إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقتطفات من كتاب العلم و مشكلات الانسان المعاصر!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقتطفات من كتاب العلم و مشكلات الانسان المعاصر!!!


    مقتطفات من كتاب العلم ومشكلات الانسان المعاصر للكاتب زهير محمود الكرمي

    ---------------------
    أول خطأ يرتكبه الوالدان في حق ولدهما هو في اختيارهما لبعضهما. فاذا سلمنا أن
    الغاية من الزواج هي انجاب الصغار واستمرار النوع فان اختيار الزوج
    لزوجة يكتسب أهمية خاصة. ذلك أن الطفل الذي ينجم عن الزواج يولد
    وعنده حصيلة من ا لمركبات الوراثية التي تتحكم الى حد كبير في شكله
    وبنيته وذكائه وقدراته العامة
    -----------------
    دخل عدم المساواة في الفرص كعامل معاد آخر من عوامل البيئة يؤثر في الكثيرين تأثيرا
    يحد من فعاليتهم وحيويتهم... و نجم عنه كثير من الاضطراب والعنف على
    شكل فردي وجماعي في فترات عديدة من تاريخ الانسانية
    ------------------
    تحول المجتمع من مجتمع يفترض فيه التعاون حسب
    القدرات والمواهب والامكانات لمصلحة المجتمع العامة الى مجتمع يتم فيه
    التعاون على أسس استغلال البعض للاخرين وافادة هذا البعض فائدة
    شخصية من قدرات ومواهب أولئك الاخرين
    ------------
    أغرب ما في الانسان أنه حقا لا يدري ما يريد من حياته.
    انه يعلم في أعماقه ان حياته محدودة زمنيا... وأن الموت يقترب منه
    باستمرار. وكان الواجب أن يكون هذا مدعاة لوضوح هدفه من الحياة..
    ولكن الامر على العكس من ذلك... فقلما تجد انسانا يعلم يقينا ما يريد
    من حياته وقلما تجد انسانا قانعا بما استطاع تحقيقه. ونتيجة هذا وذاك
    يتولد عند الانسان شعور بعدم الرضا وعدم السعادة
    -------------

    وقد يكون القول بأن السعادة تكمن في تحقيق الانسان
    لذاته وقدراته وكفاءاته وامكاناته قريبا الى مفهوم السعادة... غير أن هذا
    ينقضه أو يبعده امران: الاول أن الانسان لا يعترف بحدود قدراته ومواهبه
    بل يغالي فيها ويعطيها قدرا فوق قدرها وبذا يصبح تحقيقه لذاته وقدراته
    أمرا غير قابل للتطبيق وبالتالي يصبح وصوله الى السعادة غير ممكن
    والثاني ان الانسان محدود القدرات وا لمواهب وحتى ولو عرف حدودها
    فلابد أن يرى في غيره ميزات ومواهب تفوق ما عنده ولو لم يعترف به
    صراحة. وهذا يسبب الغيرة والحسد مما ينغص عليه عيشه ويفقده الكثير
    من طعم السعادة.
    ويزيد هذه ا لمشكلة تعقيدا أن الانسان يتغير باستمرار وتتغير تبعا لذلك
    مفاهيمه ومعاييره... وعلى ذلك فلو فرضنا أن انسانا ما عرف قدراته
    ومواهبه وحدودها وعرف ما يريد من حياته في فترة ما فان تغيره الحتمي
    وتغير معاييره ومفاهيمه سيغير من أهدافه وقد يغير تقديراته لقدراته
    ومواهبه. وبذلك يتغير مفهوم السعادة عنده ولا يعود مفهوم ما كان يعتقد
    بأنه السعادة مرضيا بالنسبة له... وهكذا دواليك. وكثيرون هم الذين يعيشون
    في خضم هذه الحيرة فتؤثر في حياتهم وسلوكهم وتصرفاتهم بأشكال
    ودرجات مختلفة.
    -------------
    أن العلماء جميعا متفقون على أن نمو الطفل العقلي منذ ولادته
    حتى سن الرابعة أو الخامسة يشكل نسبيا أكبر قدر من النمو العقلي في
    حياته. ولذا فهم يعتبرون هذه الفترة من أخطر فترات حياته من حيث
    النمو والتطور.
    -------------------
    ما يأكله كلب عند عائلة في أمريكا أو أوروبا
    مثلا يبلغ ثلاثة أضعاف ما يأكله انسان في بعض مناحي الهند أو بنغلادش.
    وفوق ذلك يكون غذاء الكلب متزنا حاويا جميع عناصر الغذاء بينما
    غذاء ذلك الانسان فوق قلة كميته غير متزن وتنقصه عناصر غذائية
    هامة.
    -------------------
    بدأ كثير من العلماء يجربون الافادة من نباتات البحر المختلفة غذائيا. فالنباتات البحرية مثل النباتات
    البرية تنتج غذاء وبخاصة النشاء وفيها بروتين نباتي. وصار البعض يقول
    بأننا على أبواب انتاج الخبز من البحر.
    -----------------
    والعزلة فوق ذلك تسبب للفرد شعورا بالسأم وهذا له
    مردود نفسي خطير. وقد استغل كثيرون هذا الشعور بافتتاح ملاه وأماكن
    تسلية حتى أصبحت هذه من أكثر الصناعات ربحا في ا لمدينة. غير أن هذه
    ا لمرافق وان خففت عن بعض الناس شعورهم بالسأم والوحدة فترة من
    الزمن الا أنها ليست الحل الناجع لهذه ا لمشكلة. فالانسان غالبا ما يفقد
    اهتمامه بها مع تكرار استعمالها على امتداد فترة من الزمن. وسيعود الى
    سأمه ووحدته وبخاصة عندما يتقدم به العمر. وفي هذه الحالة يزداد
    شعوره هذا حدة نتيجة عدم قدرته على التفاهم مع الجيل الجديد وعدم
    تقبله لمعدل التغيير السريع الذي يطرأ على الحياة في ا لمدينة.

