلا أو سيدة فالخصال واحدة والمشاكل واحدة والمفروض أن الدور سواء كان رجلا أو امرأة فهو في النهاية نفس بشرية صحيح ان في مجتمعاتنا الشرقية ترفض هذا الأمر لكننا نتعامل هنا مع مشاعر بشرية كما قلت وبصراحة شديدة السيناريست محمد ناير عالج الرواية ببراعة من خلال الشخصيات والأحداث*.
*< تقدمي دور مصورة فوتوغرافيا وهي مهنة* غير معتادة بالنسبة للسيدات؟
*< هي مهنة موجودة وهناك سيدات يعملن بها ولكن كما قلت عدد قليل جدا من يعملن فيها وهي من المهن الغريبة علي المرأة في المجتمعات الشرقية ولكن عن نفسي تحمست جدا للدور لأنه دور جديد وعن نفسي أحب أن* »أزغزغ*« الشعب المصري والعربي من خلال تقديم أدوار* غير تقليدية وبعيدة عن المسلمات الاجتماعية لأنها مهنة مثل أي مهنة ولا يوجد عيب أن تعمل المرأة كمصورة فوتوغرافيا*.