    -------------
    يكون الفرد في المدينة أجرأ تصرفا وأكثر تحللا من
    القيود الاجتماعية التي تفرضها التقاليد والاعراف. وفوق ذلك يستبدل
    مجموعة ا لمعايير السلوكية التي عرفها في القرية نمجموعة أخرى تختلف
    عنها في كثير من أسسها. ولا يقتصر التغيير على أ نماط السلوك فقط بل
    يشمل ا لمأكل وا لمشرب والعادات ا لمعاشية والعلاقات مع الآخرين الخ

    ----------------------
    أن الحضارة الغربية (الليبرالية) لها جذور دينية وفلسفية واضحة
    ولها بيئة محددة ومناخ فكري مميز شأنها في ذلك شأن كل الحضارات
    التي سبقتها. وهي حضارة تتبع دورة حيوية معروفة تنشأ وتنمو وتزدهر ثم
    تأخذ بالاضمحلال أو التحول.
    أما الحضارة العلمية الحديثة فانها تختلف جذريا عن أي من الحضارات
    التي سبقتها اختلافها عن الحضارة الغربية (الليبرالية) رغم أنها نشأت
    عنها ومن جوها ومناخها... ولعل أهم مظاهر اختلافها كونها عا لمية غير
    مرتبطة ببيئة محددة أو بوطن أو بأمة. وكذلك كونها لا تتبع الدورة الحيوية
    في الحضارات السابقة... فهي حضارة الانسان شئنا أم أبينا منذ أن
    نشأت والى أن يشاء الله. وهناك اختلاف اخر هو أنها لم تنشأ برفق وتنمو
    وتزدهر... بل لعلها في طبيعتها أقرب الى الثورة ا لمتضاعفة منها الى الوليد
    النامي... وهي بذلك ليست حضارة تؤخذ أو تترك دون أن يؤثر ذلك في
    المجتمع الانساني فمثلا عاشت شعوب كثيرة دون أن تتأثر أو تسمع بحضارة
    الصين القد يمة أو الهند أو الانكا ولم يضرها ذلك كثيرا.
    أما الحضارة العلمية الحديثة فلا مجال للهرب من تأثيرها ولو حاول
    مجتمع ما التقوقع واعتزال العالم... اذ أن موجات آثارها تتخطى الحدود
    وتدك الأبواب وتجتاح الحدود فاذا با لمتقوقع ا لمعتزل يجد نفسه في مواجهتها
    ومواجهة آثارها ونتاجاتها... وقلما يكون مثل هذا ا لموقف في مصلحته بل
    لعله نمثل تهديدا خطيرا لكيانه وبقائه

    ---------------------
    ويقول ماجنوس بايك في كتابه »قرن العلم » :« تختلف الفترة التاريخية
    التي نعيشها عن كل ما سبقها. فالعالم »أصغر « من ذي قبل وأكثر ازدحاما.
    وبوسع ا لمرء أن يطير بملابسه التي يلبسها في بيته من أوربا الى غرب
    الولايات ا لمتحدة عبر القطب الشمالي في ساعات قليلة. ونجد بجانب هذا
    من أمثلة التكنولوجية الحديثة دلائل على حدوث تغييرات موازية في نظام
    المجتمع... وتحدث هذه التغييرات لان الابتكارات العلمية التكنولوجية تغير
    أفكار الناس وآرائهم حول الحياة وا لمرض وا لموت وأساليب الحرب وانتاج
    الغذاء والثروة. وقد تمت معظم هذه التغيرات خلال الفترة ما بين سنة
    1851 والوقت الحاضر
    ---------------
    فنحن بدلا من أن نعايش بين الحضارة العلمية ومعتقداتنا الدينية
    نحاول أن نطوع الواحدة للاخرى... فنجد الكثيرين من علمائنا ورجال
    الدين يحاولون اثبات الحقائق الدينية بالفرضيات والنظريات العلمية القائمة
    حاليا... ويذهبون في ذلك مذاهب شتى معتقدين أنهم بذلك يخدمون
    الدين ويعلون شأنه. وهنا في رأينا يكمن الخطأ الكبير. وهو خطأ منبعث
    من سوء فهم معنى العلم أصلا. ذلك أن الحقائق العلمية كما يعرف كل
    مشتغل بالعلوم حقائق نسبية قابلة للتحوير والتغيير والنقد - وهي في
    أساسها ليست حقائق با لمعنى الفلسفي بل تفسيرات لظواهر طبيعية أو
    غير طبيعية بحيث تنتظم هذه الظواهر تحت التفسير... وعلى ذلك تظل
    هذه »الحقائق العلمية » قابلة للاستخدام الى أن يظهر مزيد من هذه الظواهر
    تعجز عن تفسيره أو يشذ بعضها عن ذلك التفسير... وعندها تحور أو
    تعدل أو تنقض أساسا ويؤتى بغيرها.
    أما الحقائق الدينية فهي على العكس من ذلك حقائق مطلقة تعتمد
    على الا نمان ولا تقبل الجدل أو البحث والتجريب وما ينشأن عن ذلك من
    تعديل وتطوير وتغيير.
    من هذا التناقض الكامل بين مفهوم الحقيقة الدينية والحقيقة العلمية
    ومن محاولة هؤلاء رغم ذلك تطويع الاولى للثانية ينبع الخطأ الذي يقعون
    فيه. ان محاولة اثبات حقائق الدين ا لمطلقة بحقائق العلم النسبية ا لمتغيرة
    خطأ فادح... والخطأ هنا ديني قبل أن يكون علميا

    ------------------------
    المهم الا يدخل المرء الدين في العلم ولا
    أسلوبه الفكري... فأساس العلم التشكيك وأساس الدين الايمان
    -----------------

    فالمناخ العلمي في المجتمع يحتم وجود انسجام وتوافق
    وتبادل ايجابي بين العالم ومجتمعه. وهذا لن يتأتى اذا شعر العالم أنه
    غريب فكريا على الاقل وسط مجتمعه. وحتى يكون هناك مناخ علمي في
    مجتمعاتنا يتحتم أن تكون للعلم مكانته ا لمرموقة في نفوس الناس ويجب أن
    يحس كل فرد في المجتمع وعلى جميع درجات ا لمسئولية بأهمية العلم
    وخطره وأن يكون هناك استعداد نفسي وفعلي لتقبل نتاج البحث العلمي
    وتأثيراته في حياة الناس من جميع وجوهها

    -----------------
    ان الخير أو الشر هما صفتان انسانيتان بالدرجة الأولى
    وسحبهما على الأشياء والجماد فيه شيء من السذاجة البدائية
    -------------------
    والعودة للطبيعة أمر جميل ومحبب للنفس ولكن اذا كان ذلك يتخذ
    صفة قضاء عطلة الأسبوع أو العطلة السنوية... أما أن يعود المرء كلية الى
    الحياة حياة بدائية في أحضان الطبيعة فأمر شاعري ولكنه غير واقعي
    -------------------
    وظلت الجموع تعاني
    من احساس بفقدان شيء غامض أسمي السعادة.
    وينجم الغموض عن اختلاف الناس اختلافا كبيرا
    في تحديد مفهوم السعادة. و لما كان المفهوم يتأثر
    كثيرا عما يفتقده الفرد في حياته ونظرا لاختلاف
    ما يفتقده الناس كثيرا بسبب اختلافهم أنفسهم -
    لا بل ان الفرد نفسه يختلف مفهومه عن السعادة في فترات متعددة من
    حياته كان هذا التضارب في تحديد مفهوم السعادة.
    وفوق ذلك فان غالبية بني البشر كانوا يفتقدون الكثير مما يحتاجون
    ويشتهون. وبذا كان مفهوم السعادة عندهم أكثر غموضا وأصعب تحديدا.
    ولاشك أنه من غير المنطقي أن يعيش الانسان خليفة الله في الارض
    وسيدها عمره المحدود في شقاء وتعاسة ومرارة... حتى أن ا لموت كان
    ومازال بالنسبة للكثيرين الحل الامثل للراحة مما يعانون.
    ------------------
    ويقول كورت ماريك: »اننا في القرن العشرين نشهد نهاية عصر في
    تاريخ الانسانية امتد خمسة آلاف سنة... اننا نفتح عيوننا تماما كما فتح
    انسان ما قبل التاريخ عينيه من قبل على عالم جديد تماما .«
    ويقول روبرت أوبنها يمور الفيزيائي المشهور: »ان عالمنا اليوم عالم جديد.
    وقد تغيرت فيه مفاهيم عدة مثل وحدة المعرفة وطبيعة المجتمعات الانسانية
    ونظام المجتمع ونظم الافكار لا بل ان مفهوم المجتمع نفسه والثقافة قد
    أصابهما التغيير ولن يعود أي من هذه المفاهيم الى ما كان عليه في ا لماضي.
    فالجديد جديد لا لأنه لم يكن موجودا في الماضي بل لان تغييرا في النوعية
    قد طرأ عليه. والشيء الجديد اليوم هو كثرة الجدة وتغيير معيار التغير
    نفسه ومداه لدرجة أن العالم من حولنا يتغير بينما نسير مشوارا. والحصيلة
    أنه لا تمر تغيرات صغيرة في عمر الانسان المعاصر ولا يضطر المرء لمجرد
    تعديل ما تعلمه في صغره... بل ان ما يحدث لا يمكن وصفه الا بأنه
    انقلاب ضخم .

    --------------
    فالناس رغم كل هذه التغيرات التي يرونها بأم أعينهم كل يوم مازالوا ينظرون الى المجتمع على
    أنه ثابت جامد ويتصرفون على هذا الاساس. لا بل أن بعض الناس وحتى
    المثقف ين منهم يفوتهم وعي هذا التغير وسرعته ومداه ونراهم يتمسكون
    بواقعهم وفي حالات كثيرة ينكفئون الى الماضي... والخطورة التي تنجم عن
    مثل هذا الموقف هي أنهم يسهمون في جعل مجتمعاتهم تعيش هذا العصر
    دون أن تعاصره ويعرضونها الى صدمات التغير وصدمات المستقبل وما
    ينتج عن ذلك من مآس وويلات
    ------------
    ويقول دون فايون: »اذا وجدنا أن حضارتنا الحديثة قد فشلت في بعض
    مناحيها فان ذلك لا يرجع الى أنها ليست أفضل بكثير من حالة الماضي
    وا نما يرجع الى أنها أقل كثيرا من ا لمستقبل
    ------------
    واذا كان المفكرون في الدول المتقدمة يشكون من أن الحضارة الحديثة
    فشلت في أن تكون على مستوى المستقبل فما هو وضع الدول المتخلفة
    وماذا يمكن أن يقول المفكرون فيها


    منقول

يعمل...
X